أثير في أعقاب ثورة 30 يونيو جدلاً حول العديد من التصريحات التي تخرج بين الحين والآخر من رجال الدين الاسلامى والمسيحى علي حدٍ سواء، فبعضهم يكّفر النظام الحالي وأنصاره بحجة العداء للدين الاسلامى ، وأخرين يكّفرون الأوائل بحجة أنهم إرهابيين يسيئون للدين الاسلامي - برضه - بل وتمادي البعض لوصفهم بخوارج العصر. ووسط هذا وذاك، يظهر بعضاً آخر ليمجد ويمدح في شخص الرئيس و الحكومة ويذم ويقدح في الاخوان وأتباعهم في تجلي لمظاهر فوضي تصريحات رجال الدين، ولكن الصاعقة الحقيقة جاءت في الايام القليلة الماضية وبعد زيارة الرئيس السيسى تحديداً ، حيث وصفه الانبا بولا في مداخلة هاتفية مع أحمد موسي علي قناة صدي البلد قائلاً : " كما ظهر الملاك مبشراً بميلاد المسيح، فجأة نري المسيح ظهر داخل الكنيسة يوم ميلاده "، فقد وضع زيارة الرئيس السيسي للكنيسة في مقابلة مع زيارة الملاك للسيدة العذراء مريم لاعلان بشارة الخلاص الذي هو عماد الايمان المسيحي. بل والأكثر إيلاماً انه شّبة الرئيس السيسى بالسيد المسيح له المجد، و المعلوم ان السيد المسيح بحسب الايمان المسيحي ليس نبياً او رسولاً بل هو الله نفسة فكيف له أن يشبة إنساناً - مهما كان منصبة - بالله ذاته ؟؟!!. وعلي صعيدٍ متصل وصف الاب مكاري يونان السيسي بأنه مرسلاً من السماء؛ - إعترضوا بقي علي أمر ربونا !!. الانبا بولا !! .. لعل التصريح الأخير للأنبا بولا جاء كجزء في سلسلة تصريحات صادمة لنفس الشخص الذي تعاظم دوره في الحياة العامة خصوصاً في فترة إنتخاب البطريرك الحالي، حيث كان مسؤولاً عن الإنتخابات البابوية، ثم اصبح ممثلاً للكنيسة في لجان التعديلات الدستورية المختلفة علي الرغم من إخفاقة في الاولي وتلاعب الشيخ البرهامي به وباللجنة بأثرها بعد ان فضح برهامي مخططه الذي ظهر بتسريب فيديو لإحدي جلساته مع التيار السلفي عقب حديثة عن المادة 219 بدستور الاخوان. كما تستطيع رؤية تعاظم هذا الدور مؤخراً بشكل أوضح عقب تنصيبة منصب " مسؤول الكنيسة للتواصل السياسي مع الدولة " المنصب الذي أتفهم وجودة في بعض الاحزاب أو يمكن استثنائياً بالحركات الاجتماعية او الكيانات السياسية، لكن لماذا يُستحدث منصب كهذا داخل مؤسسة دينية يفترض ان تكون بالمقام الاول معنية بالامور الروحية فقط؟!!. بل ان دور نيافته تعاظم ليصل الي المُشرع والقاضي، فهو من يتصدر لملف الاحوال الشخصية للمسيحيين منذ سنوات طويلة وعاني العديد من اصحاب المشكلات من طريقة ادارته للملف، فبدلاً من ابعاده عن هذا الملف يتم اختيارة حتي يضع " التاتش بتاعه " علي قانون الاحوال الشخصية للمسيحيين فأصبح يمثل كارثة تهدد استقرار الاسرة المسيحية في المستقبل. وفي النهاية يخرج علينا نيافته بتصريحات ضد العقيدة المسيحية والتي لو صدرت عن أي شخص أخر في ظروفٍ مغايرة لتم اتهامة بالهرطقة ( مقابل الكفر في الاسلام ) مما يطرح تساؤل حول مدي إزدهار الحياة الروحية لابناء ابراشية طنطا و توابعها وسط الادوار المتداخله لراعيها الاول!!. تصريحات البابا و زيارة السيسي منذ 3 يوليو 2013 واشتراك البطريرك الجديد بجانب شيخ الازهر في مشهد العزل، أصبح حول البابا الجديد هالة من الاهتمام من قِبل وسائل الاعلام، و التي تتبعها ظهوره المكثف في المحطات الفضائية وإجرائه العديد من الاحاديث الصحفية. والمعلوم أن من يكثر من الحديث فأنه بالتالي يكثر من الخطأ وهو ايضاً ما يؤكده سفر الامثال بالكتاب المقدس : " كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ، أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ". ولكن للاسف أنجرف البطريرك الجديد الي مستنقع السياسة وصارت له العديد من التصريحات الصادمة والتي تنم عن فقر معرفي شديد بل وتداخل كبير في المعلومات لدي قداسته وهو ما إنجلي في تصريحاته الأخيرة عن أحداث ماسبيرو. وللأمانه، ليس مطالباً للبطريرك ان يحمل خبرات سياسية، أو أن يكون متحدث إعلامي لبق ، ولكن من الواضح ان قداسته وجد استحساناً في الاضواء و السياسة ، وجأت زيارة السيسي - التاريخية - للكاتدرائية أثناء قداس العيد لتعكس تساؤلاً حول كونها بداية إصلاح مجتمعي فيما يتعلق بملف التمييز ضد المسيحيين وملفات العنف الطائفي، ام انها مجاملة للبطريرك الذي أمعن في مساندة النظام؟؟ لا نملك الحكم علي الغيب الآن ولكن الايام المقبلة ستجيب عن كل ذلك من خلال الاجراءات التي سيتخذها الرئيس في صالح المواطنين المسيحيين لا في صالح رجال الدين الذين انتاب بعضهم حالة من التخبط الشديد وصاروا يخالفون صلب عقيدتهم. ليس مسيحاً..