كنت أمارس سلطتي الذكورية مساءاً وطبعا مفهوما أنها تمارس على الريموت كنترول فقط وأقلب في القنوات سريعا قبل حضور زوجتي ، وتبدأ في طلب تعلية الصوت "علشان مش سامعة" ثم خفض الصوت "علشان البنات نايمة" فتحول إحساسي بالقيادة الفارهة لإحساس بقيادة ميكروباس فيصل- ميدان الجيزة فأعطيها الريموت لتتولى هي بمعرفتها القيادة... المهم أثناء المرور السريع سمعت خبرا أو نصف خبر عن مجموعة تدعى "جي سترينج" تحكم العالم من مؤتمر بالولاياتالمتحدة... وطبعا لمعت عيناي ورحبت كل النزعات الذكورية داخلي بالخبر بل اعتبرت أن إنتخاب تلك المجموعة يجب أن يكون واجب قومي وتمنيت لو قمت بتصميم حملتهم الانتخابية، واسترسلت في الفانتازيا الذكورية الصرفة أثناء محاولتي للرجوع للقناة التي ذيع بها الخبر، وكانت الجزيرة وتهاوت كل أحلامي من برجها العاجي لتسقط أرضا على صخور بركانية فتتهشم تماما فمبدئيا كانت المجموعة هي "جي ستريت" وليست "جي سترينج" ربما لن يعرف درجة الإحباط التي تملكتني سوى أصدقائي الرجال الذين حلموا معي أثناء قرائتهم للسطور القليلة السابقة بالواجب الوطني لانتخاب مجموعة الجي سترينج... من درجة الإحباط أصررت على متابعة الخبر للنهاية وكانت مجموعة يهودية تشكل لوبي جديد بواشنطن العاصمة، وتعمل على إدارة أزمة الشرق الأوسط ولإسفزازي الشديد من المكيدة التي وقعت بها بدأت في رحلة البحث عن سبب تسميتهم بذلك الإسم فوجدت بعض التحقيقات الصحفية حول المجموعة تقول بأن جي ستريت كان اسما لأحد شوارع واشنطن وتغير فحاولت معرفة لماذا "جي" وليس بي أو سي وأخيرا وجدت حرف الجي على شعار المحفل الماسوني بين المنقلة والفرجار بدأ الموضوع يثير إهتمامي أكثر فأكثر قمت ببعض الإتصالات بأصدقائي أطلب مزيد من المعلومات فواتاني مكتبة وثائقية رائعة من صديقاي أحمد عبد القادر وحاتم سيد وكانت ليلة طويلة جدا أفلام وثائقية ألتقط منها كلمات مفتاحية أقوم بالبحث عنها فأحصل على وثائق ومعاهدات ومزيد ومزيد من المعلومات عمن يحكم العالم... وكلما بحثت كلما وجدت وربما من يعيبون على نظرية المؤامرة لن يعجبهم ما أقول لكن في الحقيقة المؤامرة ليست خدعة هذه المرة... فهناك مجموعة بيلدر بيرج والتي تأسست في مايو عام 54 بفندق بيلدر بيرج بدعوة من ملك هولاندا لنخبة الساسة والرأسمالين في العالم لوضع خطة إدارة العالم ومن ذلك التاريخ تستمر الإجتماعات بشكل سنوي بفندق ما بعاصمة ما ويحضر الإجتماع قرابة المائة شخص بدرجة عالية من التكتم الأمني والسرية ... ونقلني البحث المطول حول مجموعة بيلدر بيرج لبنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يرأسه السيد "شالوم مش عارف إيه" والذي تسبب في أزمات مالية عالمية بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وفي عام 2002 والآن وعلاقة أوباما ببيلدر بيرج وبالبنك وتشكيله لمجموعة مستشاريه من الشئون الخارجية والبنك الإتحادي وبيلدر بيرج وهناك فيلم وثائقي يشرح تلك العلاقات بالتفصيل بعنوان "خدعة أوباما" ومن إجتماع بيلدر بيرج في ماريوت كاليفورنيا 2008 إلتقطت مجموعة جديدة تسمى نادي روما وبالبحث عن ذلك النادي وجدته يعرف بأنه برميل تفكير أو مستودع تفكير وهو ما يقام به جلسات العصف الذهني لتصور سيناريوهات متعددة منها أن ضرب العراق يرفع سعر النفط لقراب 75 دولار وضرب إيران يرفعه لقرابة 150 دولار إذن فهم مصنع الأفكار وبيلدر بيرج هم المنفذون... هذا ما تصورته للحظة حتى اصطدمت بمعاهدة فيرساي بعد الحرب العالمية الأولى وإذا من ضمن من حضروا توقيع المعاهدة وفد يمثل "مجموعة المرابين العالميين" فقرأت نص المعاهدة وكل الملاحق وكل التحليلات المبنية على المعاهدة وظروفها وتعجبت أشد العجب فمن خلال المعاهدة تنازلت ألمانيا عن حوالي 12% من أرضها وطولبت بدفع تعويضات خيالية أوقعتها في أزمة مالية حقيقية ومن نتائج المعاهدة إستيطان اليهود للمجر والسيطرة على إقتصادها في تلك الفترة وتعثر ألمانيا إقتصاديا مما أدى للحرب العالمية الثانية ويمكن البحث عن المعاهدة لفهم التصور والعلاقة ببيان الحاخام أيمانويل رابينوفيتش في المؤتمر الطاريء "للجنة الطوارئ لحاخامي أوروبا"، الذي عقد في بودايست في 1952.. ولدي النص الحرفي لخطابه أقتبس منه على سبيل المثال : رابينوفتش: "لن تكون هناك أديان بعد الحرب العالمية الثالثة، كما لن يكون هناك رجال دين.. فإن وجود الأديان ورجال الدين خطر دائم علينا، وهو كفيل بالقضاء علي سيادتنا المقبلة للعالم، لأن القوة الروحية التي تبعثها الأديان في نفوس المؤمنين بها وخاصة الإيمان بحياة أخري بعد الموت يجعلهم يقفون في وجهنا.. بيد أننا سنحتفظ من الأديان بالشعائر الخارجية فقط.. وسنحافظ على الدين اليهوديّ، وذلك لغاية واحدة، هي الحفاظ علي الرباط الذي يجمع أفراد شعبنا، دون أن يتزوجوا من غير سلالتهم أو أن يزوجوا بناتنا لأجنبي.. وقد نحتاج في سبيل هدفنا النهائي إلي تكرار نفس العملية المؤلمة التي قمنا بها أيام هتلر.. أي أننا قد ندبر وقوع بعض حوادث الاضطهاد ضد مجموعات أو أفراد من شعبنا.. أو بتعبير آخر سوف نضحي ببعض أبناء شعبنا، حتى نحصل بذلك علي الحجج الكافية التي تبرر محاكمة وقتل القادة في أميركا وروسيا كمجرمي حرب، وذلك بعد أن نكون قد فرضنا شروط السلام.. ونحن اليوم بحاجة إلي الإعداد لهذه المهمة وهذه التضحيات.. لقد تعود شعبنا على التضحية دائما.. ولن تكون خسارة بضعة آلاف من اليهود خسارة جسيمة، إذا قارناها بما سيحصل عليه شعبنا من السيطرة علي العالم وقيادته. " بالطبع رأيت هذا الكلام لا يختلف كثيرا عن بروتوكولات حكماء صهيون وأنه رؤية مثالية للحلم الصهيوني ولم اكترث كثيرا بإعترافاته بأنهم من كانوا خلف كلا الحربين العالميتين ولا أنهم من كانوا يساعدون هتلر على بناء جيشه بين الحربين مخالفا نصوص معاهدة فيرساي ذاتها... المهم أن تسلسل المعلومات قذفني لمجموعة أخرى تسمى تسايت جايست أو روح العصر بالألمانية وهي تبدو في البداية من مجموعات مقاومة الفساد العالمي وتسحر الألباب بما تنشره من فضائح سياسية منها غزو العراق باعتراف من أحد عملاء المخابرات المركزية الأمريكية وتصريحه بفشل محاولة رشوة وشراء النظام العراقي وفشل محاولات متعددة لاغتيال صدام حسين فلم يكن غير الاجتياح الشامل واعترف أيضا بمحاولته في بنما والتي انتهت بتفجير طائرة الرئيس البنمي بعد إعلان حق بنما في قناة بنما بقليل... وبعد السقوط في غرام مجموعة تسايت جايست وكم المعلومات الوثائقية الرهيبة عن الفساد العالمي نجد إشارة لمشروع يسمى فينوس ومشروع فينوس لا يختلف عن افلام الخيال العلمي التبشيرية عن مجتمعات مثالية يتم التحكم في سلوك أفرادها عن طريق رقائق وكبسولات مزروعة برؤوسهم تصدر شحنات معينة مؤلمة عند أي تجاوز سلوكي والمشروع في حد ذاته هو تبشير بعصر جديد فقديما بدأت الحضارات بعصر الأديان ثم الزراعة فعبدوا الأنهار ثم الصناعة فعبدوا الماكينات ثم الإنحلال فعبدوا أجسادهم وفينوس يبشر بعبادة التكنولوجيا... وتنقلني المدينة الفاضلة فينوس للبحث والتنقيب عن من يدير المشروع الذي يتحدث عن إعادة تقسيم موارد الكرة الأرضية وإداراتها وأذهلني ما توصلت إليه فنصوص اتفاقية الأممالمتحدة وميثاق حقوق الإنسان تشير إلى عودة ملكية كافة موارد الأرض لكافة سكان الأرض فعدت لتاريخ الأممالمتحدة لجدها قامت على أطلال فشل عصبة الأمم التي كانت بدورها نتاج معاهدة فيرساي مرة أخرى... وسبب فشل عصبة الأمم هو عدم وجود جهة تنفيذية لأحكامها ولذلك نجد من منظمات وأجهزة الأممالمتحدة مجلس الأمن الذي يعد الجهة التنفيذية لقراراتها "بالقوة" ونجد أيضا البنك الدولي وفيما يخص البنك الدولي أرجو مشاهدة فيلم "إنترناشيونال" فهو يوضح حقيقة البنك ودوره الفعلي في السياسة الدولية ومع ربط بسيط ببنك الإحتياطي الفيدرالي بنيويورك نجد أن من ينفذ أي تحويل سلكي من بنك مصر للبنك الاهلي مثلا ففعليا يتم التحويل عن طريق بنك نيويروك... والجميل أن دعوة النظام العالمي والعولمة والحكومة العالمية قد بدأت بالفعل بعد الحرب العالمية الثانية وكانت دعوة شارل ديجول لتأسيس الإتحاد الأوروبي هي أول خطوات الفيدرالية العالمية... قرأت كثيرا عن حرب الولاياتالمتحدة في أفغانستان ومن أفضل التحليلات الإستراتيجية أن تلك الحرب التي تستخدم الضرب المساحي هي إعادة لرسم خريطة الحدود السياسية بالمنطقة وحين نربط ذلك بمحاولة تقسيم العراق ومشروع التقسيم الصهيوني نجد فعلا أن هناك محاولات لإعادة رسم خريطة العالم... والسؤال من هي الحكومة العالمية؟ والإجابة لا يهم من هي تلك الحكومة قدر ما يهم من يوظفهم فمن خلال تلك الليلة العصيبة وجدت أن الجميع عبارة عن موظفين بهيكل تسلسلي هرمي ينتهي بتلك المجموعات بيلدر بيرج – جي ستريت – الماسونية العالمية – نادي روما – مجموعة المرابين العالميين – المنتفعين من بنك الإحتياطي الفيدرالي لآخره من المجموعات التي لم أتمكن من رصدها بعد... وحين تتحدث المعارضات ضد أنظمتها فهناك من يعطي الضوء الأخضر حتى للمقاومة الشريفة فهم جزء مطلوب من سيناريو اللعبة الحكومات موظفة ورئاسات الوزارات موظفة ورؤساء الجمهوريات موظفين والمنظمات الدولية موظفة... الجميع ينفذ تعليمات وأوامر ممن يرأسه فلا عجب من مشاهدة حكومات تعمل ضد شعوبها أو سيادتها أو أقدارها ولا عجب من رؤية كل هؤلاء الذين نتهم بالعمالة والنخاسة ولكن الفارق أننا نظنهم يعملون لدى الولاياتالمتحدة والآن نرى أن الولاياتالمتحدة ذاتها تعمل لدي بيلدر بيرج والله أعلم إن كانت بيلدر بيرج هي قمة الهرم أم لا... طبعا بعد كم المعلومات المخيف هذا شعرت بأن نزعتي الذكورية "جايباني ورا" فلولا لمعان الأعين وشهقة النشوى لدى سماعي خبر "جي سترينج" تحكم العالم لما كنت بحثت في كل تلك التفاصيل ولا عرفت كل تلك المعلومات ولكنت سعيدا راضيا بالنقد في حدود الوطن ومسائله لكن عالمية الجي سترينج حولت الفانتازيا الجميلة لكابوس مرعب... وأعدكم لو سمعت بأن نادي "فرينش كت" سيحكم العالم لن أقوم بتتبع الخبر ولن أحلم بإدارة الحملة عايز يحكم العالم يحكمه هو كان عالم أبويا....