وكأنه في عجلة من امره وفي تكثيف شديد للاحداث يتنقل بنا الروائي محمود الطهطاوي في عوالم شتي من المتناقضات ما بين خرافات متداولة وعالم معاش—ما بين خجل --فطري وإغراق في الغواية –ما بين هروب من الحياة وانغماس فيها—الفقر المدقع والثراء الفاحش–عالم الانس والجن—الانفتاح والانغلاق الارتفاع المدوي والانهيار السريع الزمن السحيق والعالم المعاصر الرواية مرآة لمجتمع يعيش الخرافات وحكايا الجدات –يتفاعل مع الاوهام ويبتني منها قلاع وهي ايضا تعيد النظر في عالم مفخخ بالقيم الزائفة حيث طبقية لا تري ابن السقاء ولا تعتني باخ البقال ولا تهتم بالمرأة العاقر وتعتبرها كنخلة خنثي...—مجتمع مغرم بالقيل والقال دون اعمال لفكر ولا اهتمام بما في الرؤس... مجتمع لا يري الكون إلا من خلال السلطة ولا يعترف بالوجود الا من خلال المال الرواية تشير الي التفكك الاسري جراء فقر مدقع وعوز مهين الرواية تستدعي القص الديني في اشارة ليوسف عليه السلام وتلامس القضايا العربية من خلال اليهودي تسعيد شيئا من رغبة ايزيس في لملمة ما تبعثر منها الرواية في مجملها مكتظة بالتحولات في بئر سحيق اسمه الوطن وعسل مر اسمه الهروب ورحلة حياة مثلتها شخصية قاسم الذي تغيرت ذاته وتبدلت فطرته وانقلبت احواله كما هو المجتمع الذي صار هرما مقلوبا في مجتمع تكالبت عليه قوي الانفتاح المزعوم عبدالهادي زيدان عضو اتحاد كتاب مصر