في عصرنا هذا اشتهرت الشعوب بصفة مميزة،فالصينيون اشتهروا بالثورة الصناعية،والغرب بشكل عام بالثورة العلمية،أما العرب مؤخرًا ذاع صيتهم بين الآفاق بالثورات السياسية حتى صار وتيرها يتصاعد وتجر الثورة ورائها ثورةً أخرى،والنتيجة إلى يومنا هذا مساوية للصفر،لا يقف أي عاقل ضد ثورة نقية تسعى لإسقاط الظلمة والمفسدين،وتسعى للمساواة والعدل بين أفراد المجتمع يرفع فيها الكفاءات ومن لا يخشون في الله لومة لائم،ولكن ثورة العسكر والتي لا يزال الحمقى والمغفلون يسمونها انقلابا،خرست ألسنتكم بل هي ثورة مجيدة زاهرة، قطوفها دانية،هي الثورة التي أتت بالأبطال الحقيقيين إلى صدارة المشهد بعد أن كادوا يغيبون عبد الرحيم علي،مصطفى بكري،أحمد موسى،توفيق عكاشة، أسامة كمال،لميس الحديدي،رولا خرسا،عبد اللطيف المناوي،خيري رمضان، وعمرو أديب. إنها الثورة التي قصمت ظهر ثورة الخيانة والتي- ولله الحمد-تطهر منها كثيرون ممن انتسبوا إلى نكسة يناير وعادوا للصواب ابراهيم عيسى،محمود سعد،مظهر شاهين،بثينه كامل،نجيب ساويرس وغيرهم من الأحرار الأبطال،كيف لا تكون ثورة وقد أفرجت عن قائد الثوار السيد الرئيس محمد حسني مبارك،وتابعيه الكرام بإحسان إلى يوم الدين،ها هو العظيم القانوني البارع فتحي سرور يعلمنا معنى القانون بعد ثورة يونيو المجيدة،وها هو أحمد عز الوطني الشريف تتوالى البراءات عليه بينما زوجته السيدة الفاضلة شاهيناز النجار تسهب في شرح مكتسبات الثورة على فضائية الحياة،ويطل علينا بعدها قريبا إن شاء الله حبيب العادلي الذي ظلم كثيراً وآن له أن يعود إلى منصبه في خدمة الوطن. كيف لا تكون ثورة وهي قد غيبت في السجون الخونة والمتآمين والعملاء والجواسيس أمثال البلتاجي والعريان وعصام سلطان وعلاء عبد الفتاح وأحمد دومة وأحمد ماهر ومحمد عادل وحسن مصطفى وسيأتي الدور على الآخرين قريبا،كيف لا تكون ثورة مجيدة أيها الكاذبون وهي التي أعادت الحق إلى نصابه ففضحت مصطفى النجار وعبد الرحمن يوسف وساعدت رجال أمن الدولة الأطهار على فضح هؤلاء الخونة بنشر تجسسهم الوطني الشريف الديمقراطي على هؤلاء العملاء ووفرتها للقنوات الفضائية المحترمة،كيف لا تكون ثورة وقد برأت كل المتهمين بقتل المجرمين الذين كانوا يسمونهم شهداء وأعادت شرفاء أمن الدولة إلى مواقعهم يعذبون المواطنين بحرفية،ويخطفون الشباب بمهارة،ويلفقون التهم الجميلة للناس،ويضربوننا بالأحذية،ما أروع هذه الثورة وأشد احتياجنا لمكتسباتها الوفيرة،كيف لا تكون ثورة وهي التي أبت بكل شرف وأمانة أن تقلل الحد الأعلى للأجور أو تزيد الحد الأدني ليأكل الفقراء التنابلة العواطلية من عرق رجال الأعمال والمليونيرات الشرفاء،كيف لا تكون ثورة أيها الكسالى الفقراء وقائدها فريق أول مغوار شهم وفي يحلم بهذه اللحظة التي يملك فيها مصر وهذه الانهار تجري من تحته،وشيخنا الفاضل العارف بالله وبالأحلام علي جمعة يرى رسول الله في المنام ويبشره بأن يبلغ رضاه وسلامه على ضباط الشرطة القتلة الكرام وضباط الجيش حمائم القنص والسلام وهو يثخنون القتل في الخونة والمرتزقة، كيف لا تكون ثورة وقد شهدت الأنظمة الديمقراطية العريقة في العالم كالسعودية والإمارات والبحرين والأردن بانها ثورة عظيمة،هذه الدول التي علمت العالم معنى النور والتقدم وحرية الرأي وحقوق الإنسان،حتى أشد الأعداء إسرائيل شهدت لها بأنها خلصتهم من الخطر الإخواني،وجعلت الأمور كلها تمام التمام. كيف لا تكون ثورة أيها الأغبياء وهي الثورة التي يرفضها العالم المتخلف المتأخر التعيس مثل أمريكا وانجلترا وأوروبا والهند والبرازيل،كيف لا تكون ثورة وقد أيدها البطل المغوار الزعيم بشار الأسد وأعلن أن الامة العربية لها جناحان الأول في سوريا يقتل شعبه الخائن والثاني في مصر يعادي بضعة ملايين من الإرهاب. لماذا لم يقف أحد أمام أذاعت تليفزيون الدولة الرسمي أن "مرسي" قد وصل علي متن طائرة وفي انتظار دخوله قاعة الجلسة لمحاكمته،ثم بعدها يعلن نفس التلفزيون عدم حضوره بحجة سوء الأحوال الجوي،رغم أن حالة الطقس كانت جيدة جداً؟! أفيقوا أيها المصريون فأن تتحدث عن الحريات الخاصة بينما الحريات العامة منتهكة رفاهية مبالغ فيها،سذاجة عالية المستوى أن تستغرب لإفشاء الأسرار الشخصية بينما لا تأمن على حياتك إن خرجت في مظاهرة..!طموح تخطى الحد أن تطالب بعيش كريم في وطن لا يعترف أصلاً بحقك في أن تعيش،لا تتعجب إنها الثورة التي لم تعرف مصر لها مثيلاً،لا ثورة المصريين على الاحتلال الفرنسي،ولا ثورة عرابي،ولا ثورة ،1919 ولا ثورة يونيو،وبالطبع ولا نكسة يناير المسماة زورا وبهتانا "ثورة يناير!! وائل مصباح عبد المحسن فيلسوف الثورة المصرية