اللواء هشام حسن الخبير الأمني وزير التعليم العالي والأحزاب الدينية هم أهم أسباب استبعاد الحرس الجامعي الحرم الجامعي أصبح ممتلئ بالانحراف الجنائي والسياسي بعد إلغاء الحرس عودة الحرس الجامعي أصبح مطلباً شعبياً لمواجهة الفساد الاخلاقي بالجامعة حوار د / وائل أبو العزم ما يحدث هذه الأيام من تعطيل الدراسة ومظاهرات في الحرم الجامعي والاعتداء على بعض أعضاء هيئة التدريس كما حدث من قبل الاعتداء اللفظي والحركي على فضيلة الدكتور علي جمعة العالم الجليل والمفتي السابق لجمهورية مصر العربية والاعتداء على الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة مما دفع نشطاء على الفيس بوك محرك ثورات العرب أن يطالبوا بعودة الحرس الجامعي للحرم الجامعي لضبط الخارجين على أصول وقداسة الحرم الجامعي وكان بين من طالبوا بعودة الحرس الجامعي على صفحته الشخصية الخبير الأمني اللواء هشام حسن مساعد مدير أمن مرسى مطروح السابق والذي قضي من خدمته 12 عاماً في حرس الجامعة بين جامعتي الأزهر وجامعة سوهاج حيث تدرج فيها حتى وصل إلى رئيس حرس كلية التجارة وكليات البنات ومدينة البعوث بجامعة الأزهر وأيضا كان قد شغل منصب وكيل إدارة الحرس الجامعي بجامعة سوهاج ، لذا كان اللقاء مع سيادته لإجراء حوار حول الحرس الجامعي وأهميته ومن المستفيد من استبعاد الحرس الجامعي من الجامعات المصرية من واقع خبراته السابقة في هذا المجال . بدايةً ما رأيك فيما حدث لفضيلة الدكتور علي جمعة والدكتور جابر نصار من اعتداءات عليهما بالحرم الجامعي ؟ بالطبع هو شيئ لم أشهده طوال خدمتي بالحرس الجامعي وهذا يعد سوء سلوك ، والدكتور علي جمعة من علماء الأزهر الشريف وواجب احترامه وهو دائم الاحترام للجميع وكذلك الدكتور جابر نصار قامة علمية نرفض المساس بعلمائنا وأؤكد أنه طوال خدمتي بالحرس الجامعي لم نرى مثل هذه السلوكيات . جاء على صفحتكم في الفيس بوك أنكم تطالبون بعودة الحرس الجامعي وطالب كثيرون هذا المطلب . نعم أؤيد هذا المطلب بشدة حيث عودة الحرس الجامعي سيعيد النظام والالتزام داخل الحرم الجامعي . وما هو دور الحرس الجامعي بالتحديد ؟ إن الحرس الجامعي والذي يرتدي الملابس الأميري الشرطية كان يتواجد لحراسة المنشئات الجامعية وتأمين الحرم الجامعي من الدخلاء وكذلك تأمين الرحلات والندوات والمؤتمرات الجامعية وكان يتم التنسيق مع الأجهزة الشرطية لاستخراج بطاقات الرقم القومي لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين وكذلك كنا نساعد في التواصل مع كافة الإدارات الخدمية المختلفة للشرطة للتيسير على أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين ما رأيك في استبدال الحرس الجامعي بأفراد أمن مدني ومنحهم الضبطية القضائية ؟ إن الجامعات تعد ثروة بشرية هائلة كما يوجد بها مكتبات وأجهزة ومعامل ومستشفيات ومدن جامعية أتعجب كيف يتم حماية كل هذا بأفراد غير مؤهلين تدريبياً ولا قانونياً ولا علمياً لهذا العمل في حين أن الشرطة هي الوحيدة المنوط بها مثل هذه الأعمال نظراً لخبراتها وتدريباتها وتأهيل ضباطها وأفرادها تأهيلاً أمنياً مناسباً ، أما موضوع الضبطية القضائية فهي تعطى للضباط والأمناء وفئات أخرى تقتضي وظائفهم ذلك مثل مفتشي التموين أما أفراد الأمن المدنيين الذين يتواجدون بالجامعات حالياً فهم غير مؤهلين قانوناً ولا علماً ولا تدريباً لهذا العمل الخطير الهام . من خبراتكم في العمل الشرطي وخاصةً خلال عملكم بالحرس الجامعي ما الذي يقلق الطلبة من الحرس الجامعي ؟ اسمح لي أن أعيد توجيه السؤال للطلبة أنفسهم فلا اعلم لما يخشون عودة الحرس الجامعي . هل يخشون أن يلعب الحرس الجامعي دوراً سياسياً في الجامعة وخاصةً في انتخابات اتحاد الطلاب أو بمعنى آخر يخشون أن يكون الحرس الجامعي بديلاً للأمن الوطني ؟ أعتقد أن الحالة الثورية التي حدثت في مصر لن تسمح بتدخل أي أحد في إرادة الطلاب الانتخابية وإن كان هناك تدخلات في السابق فعقيدة الشرطة تغيرت الآن وأصبحت تلتزم بأمن المواطن والوطن ولا تتدخل في العملية السياسية بأي شكل سواء في الجامعات أو خارج الجامعات . إذا كان هذا هو الحال فلما يهاجم بعض المثقفون مجرد فكرة عودة حرس الجامعة ؟ هناك نوعان يرفضون عودة الحرس الجامعي ، النوع الأول هم الأحزاب الدينية والسياسية حيث تجد تلك الأحزاب في الجامعة أرضاً خصبة للسيطرة على عقول الشباب صغار السن واستغلالهم في خطتهم التي ترمي إلى السيطرة على هذه الفئة العمرية الثائرة بطبعها، والنوع الآخر مثل الوزير الحالي للتعليم العالي الدكتور حسام عيسى والذي يكابر ويعاند لأنه كان من طليعة الأساتذة التي جاهدت أيام الرئيس الأسبق لإلغاء الحرس الجامعي وعندما يرى ما يحدث للعلماء الأفاضل من اعتداءات نتيجة هذا الإلغاء يعاند ويكابر في عودة الحرس الجامعي كما جاء في أحد تصريحاته بعد هاتان الحادثتان . مؤكد أن من خلال عملك بالحرس الجامعي واجهتك مشاكل عدة مع الطلاب كيف كنت تحل هذه المشاكل ؟ ما أكثرها هذه المواقف وكانت تقريباً بشكل يومي ولكن وأنا كنت ضابطاً للشرطة عمري ما قدمت أي من أصحاب تلك المشاكل إلى قسم أو نيابة بل كنا نحل جميع مشاكل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وكذلك الموظفين داخل مكاتبنا وكنا نحظى ولله الحمد بتقدير الجميع واحترامهم . إذاً ما حقيقة الاعتداءات التي سبقت إلغاء الحرس الجامعي من بعض منسوبي الحرس الجامعي وروجت لها بعض وسائل الإعلام الداعمة للإلغاء ؟ لم يحدث أن اعتدى ضابطاً على طالب داخل الحرم الجامعي بل أن الأوامر التي كانت تصدر لنا تشدد على ألا نحمل أسلحتنا داخل الحرم الجامعي ، وإن كان حدث حالة أو إثنين في تاريخ الحرس الجامعي على مستوى جامعات مصر فهذه حالات فردية وكانت أغلبها استفزازاً متعمداً لتنفيذ مخطط إلغاء الحرس الجامعي . هل تعتقد أن السلوكيات في الجامعات منضبطة الآن رغم عدم وجود الحرس الجامعي ؟ كيف ذلك وماحدث من اعتداءات دليل على ما وصل إليه السلوكيات بالجامعة والدليل على ذلك أن كافة أوجه الانحراف أصبحت موجودة بالحرم الجامعي سواء انحراف جنائي أو سياسي وأعتقد أن نتيجة هذه الانحرافات التي وصلت مداها أصبح عودة الحرس الجامعي مطلباً شعبياً لمواجهة هذا الفساد الأخلاقي بالقانون هل تعتقد أن وزارة الداخلية يجب عليها أن تتخذ خطوات لإعادة حرس الجامعة ؟ وزارة الداخلية ليس لها مصلحة مباشرة في عودة الحرس الجامعي بل أنها تستريح من التكلفة المادية والبشرية والهجوم الإعلامي بسبب وبدون سبب عليها وأساتذة الجامعة هم المستفيدون من عودة الحرس الجامعي في المقام الأول لذا يجب عليهم أن يسعوا لإعادة الحرس الجامعي . وهل ترى أن الرأي العام يجب أن يأهل لهذه الخطوة ؟ بالتأكيد يجب عليهم تهيئة الرأي العام أولاً بعقد مناقشات ومؤتمرات وتوضيح أهمية عودة الحرس للحرم الجامعي لأن عودته يجب أن تكون بتوافق مجتمعي وبعد الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة حتى لا يتهم بأي دور مع هذا أو ذاك وحتى يتم وضع قوانين خاصة به من خلال المجلس التشريعي لتوضيح دورة وأهدافه ومدى الاستفادة منه وحدود صلاحياته . في النهاية كلمة توجهها للطلاب بالجامعات المصرية ؟ أقول لأبنائنا الطلاب هذه الجامعات بيوتكم وهي التي ستشكل مستقبلكم من خلال علومكم التي تتحصلون عليها من خلال أعضاء هيئة التدريس الذين يجب احترامهم وكلنا نتذكر قول الشاعر (( قم للمعلم وفيه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً )) ومن يحب مصر لابد أن يظهر لها أنه يحبها .