بقلم د.عصام سرحان الملامح العابرة ..العناوين الجديدة والقديمة... أصوات من كانوا ملء العين وملء القلب وملء الدنيا.... كلها قررت الموت عند لحظة الحزن الخاصة التى لا يبدو أنك تملك أى إختيار غير أن تحتملها وحيدا.... ...وحيدا بكل ما تحمله الكلمة من فراغ ..وعدم ..وقسوة. إحساس مرير عندما تكتشف أن الشعر..أو صوت فيروز..أو الكلمة....لا يمكن أن تكون صديقا أو شريكا للحظة حزن عابرة إ ذن ...ليكن ما يكون ............مساء الخير أيها الحزن . قليل من الحزن لن يضر...أو حتى كثير .......أجمل مافى الحزن حين يبدو كاستراحة عميقة للمحارب الطموح داخلنا ...- صوت الأسلحة حين تلقيها جانبا..صوت السيف وهو يستلقى فى غمده..صوت الخيول ..يتباعد تدريجيا ...تدريجيا ويخبو كشمعة مرهقة جدا ..جدا. المحارب الطموح لا يستمتع كثيرا بنصره لأن النصر لا ينتهى ولا ينفذ – أجمل ما فى الحزن حين أفقد كل التزام ناحية الكمال... إ ذن..ليس كل الحزن شر.. أجمل ما فى الدنيا فى لحظة الوحدة ..القهوة وصوت عبد الوهاب القديم هل هناك فى الدنيا أجمل من صوت عبد الوهاب القديم....- إنه يحمل كل ما فى مصر من حضارة ؛ يحمل كل ما فى حجارة الأهرام من من شموخ وتحد وكل ما فى النيل من انسيابية وعمق ويحمل كل الياسمين والنعناع والتوت الجميل – ......... إ ذ ن هذا ما تصنعه الوحدة .......................... فى الوحدة ؛ تفقد الأشياء الجميلة درجة المبالغة الشديدة وتكتسب الذ كريات الحزينة درجة من التفهم والتبرير...فى الوحدة ؛ ترى ما أضعت العمر عليه ما كان يستحق كل هذا الجنون وتستعيد ذكريات حزينة..فتدرك أن الحبيبة التى رحلت ...ربما كان لها بعض الحق أن تبحث عن نفسها فى أفق اخر وراء نبى جديد...إ ذن فالكل يتساوى فى لحظة الحزن..من منحتك وردة فى اللقاء الأخير ومن منحتك اعتذارا سا ذجا. ..................... إ ذن فى لحظات الحزن ..ترى حياتك صادقة ونقية ..بلا مبالغات ..بلا توقعات وبلا شهوات فى الوحدة تكتشف قيمة الأشياء المهملة.. تكتشف عمق الشجرة العجوزة أمام البيت وتدرك أنها كل صباح تلقى عليك التحية وأنت ببساطة طفل مغرور تتجاهلها فى الوحدة والحزن تكون أقرب الى الله من رئيسك فى العمل وتكون أقرب إلى ذاتك ..من ذ وات الأخرين.. فى الحزن ....وفى الصباح تستعيد كل الفشل – الذى أدركته مع لحظة حزن عميقة وصادقة- ...وتستعيد كل العابرين والعابرات الذ ين لم يتركوا على روحك أى أثر ..بل تركوا الكثير والكثير من الغبار اللا نهائى.