بقلم زغلول الطواب طبعآ هريدى كان عامل حسابه إنه سوف يعانى بحثآ عن الشغل فى باريس ولذلك كان بحوزته الزاد والزواد من الأطعمه الصعيدى المشهوره مثل بلاص مش + كام كيلو بصل + قفة بتاو + كام رطل سمنه بلدى وشوية ملوخيه ناشفه على شوية ويكه مجففه ومزبط نفسه على الآخر . وإذ به يفاجئه رجال التفتيش بجمرك مطار باريس الدولى ليطرحوه أرضآ مقيدين يداه من الخلف ثم الإبتعاد عن أمتعته ربما كانت تحمل بعض المفرقعات أو المواد الكيماويه الحارقه . ظل يصرخ هريدى بأعلى صوته طبعآ باللهجه الصعيديه ولكن لا يبالى صراخه أحد . مر من الوقت حوالى ساعه ونصف وأرض المطار فى حالة إرتباك وهرج ومرج وتم الإعلان عن وقف جميع الرحلات لحين السيطره التامه على الموقف والوقوف على حقيقة ما بداخل أمتعة هريدى . وخلال كل هذه الفتره من الوقت هريدى يهزى بكلام غريبآ على مسامع الباريسين وكل من كان سعيد الحظ لمشاهدة تلك المأساه الكبرى التى حلت على باريس بقدوم هذا الكائن الغريب . فقد أستنفد رجال البحث والتفتيش كل وسائل الأمان والسيطره على هريدى تمامآ قام فدائى من رجال الشرطه بالإقترلب منه وقام بتفتيشه حتى إن وصل لمكان جواز السفر الذى كان مخبأ بمعرفة هريدى داخل إحدى جيوب ملابسه السحريه . وبعد فحص الجواز تبين إنه مصرى صعيدى يجهل التحدث بالفرنسيه وكان عنيفآ فى صراخه لما هو فيه من بهدله وإهدار لكرامته التى هى تاج رأسه والتى يعتز بها كونه رجل صعيدى خشن التعامل مع من لا يعرفهم . فقام رجال الشرطه بإستدعاء الملحق الثقافى للسفاره المصريه حتى يترجم لهم ما يهزى به هذا الكائن البشرى الغريب . وعند وصول الملحق الثقافى المصرى قام بالفور بالتوجه إلى هريدى حتى يفهم منه من هو ولِما جاء إلى باريس وما بداخل أمتعته من أشياء أزعجت مطار باريس لتتوقف الحياه داخل المطار على نحو هذا الشكل . وقام هريدى بعد معاناه مع الملحق الثقافى بشرح موقفه وإخبار الرجل بما تحتويه أمتعته فضحك الملحق الثقافى وأخذ يضرب كف على كف . وأخبر الفرنسين بأن الأمر ليس به أى شبهة خطوره وطمأنهم بأن ما بحوزته ما هو إلا طعام شعبى صعيدى لا خوف منه على الفرنسين ولكن قام بتحزيرهم ألا يتذوقوا من هذا الطعام على سبيل حب الإستطلاع لأن هذا الطعام الصعيدى المصرى قد يؤذى بصحة الفرنسين . فقام رجال الجمرك بمصادرة كل أمتعة هريدى وقاموا بتعويضه بطعام فرنسى من معلبات وغيرها من الأطعمه والمياه المعدنيه وكان شرط هريدى الوحيد أن يحتوى الطعام على معلبات الفول المدمس حتى يقبل بالتعويض . وكان له ما طلب وخرج هريدى والملحق الثقافى إلى خارج المطار بسلام . حاول الملحق الثقافى أن يستفسر من هريدى أين تكون وجهته بعد خروجه من المطار فقال له . والله يا ولد العم أنى ولا كان ليا فى السفر للبلد الفجريه دى ولا غيروا أنى بس إتخبطت فى راسى وهاودت الراجل الزين إللى بعتلى دعوه عشان آجى لهنهاتى برجليا وأدينى جيت وإتبهدلت وهو ولا على باله بس آه لو أعرف مكانه ولا حتى عنوانه ولا حتى كان يستجبلنى فى المطار . بس الحج حداى أنى غلطان . رد عليه الملحق الثقافى وقال له غلطان إزاى يعنى قولى . هريدى قال له أنى نسيت الجواب إللى بعتهولى فيه العنوان والمكان وكل حاجه أنى فجرى يا بيه أنى أستاهل أكتر من كده هتجول أيه فى المخ الجزمه إللى فى راسى والله فردة مركوب جديمه . فقال له الملحق الثقافى طيب متعرفش إسمه بالكامل ؟ فقال له هريدى لا يا بيه موصلتش لكده أنى صحيح غلطان لكن تجولى معرفش إسمه كيف يعنى وهو إنى للدرجه دى جمار ولا فكرك أيه يا بيه أسمه فضحك الملحق الثقافى وقال له تعالى معايا وإن شاء الله أقوم بعمل سيرش على جهاز الكومبيوتر وسوف نعثر عليه متقلقش . وركبا الإثنين سيارة السفاره وأنطلقت السياره فى طريقها إلى السفاره وكان الوقت ليلآ والأضواء تتلألأ بكامل زهوها والميادين الرائعه والشوارع النظيفه وكأنها غسلت بالشامبو وإختلاف الناس أشكالآ وألوانآ وما ترتديه الفتيات والنساء من ملابس شبه عاريه وكثير من المناظر الغير أدبيه بين الشباب والفتيات من أحضان وتقبيل فى الشوارع والميادين والمحلات المبهره فى ديكوراتها الخارجيه والداخليه وبعض الفتارين التى تحتوى بداخلها على بنات عاريات والكثير والكثير الذى جعل هريدى طوال الطريق يضرب كف على كف ويسب ويلعن تاره منبهرآ وتاره مجتعضآ لِما يشاهده من مناظر لا تخطر على باله ولا حتى فى أحلامه وأخذ يستفسر من الملحق الثقافى ويقول له . هى دى باريس يا بيه . طيب أنى هشتغل هنا أيه وينفع أمشى ف الشارع عادى . ولا هياخدونى تسول يا بيه جولى أعمل أيه أغير جلدى وأجلع توبى . ولا أعمل أيه يا فجرى يا دلى يا مرارك يا هريدى . جاى هنا تعمل أيه دا لو حتى جولتلهم أشتغل أكنس الشوارع . هيجولولى الشوارع نضيفه هتكنس أيه أجولك يا بيه روحنى لبلدى . المكان مش مكانى ولا المجام مجامى أنى كبيرى أعزج فى الغيط . وأكل البهايم وأروح بيتى . وده كل إللى أنا عارفه ,اجدر عليه لكن هنا لا يا ولد عمى . أنا مجدرش على إللى شوفته . بعينى دا أنى هتبهدل هنا يا بيه . وإلى اللقاء فى الجزء الثانى من رحلة هريدى فى باريس