بقلم د. عصام سرحان أخدتنى المصادفة لمشاهدة برنامج على قناة mtv اللبنانية وكانت المفاجأة موضوع الحلقة..كان الحوار بين الست المديعة والسادة الضيوف عن أخر نكتة –ثقافية-سمعتها..وطبعا تبارى الضيوف –رجال وسيدات – فى النكت ..فى البداية ولزوم التصوير ..كان لازم يبان على المديعة انه لا لا مش كده ; مش للدرجة دى ; أنا عاوزه النكت الخارجة المحترمة فقط لكن مع الوقت اندمجت جدا..توقف البرنامج فى فاصل لنشرة الأخبار غير ان النكت الثقافية الخارجة لم تتوقف خلال النشرة . كانت تصريحات القادة فى لبنان عن الغليان والتوتر المتصاعد لا تختلف عن حوار ساخر لا يعتمد على منطق أو مصلحة لكن يعتمد على الإثارة والقبح والعرى ..انتهت النشرة واستكملت البرنامج والنكت انطلقت من الدقيقة الاولى.....ديك أخد حبة فياجرا وعندما اقتربت منه الفرخة بتاعته قال لها امشى انا عاوز بقرة.....لابد ان نتوقف هنا...كل الديوك فى لبنان أحدت الف حبة فياجرا..لكن ليست كل الحبوب متشابهة..بعضها امريكى الصنع – أصلى او تجميع – بعضها إيرانى أو سورى..ومن هنا يبدأ الحوار المتشنج الغريب فى لبنان. كل الخلافات فى لبنان على مشكلة واحدة ..مادا لو ؟؟ ..وفقط وتبدأ خلافات ومشاحنات وتكسير عظام على ..مادا لو ..الحرب على المحكمة الدولية سراب..ادا كان الحصول على أرقام تليفونات بعض السيدات من عيادة طبيبة خلق كل هدا التوتر والغليان فكيف سيكون الواقع لو اتهمت المحكمة إحدى القوى فى لبنان؟ وكيف سيكون لو طالبت بالعقاب ؟؟ وكيف ستكون لبنان الجميلة لو عرف الرئيس الحريرى قاتل والده من خلال المحكمة ؟ كلنا نعرف أن من قتل الحريرى هو محور وليس فرد بعينه. ببساطه هل هو المحور الإسرائيلى الأمريكى ؟ أم المحور الإيرانى السورى مع حزب الله؟ أيهما ستدينه المحكمة؟ ولو كان المحور الاول مادا ستفعل المحكمة أو الحكومة اللبنانية أو جامعة الدول العربية أو الاممالمتحدة ؟؟ لا شئ . لو كان المحور الثانى ؟ كيف ستدار الامور فى لبنان؟ من سيملك معاقبة حزب الله أو إيران ؟ أمريكا هل ستتدخل كما فعلت فى العراق ؟ هل ستقبل الحكومة اللبنانية ؟ كيف سنعاقب حزب الله أو إيران؟ ومن البداية المحكمة التى لا تملك القدرة على معاقبة الجميع مهما كان الفاعل لا تملك أدنى قواعد العدل والحق وبالتالى الشرعية. هل ستفعل الفياجرا شيئا لو تأزمت الامور فى لبنان لهده الدرجة ؟ حتى الفياجرا لها حدود – على فكرة البرنامج –أهضم شئ- يوم الأحد الساعة التاسعة بيكمل جزء تانى-. كل ما يحدث حرب افتراضات..فى انتظار افتراضات ..تشعر بالشفقة على كل اطراف الصراع وتشعر بالحزن اكثر وأكثر على كل ضحايا الصراع . لبنان الجميلة العارية تعودنا عليها لكن فى الطريق الأن لبنان جديدة وهى العراق..نظام التراضى واقتسام الكعكة فى العراق هو ببساطة شديدة نفس نظام لبنان وغدا سنشهد كل سيناريوهات لبنان فى العراق وسنرى أنواع جديدة من الفياجرا..الخوف كل الخوف أن العراق لن تحمل أنوثة لبنان العارية بل ستحمل أنوثة من نوع خاص ..أنوثة الدم والدمار