خبير فى التنمية البشرية هذا السؤال الذى دائما أردده فى نفسى عندما يتسلل الى قلبى إحساس بأن شباب مصر مهدور حقه ، وليس لنا من الحظ والنعيم مثل ما لإخواننا وأقراننا فى البلاد الأخرى , وقتها أظل أناجى الله وأسأله أن يصلح حالنا وحال شبابها , وكنت أنهمر فى البكاء عندما أناجيه قائلا : ربى إن شبابنا يموتون كل يوم فى السفن والقطارات ويلقون بأجسادهم فى البحار والمحيطات سعيا وراء الرزق فاغفر لهم وارحمهم , وخذ بأيدينا للصلاح حتى لا يكون مصيرنا مثل مصيرهم ولكنى فى أحيان أخرى أقول إن معظم مشاكلنا هى نتاج أفكارنا السلبيه ومعتقداتنا الخاطئه وان حلها يكمن فى تغيير الطريقة التى نفكر بها وعلينا أن نتدبر حياتنا بشكل مستقل , و ننزل جميعا على الأرض بعدما كنا مرفوعين على أكتاف الأسرة والحكومة والمسئولين , ونتوكل فقط على الله وحده الذى بيده ملكوت السماوات والأرض وهو على كل شئ قدير فإن ما عليه أحوالنا الأن أيها الساده من تدهور وضياع هو السبب الرئيسي فى تجاهل الآخرين لنا ف كيف نطلب من الآخرين أن يعتنوا بنا ونحن لا نعتنى بأنفسنا كيف نطلب من الآخرين أن يثقوا فينا ونحن لانثق فى أنفسنا كيف نطلب من الآخرين أن يرفعوا قدرنا ونحن نحط ونوضع من شأننا بأيدينا كيف نطلب من الأخرين أن يعطونا حقوقنا ونحن نأكل تلك الحقوق فيما بيننا كيف نطلب من الأخرين أن يطبقوا فينا شرع الله ونحن نسينا الله ونسينا حدوده تلك الكلمات تلفظت بها عندما ساقتنى قدماى لأسير من أمام محل من محلات بيع الخمور فى مصر وأقف أمامه دقائق معدوده ويا عجبا مما رأيت : رأيت شبابا من المسلمين أعمارهم وأشكالهم مختلفه يتزاحمون على شراء الخمور كما تزاحم أهلونا من قبل لشراء رغيف الخبز , ويا عجبا فيمن نزل من سيارة مكتوب على زجاجها الخلفى لا اله الا الله محمد رسول الله ليشترى الخمور , ألم تقع عيناه على تلك الجمله فيخشع قلبه ويرجع لربه ؟؟؟ أهؤلاء هم شبابنا الذين ندافع عنهم ليل نهار ونطالب الحكومه دوما بإعطائهم حقوقهم ونثور ونعتصم ونتشاجر من أجلهم , إن مصيبتهم أيها الساده لاتقف عند معصيتهم لله وحده الذى حرم علينا الخمر بنص صريح فى كتابه الكريم وإنما تسللت مصيبتهم بعد سكرهم وذهاب عقولهم الى شوارعنا فنراهم يسرقون ويقتلون ويتحرشون بأخواتنا دون وعى أو إدراك لما يفعلون ألم يأن لهؤلاء الشباب أن يفيقوا ويعودوا لرشدهم حتى يعلوا شأننا , ونستعيد مجدنا وعزتنا , وننهض بمصرنا وبأمتنا ؟؟؟ ألم يأن الأوان لحكومتنا أن تحد من انتشار تلك المحلات فى بلادنا لكى لا تصير مثل محلات السوبر ماركت ومطاعم الفول والطعميه ونتأسى نحن من وجودها امامنا فى كل مكان ؟؟ أجيبونى أيها الساده فقد احترت فى أمر شبابنا كثيرا أهم ظالمين لأنفسهم لإستسلامهم للواقع الأليم وارتكابهم للأثام والفواحش ما ظهر منها ومابطن و الفقر والبأس الشديد هو مصيرهم ؟ أم هم مظلومين لأنهم منذ أن بصرت اعينهم على هذه الحياه و اليأس حليفهم ؟