بقلم عبد العزيز ابو المجد غافلنى هذا التعود الممل ونثر الاعراف من حولى ليجعلنى امشي مهتديا كما اراد قبل ان تنضج الارادة في نفسى ونصب الاحكام قبلي فخرجت للدنيا لاري الثوابت والاصول تغتال فكرى وتتملك من عقلى تملك قبضة اليد علي نملة! نعم كنت تلك النملة التى حاولت مرار وتكرارا ان تنفلت من هذا الضغط المهول فقط لاكون كما لم اقرر ابدا فسئلت نفسي ماذا تحتاج منى كل تلك القبضة العظيمة وانا بهذا الصغر والتفاهة مقارنة بها؟! لماذا تريد ان تتحكم بي دائما وتجعلنى ادور في فلكها الغير مجهول المكرر المعتاد وانا اسئم التعود كما اسئم طعم العنب المثلج في ليالى البرد بعد التدفئة. فقررت الخروج من تلك القبضة ومن هذا البرد وتمردت حتى علي طعم العنب فكان الرفض من كل من حولى . ارى الرفض مقنعا جدا ولكن ليس هذا الاقناع لان افكار الرافضون صائبة ولكن الاقناع ان ليس هناك فكرة ليس هناك ابداع فكيف يكون هذا الاخير متوافر في بنود من التكرار والسئم فانهم للاسف ضحايا كما كنت ضحية لثوابت و اصول واعراف وضعت قبلى وقبلهم فقط لتجيد الدوران في هذا الفلك فلا يهمنى ابدا تطاولهم ان رفضونى او تقبلى ان ارادونى فقط اريد ان ابحث قليلا عن هذا الشخص المسمى بالانا . لا اود ان ابقي قطعة شطرنجية قد تبدل ان فقدت وتحرك دائما علي هوى اللاعب صاحب تلك القبضة القوية مقارنة بضعفى ..حاولت ان انظر لتلك الخضرة التى علي مرمى بصرى بعيدا عن هذا الصفاء التى طالما ارسلته لي دون سبب تري هذا الصفاء منى ام منها؟! نظرت الي قدمى الذى تصعد مرة علي درج البيت ومرة بالمصعد احمل كما تحمل الام ولدها ولكنه سيحملنى ادورا معدودة في وقتا محسوب دون ان اتعبه او يكل منى فانه وللحظ السعيد بلا احساس اصلا ..فاستطيع ان اصعد مرتان او ثلاث او اهبط حتى فإنه لن يكل او يمل ..ولكننى انا من يسئم التكرار والملل حتى وان لم يمل فيكفى انه اوصلنى الي الملل.. امسكت قلمى الذليل الذى كلما قررت ان اكتب كان سخرا لي فانه مقيد بقيدى وورقة من دفترى المركون علي رف الزمان لاجلي واخذت اكتب فخشيت ان اكونرايضا قد سخرت عقلي لاجلى انى لا اهوى التقيد فكيف اقيد تلك الاشياء منرحولى لاجلى ؟! فقررت ان اعتق هذا القلم وتلك الورقة وهذا العقل كى يعمل كل منهم مايحبرولكن عندها من ساكون انا دونهم؟! الحقيقة المفزعة ان الدنيا كلها ادوات لاحد بعينه .. فكما القلم والورقة اداتى فانا نفسي قد اكون اداة غيرى نعم نحن جميعا من بشر وجماد ونبات ادوات في دائرة مغلقة وعندما تزهق منا الروح ويثبت الجسد فانه لايصلح ان يكون اداة تعمل فيهمل ويحتضنه التراب ليصير مع الوقت جزءا منه .. وتبقي الفائدة الواحدة منه هو السير عليه نسير علي طبقات من ازمنة الراحلين كانوا يقومون بالدور الذى نقوم به الان وفى النهاية اصبحوا اداة للسير . فللاسف حتى مجرد تمردى لن يوصلنى الي طريقا اخر لاعلاقة له بتلك الدائرة حتى هذا التمرد والتحرر من القيود والثوابت سيكون في اطار معين .. فيه تبدع بتمردك وتتقن وتسبح وتخوض في المجهول لتعلم ما يدهش من حولك والفارق الوحيد انهم سيكتبوك في تاريخهم لما كان لك من انجازات بفضل هذا التمرد ولكننا في النهاية سنظل ننجذب الي الدائرة ونبقي احدى القطع التى تدور لان مجرد البعد عنها يعنى الفناء والرضا بها والدوران فيها دون تمرد ينتهى ايضا بالفناء ..فلا مجال للمقارنة في تلك المعادلة المنهية اساسا قبل ان نولد ..وتبقى الدائرة تحمل من تحمل وتترك من تترك ونحن لاشيء وبلا شيء