إكسترا نيوز تنقل تفاصيل المؤتمر صحفي للهيئة الوطنية للانتخابات لإعلان نتائج انتخابات النواب 2025    سعر الجنيه الاسترلينى يختتم تعاملاته أمام الجنيه اليوم الثلاثاء على تراجع    نتنياهو يبدى انفتاحه على التوصل إلى اتفاق إسرائيلى مع سوريا    رسميًا.. بدء عملية اختيار وتعيين الأمين العام المقبل للأمم المتحدة    كأس العرب – المغرب يستهل مشواره بالانتصار على جزر القمر بثلاثية    كأس إيطاليا.. موعد مباراة يوفنتوس ضد أودينيزي والقناة الناقلة    الأرصاد: سقوط الأمطار والتقلبات الجوية لم يعد مرتبطا بمواعيد النوات    3 عروض مصرية في الدورة 16 بمهرجان المسرح العربي    اليوم.. افتتاح معرض لقاء للفنانة ميسون الزربة بمتحف الفن المصري الحديث    الأوقاف: حجم مشاركة غير مسبوق في مسابقة القرآن الكريم العالمية    محافظ الغربية يتابع إجراءات تشغيل وإدارة مرفقي النقل الداخلي بطنطا والمحلة الكبرى    موعد مباراة توتنهام ونيوكاسل والقناة الناقلة    الأهلي يترقب موقف ييس تورب لدراسة عرض برشلونة لضم حمزة عبد الكريم    محافظ المنيا: إزالة 2171 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية ضمن الموجة 27    مصر ضد الكويت.. الأزرق يعلن تشكيل ضربة البداية في كأس العرب 2025    أستاذة جامعية إسرائيلية تُضرب عن الطعام بعد اعتقالها لوصف نتنياهو بالخائن    فتح باب التسجيل فى دورة الدراسات السينمائية الحرة بقصر السينما    جامعة سوهاج الأهلية تنظم أولى رحلاتها إلى المتحف المصري الكبير    رئيس الوزراء يُتابع تطور الأعمال بالتجمع العمراني الجديد td جزيرة الوراق    «الصحة» تعلن انطلاق استراتيجية توطين صناعة اللقاحات وتحقيق الاكتفاء الذاتي قبل 2030    رئيس جامعة الأزهر: العلاقات العلمية بين مصر وإندونيسيا وثيقة ولها جذور تاريخية    السيسي يبعث برقية تهنئة لرئيس الإمارات بمناسبة ذكرى الاحتفال باليوم الوطني    المحكمة الإدارية العليا تتلقى 8 طعون على نتيجة انتخابات مجلس النواب    رئيس الوزراء يتابع تطوير الطرق المؤدية إلى مطار الإسكندرية الدوليّ    فى زيارته الأولى لمصر.. الأوبرا تستضيف العالمي ستيف بركات على المسرح الكبير    دعم الكوادر والقيادات.. تفاصيل اجتماع وزير الرياضة مع رئيس الاتحاد الدولي للسلاح    بابا الفاتيكان يدعو اللبنانيين إلى عدم الإحباط والرضوخ لمنطق العنف    الطقس غدا.. انخفاضات درجات الحرارة مستمرة وظاهرة خطيرة بالطرق    الداخلية تكشف تفاصيل فيديو اعتداء شخص على حيوانات أليفة: مريض نفسي    مصرع طفل إثر اصطدام سيارة ملاكي به في المنوفية    لأول مرة في الدراما التلفزيونية محمد سراج يشارك في مسلسل لا ترد ولا تستبدل بطولة أحمد السعدني ودينا الشربيني    رئيس اقتصادية قناة السويس: المنطقة منصة مثالية للشركات الأمريكية لعمليات التصنيع والتصدير    تركيا: خطوات لتفعيل وتوسيع اتفاقية التجارة التفضيلية لمجموعة الثماني    زيلينسكي: وثيقة جنيف للسلام في أوكرانيا تم تطويرها بشكل جيد    مدير الهيئة الوطنية للانتخابات: الاستحقاق الدستورى أمانة عظيمة وبالغة الحساسية    أمن المنافذ يضبط 47 قضية متنوعة خلال 24 ساعة    ضبط قضايا اتجار غير مشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة قيمتها 6 ملايين جنيه    الأمم المتحدة: 50 مليون شخص حول العالم ضحايا الرق الحديث    مكتب نتنياهو: إسرائيل تستعد لاستلام عيّنات من الصليب الأحمر تم نقلها من غزة    وزير الصحة يبحث مع وزير المالية انتظام سلاسل توريد الأدوية والمستلزمات الطبية    6 نصائح تمنع زيادة دهون البطن بعد انقطاع الطمث    تحرير 141 مخالفة لمحال لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء بالغلق لترشيد الكهرباء    محمود ناجى حكما لنهائى كأس ليبيا بين أهلى طرابلس وبنى غازى غدا    وزير العمل يسلّم 25 عقد توظيف في مجال النجارة والحدادة والبناء بالإمارات    سامح حسين: لم يتم تعيينى عضوًا بهيئة تدريس جامعة حلوان    بعد جريمة التحرش بالأطفال في المدارسة الدولية، علاء مبارك يوجه رسالة قوية للآباء    سلوت: محمد صلاح سيظل لاعبًا محترفًا من الطراز الرفيع    فيتامينات طبيعية تقوى مناعة طفلك بدون أدوية ومكملات    أمين عمر حكما لمباراة الجزائر والسودان في كأس العرب    حوادث المدارس والحافز.. مشاهد تُعجل بنهاية "وزير التعليم" في الوزارة.. دراسة تحليلية.. بقلم:حافظ الشاعر    الفيشاوي وجميلة عوض يعودان للرومانسية في فيلمهما الجديد «حين يكتب الحب»    اليوم .. إعلان نتائج المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 2ديسمبر 2025 فى المنيا    ضبط 379 قضية مواد مخدرة فى حملات أمنية    ما حكم الصلاة في البيوت حال المطر؟ .. الإفتاء تجيب    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    المخرج أحمد فؤاد: افتتاحية مسرحية أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي.. والغناء كله كان لايف    سر جوف الليل... لماذا يكون الدعاء فيه مستجاب؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار ثقافي، مع شاعرة مغربية، مقيمة في جينيف الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
نشر في الواقع يوم 06 - 12 - 2012


للواقع - ميمى أحمد
ضمن برنامج لقاءاتي مع سيدات عربيات، في الكثير من الدول العربية، اتواصل باقامة لقاءات وحوارات، مع سيدات عربيات مميزات، لمعرفة رأيهن بوضع المرأة العربية، وعن دورها،
، في هذا اللقاء والحوار، التقيتُ مع سيدة مغربية مقيمة في العاصمة السويسرية (جنيفا)، هي الشاعرة المغربية ياسمينة حسيبي، تتمتع شخصيتها بالبساطة، والصراحة والجدية، والدبلوماسية، والقوة، والثقافة، وهي ممثلة لملتقى سيدات المغرب في سويسرا، وهو ملتقى مغربي ثقافي عربي، مشهور كثيراً، على صفحات التواصل الاجتماعي. كان سؤالي الأول للسيدة ياسمينة هو:
@ من هي ياسمينة حسيبي؟؟؟
أنا من مواليد مدينة الدار البيضاء الساحلية المغربية التي تُعرف بمينائها العتيق، ترعرتُ ودرستُ بإحدى ثانوياتها ثم توجهت إلى دراسة القانون بجامعة الحسن الثاني .ولظروف شخصية هاجرتُ إلى سويسرا حيث تسنى لي الدراسة والاشتغال بالتجارة .. ومازلت أعيش بمدينة جنيڤ الجميلة.
ياسمينة برغم شخصيتها القوية التي فرضتها غالبا ظروف الغربة .. انسانة مرهفة الاحساس.. تعشق الجمال والشعر ..تقرأ للمتنبي بعشق كبير.. تتصوف كلما قرأت للحلاج أو لجلال الدين الرومي .. تحب سماع الموسيقى الاصيلة وخصوصا الأندلسية منها. ياسمينة تؤمن بالعدل في هذه الدنيا .. وتجعله مبدءًا اساسيا لحياة طبيعية، إنسانة اجتماعية جدا جداً.. سلسة الأفكار.. غير متزمتة.. تشارك الناس أفكارهم في تبادل مثمر وجميل ..
@ ما هي القيم والأخلاق والأفكار والمباديء التي تؤمن بها الشاعرة ياسمينة؟؟؟
ياسمينة حسيبي مؤمنة جداً، بان لهذا العالم "قوانين انسانية"، يجب الارتكاز عليها، لنكون افضل.. ولكي نستطيع التعايش مع بعضنا البعض، في ظل العدل، والإخاء والمحبة .. أؤمن بأن الإصرار والعزيمة، هما ركيزة كل نجاح.. أؤمن بأن الخير موجود في الدنيا مهما اسودّتِ القلوب، وأؤمن بان الدفاع عن المرأة فريضة، في ظل مجتمعات ذكورية، اعتادت على التقليل من شأنها، ومن دورها.
@هل يمكن القول ان الشاعرة ياسمينة شخصيتها قوية، وصريحة، وجريئة، وهل هي متفائلة ام متشائمة؟؟؟
نعم، شخصيتي قوية، أخذت هذا عن والدي رحمه الله .. أخذت عنه أيضاً صراحته وجرأته .. كان فلاحا يحب الارض، ولا يخشى في الحق لومة لائم ...ما أخذته عن والدي لم يخدمني كثيرا في حياتي، لأن الزمن تغير كثيراً، وتغيرتْ المبادئ والأفكار، وحتى الأخلاق ..ومهما يكن ..سأظل فخورة بشخصيتي لانني اعرف انني لا اشبه الا نفسي وأبي. اما التشاؤم فلم يعرف طريقه إلى نفسي يوما .. رغم خوفي في بعض الأحيان من مجابهة ظروف الحياة .. سأبقى دائما متفائلة في هذا العالم من حولي .. ما دام القلب ينبض.
وقالت هذه قصيدة لي يعنوان: (امرأةُ العِشق الفوْضوي) من بين اشعاري ارجو ان تروق لك:
امرأةُ الفوضَى، لا أهتمُّ بترتيب أَنْفاسِي في صدْري، ولا أخشى الموتَ في الأشعار، أغازلُكَ بألَقٍ أنْثويّ، في خمسين قصيدة، وأُعلنُ براءة القُبلة منَ الظنون، ومن اتهاماتِ الغِواية، هي قناديلُ النّشوة حين تتعثّرُ، في دمكَ وأنْفَاسكَ، فتَمشي مُتَسَرْنِمًا، يقُودُكَ التّيهُ، إلى السّراب المُشتهى، تُكدِّس اللّهفةَ في جيْبكَ، باستمرار، وتُنَقّطُ باللّون الأزرقِ، مياهَ البِحارِ !
@ما هي هوايات الشاعرة ياسمينة حسيبي؟؟؟
احب القراءة بشكل غريب.. ولعلها الملهم الكبير لكتاباتي، فكلما قرأت كتاباً .. تزداد عندي الرغبة في الكتابة.. احب كذلك ان امارس الرياضة بشكل منتظم خلال الاسبوع . وعموما فظروف شغلي، لا تسمح لي بالكثير من الهوايات لهذا أحاول ان استغل جزءا كبيراً من الليل، في الكتابة والقراءة واحبّ الأوقات إلى نفسي هي تلك التي اتوحد فيها بنص شعري.. أكون حينها " أنا " بكل ضعفي وأحاسيسي وانسانيتي..
@هل تؤمن ياسمينة بالحب، وماذا يمثل الحب في حياتها بصراحة؟؟؟
قلتُ في أَحدْ حواراتي السابقة : أنا من الحب وبه واليه.. فالحب، هو الرهان الوحيد في حياتنا، أؤمن بالحب للحدّ الذي يجعلني أعيش به، ومن اجله، ولا أتحدث فقط عن حب الرجل للمرأة، هناك أيضاً حب الأهل والوطن .. وحب السلام على الارض. ويبقى الحب أحلى الأقدار كما يقولون.. الحب يمثل لي .. الحياة، فمن دونه تجف الأحاسيس، وقد تموت، الحب نعمة من نعم الله، فلمَ نحرم انفسنا منها ؟ أنا اكتب عن الحب كثيرا جدا لانه وببساطة يمثل كنه الحياة وصيرورتها. عندما نؤمن بالحب كقدر جميلٍ في حياتنا يستحيل ان نوجه اليه الاتهامات.. المشكل ليس في الحب يا سيدي..المشكل هو في تصوراتنا الشخصية عنه، وفي مدى ادراكنا لمفهومه، وايضا في الموروثات الثقافية التي تتحكم في علاقة الرجل بالمرأة في المجتمعات العربية.
هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: (مُتّهمٌ أنتَ، وأنا المُذنبة) ارجو ان تنال اعجابك:
كُلُّ الوشاية حبٌّ، وأنتَ المتّهم !مُتَّهَمٌ أنتَ ...بالتَّسكع في ممرّاتِ قلبي، بانتشار يديكَ من حولي، بالتّوْق الذي يَغْلي في عينيكَ. نظراتكَ غِوايةٌ تتناسلُ في الهواء، قُبلتُكَ ذنوبُ عِشقٍ أزليّة، مُتَّهَمٌ أنتَ ...بقضم اللّهفةِ، قبل أن تؤتي أُكْلها، ينبهر منكَ الضوء، فيمشي على أصابعه في العتَمة، مُتَّهَمٌ أنتَ ...بتعليق رائحة الشوقِ، على حبلِ المساء، بجردِ العطر من جِيدِ الفراشات، بالازدحام في قصيدتي الوحيدة، بهسيس النّار في ضُلوعي، باشتعالي في راحة كفّكَ، كغابة استوائية، مُتَّهَمٌ أنتَ ...بزخات المطر في صمت الليل، من أخبركَ أن المطر وَرِعٌ ؟وحدكَ... ولا أحد سواكَ، يُمسك بالضّوء المُتدلّي، من سَقْفِ روحي،تسْحَلني على حوافي الماء، تستفردُ بارتباكي، فأتمسّكُ بعينيكَ خشية الغرق، وحدكَ ترى ابتسامتي، قبلةً تبتهلُ على أطراف الشفاه، وتُراودُ العِطر عن أنفاسِي؟ مُتَّهَمٌ أنتَ ...بارتجاج عظامي، حين أسمع نبرة صوتكَ، بالتقاط صُورٍ مُلونة، لموتي المحقّقِ فيكَ، تَنْصِبِ لي شِراكِ الغواية، من ضفيرة الحواسّ، فتطرح الدّالية نبيذها، في قناني النشوة، تركض بي خلفكَ، في تيهِ الشّوق، وتتشظى الخلايا، من ملمسِ روحكَ، أعبر حقل (ألغامكَ)، فتتعرّق الارضُ تحتَ خَطْوي، مُتَّهَمٌ أنتَ ...بالوقوف في امتداد الضوء، تستند بكلّكَ، بظلّكَ ، بعشقكَ، على فراغ انتظاري، تمشي إليّ بلا طريق، تُفَصّلُ المسافات، على مقاسِ قدميكَ، وتُسرع إليّ على مَهَل..، تعبثُ بملامح الحب، كطفل مدلّل، تشربُ دهشتي، في الكأس الاخيرة، مُتَّهَمٌ أنتَ ...بكلماتُ لم تَقُلها، سمعتُها كالنداء... كالصّلاة، فتَنَسّكْتُ في محراب عينيكَ، حافية القدمين، عارية القلب، أتَصوّفُ في العشق، وأقومُ في الثلث الاخير من الشوق، أستغفرُ لي ولكَ، ما تقدّم من القُبلِ وما تأَخّر، وأَلتمسُ لي سبعين عُذرًاً، لِقدّ قَميصِ الليَّل، وفَكّ أزرار الهمسة..وحين أتهادى بدلالٍ، على خطوط يديكَ، أتَعَثّرُ بنظرةٍ من عينيكَ، وأسقط بين ذراعيكَ، فيتّهمُونكَ بذنبِ الغِواية، الذي لا يُغتفر! ويُطلقونَ سَراح العِشق في دمي !!
@ انا قناعاتي الشخصية انه : وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، فماذا تقول الشاعرة ياسمينة عن هذا القول؟؟؟
إذا انطلقنا من الموروثات الثقافية التي تتحكم في المجتمعات العربية مثلا، نجد ان هذا الكلام صحيح.. لكن الأخذ به مائة بالمائة، يجعلنا نظلم الرجل كثيراً..فعلى مر العصور، كان هناك رجال وعلماء وعظماء، نادوا وكرسَّوا حياتهم من اجل ان تتبوأ المرأة مكانة تليق بها في المجتمع .. وعلى مر العصور، كانت هناك أصوات تنادي بفك قيود التخلف عن المرأة. لكن الواقع المزري للمرأة، في ظل ما نشهده من قرارات رجعية، تعود بالمرأة إلى عصور الجاهلية .. وفي ظل مجتمعات ذكورية متعسفة، نحن مرغمون على الاعتراف، بان هذا القول حقيقة مرّة لا يمكن إنكارها عموما.
@هل تحب الشاعرة ياسمينة السياسة؟؟؟
احب السياسة، بالقدر الذي يجعلني مطلعة على ما يدور في كواليسها ..وبالقدر الذي يجعلني احتكّ بها يوميا اما عبر الإعلام المقري او المرئي ..اهتم بالسياسة لانها ضرورية لعربية مثلي تعيش في بلاد الغرب، فمن خلالها، استطيع تقييم وضعنا في البلدان العربية. قالت لي على فكرة وبمناسبة سؤالك هذا أود أن اهنئك بمناسبة قبول فلسطين، عضواً مراقباً غير كامل العضوية في الجمعية العامة في الأمم المتحدة.
@قلت لها اشكرك كتيييييييييير سيدتي، لا شك انها خطوة مهمة جداً، خاصة لو تعرفي معنى الصهيونية، فأنتم ربَّما قرأتمْ او سمعتم او شاهدتم الصهيونية وممارساتها الوحشية، لكنها تمارس علينا 24 ساعة يومياً، والنازية، تعتبر فندق خمسة نجوم قياساً بالصهيونية، هؤلاء يقتلون الأطفال بدم بارد، ويقتلون النساء الحوامل بشكل وحشي جداً، واي مكسب مهما كان تافها وبسيطاً، يعتبر مهما لنا كثيراً.
عقَّبتْ على حديثي وقالتْ، أنا اعرف معنى الصهيونية، لكن ليس أكثر من أي فلسطيني، اعرفها بالقدر الذي يجعلني .. احلم دائما بعالم " من دونهم" واتخيل كم يمكنه ان يكون رائعا بإبادتهم، لكن الصمود الفلسطيني ثابت لا يتزحزح، رغم كل المحاولات الصهيونية، ولا أدَّلُ على ذلك مما حققته غزة من نصر مؤخراً... هنيئا لغزة بشهدائها وأبطالها.. والله فخورون بكم... جداً جداً .. انتصار غزة قلب الموازين.. فعلا!!! لقد بدأتْ فلسطين صفحة جديدة من الصمود ..هنيئا ..
عقَّبتُ على حديثها وقلت لها: انا اعلم سيدتي بأَنك تعرفي معنى الصهيوني، وسؤالي ليس استنكارياً، وهل تعلمي ماذا قال هتلر عنهم ايضاً؟؟؟ تركتُ جزءاً من اليهود، ولم اقتلهم جميعاً، حتى تعرفوا سبب ابادتي لي لهم، وكما قال احد المسؤولين العرب بعد معركة غزة، الصهاينة ليسوا ذئاباً، ولكننا نحن النعاج.
عقَّبتْ على حديثي وقالت: مخططات الصهيونية، لا تستثني بلداً، ولا جنساً، من خلال الماسونية، والفتنة والاعلام، الذي جنّدوه في كل العالم، وبكل قوة، ليخدم " قيام دولتهم" المؤسف حقا، هو ما نراه من تهاون وصمتْ وخذلان..من طرف بعض الأنظمة العربية .. والمسؤول الذي ذكرته هو " الوزير القطري" لقد قالها عن نفسه وعن من يشابهونه ..
@ هل يمكن اعتبار ياسمينة شخصية علمانية وليبرالية؟؟؟
أنا ليبرالية... لكن مع " احترام كبير" للدين وللمقدسات الدينية، الإيمان والعقل ليس بينهما أشياء كثيرة مشتركة، لهذا أحبذ احترام كل منهما للآخر.. وعلى هذا فقط، يستطيع الإنسان ان يكون شخصية متوازنة فكريا ونفسيا أيضاً.
@هل ممكن القول ان ياسمينة متحررة ومنفتحة اجتماعيا وغير متزمتة دينيا؟؟؟
أنا متحررة في فكري.. وكتاباتي، واكره التزمَّت ليس فقط في الدين، بل في كل مناحي الحياة ..فالله سبحانه وتعالى قال لرسوله الكريم : " وجادلهم بالتي هي احسن" فالجدال يعني الحوار.. يعني الأخذ والعطاء، وتبادل الآراء والأفكار .. أؤمن جدا بان العدل ركيزة كل المبادئ وعنه تتفرع كل القيم الاخرى،ان تكون عادلا مع نفسك وغيرك معناه ان ترقى بأخلاقك ومبادئك إلى كل ما هو جميل في هذه الحياة ..
@ يقال ان جسم الرجل، هو ملكه، وكذلك جسم المرأة، ملكها ايضا، وهما ملكية خاصة، ولكل شخص التصرف بما يملك، كيفما يشاء، هل تؤيد الشاعرة ياسمينة حسيبي ان تتصرف المرأة بجسدها كما تشاء؟؟؟
نعم، للمرأة ان تتصرف بجسدها، كما تشاء، في ظل الاحترام لنفسها وللأخلاق وللتعاليم الإسلامية، للمرأة ان تكون- لها وحدها -السلطة على جسدها .. لأَنه ملكها .. وأنا مقتنعة جداً بكلامي، ولا أظن ان أية امرأة، ستجيبك عن هذا السؤال، بغير هذا الجواب.
@ماذا تكتب ياسمينة، ولمن تكتب، وما هي الرسالة التي تود ايصالها؟؟؟ وماذا تكتب ياسمينة ؟ وهل لك كتب ومؤلفات ودواوين شعر منشورة او مطبوعة؟؟؟
ياسمينة تكتب عنْ.. وللجمال، تبحث عنه بداخلها ومن حولها، تكتب للولادات في الحب، وتكتب عن الميْتات في الروح، تكتب للمرأة وعنها، وللرجل وعنه.. تكتب للوطن، حين يكون مرمرًا ثمَّ يتحول بفعل الحنين إلى جسد حيّ..وتكتب عن السماء حين تحتضن زرقتها وتنسكبُ بهدوء في عيون البحرْ. ياسمينة تكتب ليصبح العالم اكثر انْسنة مما هو عليه..ليست لدي دواوين مطبوعة بعد.. بل هناك ما هو في طريق الطبع ..نظرا لظروف عملي .
@ ما هو رأي ياسمينة بالحكومة الاسلامية المغربية؟؟؟
الحكومات التي تعاقبت على حكم المغرب كانت اسلامية طبعا، الا ان الفرق بينها وبين الحكومة الحالية، هو ان هذه الأخيرة تنتمي لحزب اسلامي، هو حزب العدالة والتنمية، وقد جاءت هذه الحكومة كواقع فرض نفسه، بعد ان وصلتْ عدوى ما سمي بالربيع العربي الى المغرب، وهي أيضاً نتيجة تُظهر مدى تمتّع الملك محمد السادس بالحسّ الاستباقي في معالجة الأزمات قبل ان تعصف بالبلاد.
واجمالا، وبعد مراجعة بنود مدونة الاسرة، لوحظ تقدم كبير فيما يخص وضعية المرأة المغربية، مما انعكس ايجابياً، على صورة المغرب في العالم، لكن غياب المرأة في الحكومة الحالية، ليس له الا تفسير واحد، وهو تهميش العنصر النسائي، والسعي الى عدم اشراكه في التشكيلة الحكومية، وهذا في حد ذاته خرق صريح في تطبيق حقوق الإنسان، بغض النظر عن الخيبة المدوية والكبيرة، التي أصيبت بها المنظمات والحركات النسائية المغربية، فقد تناست الحكومة الجديدة، كل سنوات النضال المستميت، التي خاضتها المرأة من اجل الوصول الى مراكز القرار، وسيكون لهذا انعكاسات خطيرة، إذا ما سلّمنا بان أساس تطور أي بلد اليوم، يكون بنسبة مشاركة نصف المجتمع (أي المرأة ) في هذا التطور .الغريب حقًّا هو ان الدستور المغربي الجديد، ينص على تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجل والمرأة في كل الميادين ..وهو ما يبرز حجم التناقض الكبير بين النظري والتطبيقي. في ختام حوارنا، أقدم لك هذه القصيدة، من اشعاري، ارجو ان تنال اعجابك، وهي بعنوان: لِي في وجهكَ .. نِصفُهُ:
أتشجّرُ فيكَ وارِفة العناقِ..أَضْبَحُ في دمِكَ قَدْحَ الحروفْ،والدهّشةُ تتعرّى من حَرير شهْقَتها.يا صِدْقَ النّارِ في أكذوبة الماءِ، لستَ نَبِيّا.. ولستُ مريمَ العذراءْ. فَذَرنِي من جُؤَارِ النّايِ في عزْف الحَواشِي، إنّما الخطيئة تعْلو وتَسْفَلُ في الدّماءْ. وحدها القصيدة تَرْقعُ جلدَ أصابعي .. بسِياطِها،وحصّتِي من جثامين الشِّعر .. تَتْعقّبُني في لهاثِ المَوتْ، وأسألُكَ : هلْ يدُ الشِّعْر مَغْلولةً ؟ فتهمسُ لي مُتماكرًا : إنّما هي مبسوطة .. تُشاكسُ الموتَ المُشتهى ! ويْح "غيْرِكَ" .. إني أحتشدُ فيكَ .. شتّى، يطأَ قلبي الحافي تُربةَ البراكين في دمكَ ،
ثمّ ينْحَني في خشوع ..لِيُتمّ ركْعتهُ الأخيرة. يااا ألفُ " أعْشَقُكَ" مبعثرةٌ في صدى الأمداء..ينسَخُها رُواةٌ تُقَاتٌ على مرمر جسدي. والرّيح هبوبُ امرأةٍ عاشقة، أشدّ المطر زنّارًا على خصْري .. كرَاهِبةٍ ، والماءُ يصلّي .. بين يديَّ في خشوع ! ضوئكَ يزرع في حقلِ اللحاظِ ..شجر الأبنوسْ..وبذارُ العشقِ جنّ حصاده. لكَ كلّ الحلم .. البارعِ في الوصول .. يَتدافعُ صوبَ السُدّةِ العالية بالعِطرِ، ولي في وجْهكَ .. نِصفُه.يا عِهن الغيوم ..إني ها هنا مُغْمَضة الرّوح، أتلمّسُ عزْف أصابعكَ على خصري الأندلسي، فَليكُنْ موتي فيكَ ..قرع الاجراسِ.هاتِ ذراعيْكَ ..لأُعانقَ بهما نكهة انشطَاراتي ..وإرِم بأصابعكَ المشتعلة .. فتائلاً لزيتِ المصابيحِ .
إنّما طقوسُ العشق.. تَبدأُ من الإحتراق الأَخير، وقُبلةَ "الشِّعر" على شفتيكَ تَرْشحُ بِشهوةِ الحروفْ..ينْفَرِطُ من رضابها.. حُلُمٌ عقِيقيُّ الرّعشات، فَتهمس لي سيدَ الوجدِ : فُكّي أزرارَ الريح ..دفعةً واحدةً..سندقُّ وتِد الخيمة الأولى في العراء المقدّس ، ألتفتُ الى الطريق ..وأعتذر لها عن ضياعي المشتهى فيكَ ، أمنحُها إسمي الذي ليسَ لأحدٍ، ثمّ أمضي..لأجمعُ ملامحكَ من وجُوهِ النّساءْ !
انتهى موضوع:حوار ثقافي،
مع شاعرة مغربية، مقيمة في جينيف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.