«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار ثقافي، مع شاعرة مغربية، مقيمة في جينيف الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
نشر في الواقع يوم 06 - 12 - 2012


للواقع - ميمى أحمد
ضمن برنامج لقاءاتي مع سيدات عربيات، في الكثير من الدول العربية، اتواصل باقامة لقاءات وحوارات، مع سيدات عربيات مميزات، لمعرفة رأيهن بوضع المرأة العربية، وعن دورها،
، في هذا اللقاء والحوار، التقيتُ مع سيدة مغربية مقيمة في العاصمة السويسرية (جنيفا)، هي الشاعرة المغربية ياسمينة حسيبي، تتمتع شخصيتها بالبساطة، والصراحة والجدية، والدبلوماسية، والقوة، والثقافة، وهي ممثلة لملتقى سيدات المغرب في سويسرا، وهو ملتقى مغربي ثقافي عربي، مشهور كثيراً، على صفحات التواصل الاجتماعي. كان سؤالي الأول للسيدة ياسمينة هو:
@ من هي ياسمينة حسيبي؟؟؟
أنا من مواليد مدينة الدار البيضاء الساحلية المغربية التي تُعرف بمينائها العتيق، ترعرتُ ودرستُ بإحدى ثانوياتها ثم توجهت إلى دراسة القانون بجامعة الحسن الثاني .ولظروف شخصية هاجرتُ إلى سويسرا حيث تسنى لي الدراسة والاشتغال بالتجارة .. ومازلت أعيش بمدينة جنيڤ الجميلة.
ياسمينة برغم شخصيتها القوية التي فرضتها غالبا ظروف الغربة .. انسانة مرهفة الاحساس.. تعشق الجمال والشعر ..تقرأ للمتنبي بعشق كبير.. تتصوف كلما قرأت للحلاج أو لجلال الدين الرومي .. تحب سماع الموسيقى الاصيلة وخصوصا الأندلسية منها. ياسمينة تؤمن بالعدل في هذه الدنيا .. وتجعله مبدءًا اساسيا لحياة طبيعية، إنسانة اجتماعية جدا جداً.. سلسة الأفكار.. غير متزمتة.. تشارك الناس أفكارهم في تبادل مثمر وجميل ..
@ ما هي القيم والأخلاق والأفكار والمباديء التي تؤمن بها الشاعرة ياسمينة؟؟؟
ياسمينة حسيبي مؤمنة جداً، بان لهذا العالم "قوانين انسانية"، يجب الارتكاز عليها، لنكون افضل.. ولكي نستطيع التعايش مع بعضنا البعض، في ظل العدل، والإخاء والمحبة .. أؤمن بأن الإصرار والعزيمة، هما ركيزة كل نجاح.. أؤمن بأن الخير موجود في الدنيا مهما اسودّتِ القلوب، وأؤمن بان الدفاع عن المرأة فريضة، في ظل مجتمعات ذكورية، اعتادت على التقليل من شأنها، ومن دورها.
@هل يمكن القول ان الشاعرة ياسمينة شخصيتها قوية، وصريحة، وجريئة، وهل هي متفائلة ام متشائمة؟؟؟
نعم، شخصيتي قوية، أخذت هذا عن والدي رحمه الله .. أخذت عنه أيضاً صراحته وجرأته .. كان فلاحا يحب الارض، ولا يخشى في الحق لومة لائم ...ما أخذته عن والدي لم يخدمني كثيرا في حياتي، لأن الزمن تغير كثيراً، وتغيرتْ المبادئ والأفكار، وحتى الأخلاق ..ومهما يكن ..سأظل فخورة بشخصيتي لانني اعرف انني لا اشبه الا نفسي وأبي. اما التشاؤم فلم يعرف طريقه إلى نفسي يوما .. رغم خوفي في بعض الأحيان من مجابهة ظروف الحياة .. سأبقى دائما متفائلة في هذا العالم من حولي .. ما دام القلب ينبض.
وقالت هذه قصيدة لي يعنوان: (امرأةُ العِشق الفوْضوي) من بين اشعاري ارجو ان تروق لك:
امرأةُ الفوضَى، لا أهتمُّ بترتيب أَنْفاسِي في صدْري، ولا أخشى الموتَ في الأشعار، أغازلُكَ بألَقٍ أنْثويّ، في خمسين قصيدة، وأُعلنُ براءة القُبلة منَ الظنون، ومن اتهاماتِ الغِواية، هي قناديلُ النّشوة حين تتعثّرُ، في دمكَ وأنْفَاسكَ، فتَمشي مُتَسَرْنِمًا، يقُودُكَ التّيهُ، إلى السّراب المُشتهى، تُكدِّس اللّهفةَ في جيْبكَ، باستمرار، وتُنَقّطُ باللّون الأزرقِ، مياهَ البِحارِ !
@ما هي هوايات الشاعرة ياسمينة حسيبي؟؟؟
احب القراءة بشكل غريب.. ولعلها الملهم الكبير لكتاباتي، فكلما قرأت كتاباً .. تزداد عندي الرغبة في الكتابة.. احب كذلك ان امارس الرياضة بشكل منتظم خلال الاسبوع . وعموما فظروف شغلي، لا تسمح لي بالكثير من الهوايات لهذا أحاول ان استغل جزءا كبيراً من الليل، في الكتابة والقراءة واحبّ الأوقات إلى نفسي هي تلك التي اتوحد فيها بنص شعري.. أكون حينها " أنا " بكل ضعفي وأحاسيسي وانسانيتي..
@هل تؤمن ياسمينة بالحب، وماذا يمثل الحب في حياتها بصراحة؟؟؟
قلتُ في أَحدْ حواراتي السابقة : أنا من الحب وبه واليه.. فالحب، هو الرهان الوحيد في حياتنا، أؤمن بالحب للحدّ الذي يجعلني أعيش به، ومن اجله، ولا أتحدث فقط عن حب الرجل للمرأة، هناك أيضاً حب الأهل والوطن .. وحب السلام على الارض. ويبقى الحب أحلى الأقدار كما يقولون.. الحب يمثل لي .. الحياة، فمن دونه تجف الأحاسيس، وقد تموت، الحب نعمة من نعم الله، فلمَ نحرم انفسنا منها ؟ أنا اكتب عن الحب كثيرا جدا لانه وببساطة يمثل كنه الحياة وصيرورتها. عندما نؤمن بالحب كقدر جميلٍ في حياتنا يستحيل ان نوجه اليه الاتهامات.. المشكل ليس في الحب يا سيدي..المشكل هو في تصوراتنا الشخصية عنه، وفي مدى ادراكنا لمفهومه، وايضا في الموروثات الثقافية التي تتحكم في علاقة الرجل بالمرأة في المجتمعات العربية.
هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: (مُتّهمٌ أنتَ، وأنا المُذنبة) ارجو ان تنال اعجابك:
كُلُّ الوشاية حبٌّ، وأنتَ المتّهم !مُتَّهَمٌ أنتَ ...بالتَّسكع في ممرّاتِ قلبي، بانتشار يديكَ من حولي، بالتّوْق الذي يَغْلي في عينيكَ. نظراتكَ غِوايةٌ تتناسلُ في الهواء، قُبلتُكَ ذنوبُ عِشقٍ أزليّة، مُتَّهَمٌ أنتَ ...بقضم اللّهفةِ، قبل أن تؤتي أُكْلها، ينبهر منكَ الضوء، فيمشي على أصابعه في العتَمة، مُتَّهَمٌ أنتَ ...بتعليق رائحة الشوقِ، على حبلِ المساء، بجردِ العطر من جِيدِ الفراشات، بالازدحام في قصيدتي الوحيدة، بهسيس النّار في ضُلوعي، باشتعالي في راحة كفّكَ، كغابة استوائية، مُتَّهَمٌ أنتَ ...بزخات المطر في صمت الليل، من أخبركَ أن المطر وَرِعٌ ؟وحدكَ... ولا أحد سواكَ، يُمسك بالضّوء المُتدلّي، من سَقْفِ روحي،تسْحَلني على حوافي الماء، تستفردُ بارتباكي، فأتمسّكُ بعينيكَ خشية الغرق، وحدكَ ترى ابتسامتي، قبلةً تبتهلُ على أطراف الشفاه، وتُراودُ العِطر عن أنفاسِي؟ مُتَّهَمٌ أنتَ ...بارتجاج عظامي، حين أسمع نبرة صوتكَ، بالتقاط صُورٍ مُلونة، لموتي المحقّقِ فيكَ، تَنْصِبِ لي شِراكِ الغواية، من ضفيرة الحواسّ، فتطرح الدّالية نبيذها، في قناني النشوة، تركض بي خلفكَ، في تيهِ الشّوق، وتتشظى الخلايا، من ملمسِ روحكَ، أعبر حقل (ألغامكَ)، فتتعرّق الارضُ تحتَ خَطْوي، مُتَّهَمٌ أنتَ ...بالوقوف في امتداد الضوء، تستند بكلّكَ، بظلّكَ ، بعشقكَ، على فراغ انتظاري، تمشي إليّ بلا طريق، تُفَصّلُ المسافات، على مقاسِ قدميكَ، وتُسرع إليّ على مَهَل..، تعبثُ بملامح الحب، كطفل مدلّل، تشربُ دهشتي، في الكأس الاخيرة، مُتَّهَمٌ أنتَ ...بكلماتُ لم تَقُلها، سمعتُها كالنداء... كالصّلاة، فتَنَسّكْتُ في محراب عينيكَ، حافية القدمين، عارية القلب، أتَصوّفُ في العشق، وأقومُ في الثلث الاخير من الشوق، أستغفرُ لي ولكَ، ما تقدّم من القُبلِ وما تأَخّر، وأَلتمسُ لي سبعين عُذرًاً، لِقدّ قَميصِ الليَّل، وفَكّ أزرار الهمسة..وحين أتهادى بدلالٍ، على خطوط يديكَ، أتَعَثّرُ بنظرةٍ من عينيكَ، وأسقط بين ذراعيكَ، فيتّهمُونكَ بذنبِ الغِواية، الذي لا يُغتفر! ويُطلقونَ سَراح العِشق في دمي !!
@ انا قناعاتي الشخصية انه : وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، فماذا تقول الشاعرة ياسمينة عن هذا القول؟؟؟
إذا انطلقنا من الموروثات الثقافية التي تتحكم في المجتمعات العربية مثلا، نجد ان هذا الكلام صحيح.. لكن الأخذ به مائة بالمائة، يجعلنا نظلم الرجل كثيراً..فعلى مر العصور، كان هناك رجال وعلماء وعظماء، نادوا وكرسَّوا حياتهم من اجل ان تتبوأ المرأة مكانة تليق بها في المجتمع .. وعلى مر العصور، كانت هناك أصوات تنادي بفك قيود التخلف عن المرأة. لكن الواقع المزري للمرأة، في ظل ما نشهده من قرارات رجعية، تعود بالمرأة إلى عصور الجاهلية .. وفي ظل مجتمعات ذكورية متعسفة، نحن مرغمون على الاعتراف، بان هذا القول حقيقة مرّة لا يمكن إنكارها عموما.
@هل تحب الشاعرة ياسمينة السياسة؟؟؟
احب السياسة، بالقدر الذي يجعلني مطلعة على ما يدور في كواليسها ..وبالقدر الذي يجعلني احتكّ بها يوميا اما عبر الإعلام المقري او المرئي ..اهتم بالسياسة لانها ضرورية لعربية مثلي تعيش في بلاد الغرب، فمن خلالها، استطيع تقييم وضعنا في البلدان العربية. قالت لي على فكرة وبمناسبة سؤالك هذا أود أن اهنئك بمناسبة قبول فلسطين، عضواً مراقباً غير كامل العضوية في الجمعية العامة في الأمم المتحدة.
@قلت لها اشكرك كتيييييييييير سيدتي، لا شك انها خطوة مهمة جداً، خاصة لو تعرفي معنى الصهيونية، فأنتم ربَّما قرأتمْ او سمعتم او شاهدتم الصهيونية وممارساتها الوحشية، لكنها تمارس علينا 24 ساعة يومياً، والنازية، تعتبر فندق خمسة نجوم قياساً بالصهيونية، هؤلاء يقتلون الأطفال بدم بارد، ويقتلون النساء الحوامل بشكل وحشي جداً، واي مكسب مهما كان تافها وبسيطاً، يعتبر مهما لنا كثيراً.
عقَّبتْ على حديثي وقالتْ، أنا اعرف معنى الصهيونية، لكن ليس أكثر من أي فلسطيني، اعرفها بالقدر الذي يجعلني .. احلم دائما بعالم " من دونهم" واتخيل كم يمكنه ان يكون رائعا بإبادتهم، لكن الصمود الفلسطيني ثابت لا يتزحزح، رغم كل المحاولات الصهيونية، ولا أدَّلُ على ذلك مما حققته غزة من نصر مؤخراً... هنيئا لغزة بشهدائها وأبطالها.. والله فخورون بكم... جداً جداً .. انتصار غزة قلب الموازين.. فعلا!!! لقد بدأتْ فلسطين صفحة جديدة من الصمود ..هنيئا ..
عقَّبتُ على حديثها وقلت لها: انا اعلم سيدتي بأَنك تعرفي معنى الصهيوني، وسؤالي ليس استنكارياً، وهل تعلمي ماذا قال هتلر عنهم ايضاً؟؟؟ تركتُ جزءاً من اليهود، ولم اقتلهم جميعاً، حتى تعرفوا سبب ابادتي لي لهم، وكما قال احد المسؤولين العرب بعد معركة غزة، الصهاينة ليسوا ذئاباً، ولكننا نحن النعاج.
عقَّبتْ على حديثي وقالت: مخططات الصهيونية، لا تستثني بلداً، ولا جنساً، من خلال الماسونية، والفتنة والاعلام، الذي جنّدوه في كل العالم، وبكل قوة، ليخدم " قيام دولتهم" المؤسف حقا، هو ما نراه من تهاون وصمتْ وخذلان..من طرف بعض الأنظمة العربية .. والمسؤول الذي ذكرته هو " الوزير القطري" لقد قالها عن نفسه وعن من يشابهونه ..
@ هل يمكن اعتبار ياسمينة شخصية علمانية وليبرالية؟؟؟
أنا ليبرالية... لكن مع " احترام كبير" للدين وللمقدسات الدينية، الإيمان والعقل ليس بينهما أشياء كثيرة مشتركة، لهذا أحبذ احترام كل منهما للآخر.. وعلى هذا فقط، يستطيع الإنسان ان يكون شخصية متوازنة فكريا ونفسيا أيضاً.
@هل ممكن القول ان ياسمينة متحررة ومنفتحة اجتماعيا وغير متزمتة دينيا؟؟؟
أنا متحررة في فكري.. وكتاباتي، واكره التزمَّت ليس فقط في الدين، بل في كل مناحي الحياة ..فالله سبحانه وتعالى قال لرسوله الكريم : " وجادلهم بالتي هي احسن" فالجدال يعني الحوار.. يعني الأخذ والعطاء، وتبادل الآراء والأفكار .. أؤمن جدا بان العدل ركيزة كل المبادئ وعنه تتفرع كل القيم الاخرى،ان تكون عادلا مع نفسك وغيرك معناه ان ترقى بأخلاقك ومبادئك إلى كل ما هو جميل في هذه الحياة ..
@ يقال ان جسم الرجل، هو ملكه، وكذلك جسم المرأة، ملكها ايضا، وهما ملكية خاصة، ولكل شخص التصرف بما يملك، كيفما يشاء، هل تؤيد الشاعرة ياسمينة حسيبي ان تتصرف المرأة بجسدها كما تشاء؟؟؟
نعم، للمرأة ان تتصرف بجسدها، كما تشاء، في ظل الاحترام لنفسها وللأخلاق وللتعاليم الإسلامية، للمرأة ان تكون- لها وحدها -السلطة على جسدها .. لأَنه ملكها .. وأنا مقتنعة جداً بكلامي، ولا أظن ان أية امرأة، ستجيبك عن هذا السؤال، بغير هذا الجواب.
@ماذا تكتب ياسمينة، ولمن تكتب، وما هي الرسالة التي تود ايصالها؟؟؟ وماذا تكتب ياسمينة ؟ وهل لك كتب ومؤلفات ودواوين شعر منشورة او مطبوعة؟؟؟
ياسمينة تكتب عنْ.. وللجمال، تبحث عنه بداخلها ومن حولها، تكتب للولادات في الحب، وتكتب عن الميْتات في الروح، تكتب للمرأة وعنها، وللرجل وعنه.. تكتب للوطن، حين يكون مرمرًا ثمَّ يتحول بفعل الحنين إلى جسد حيّ..وتكتب عن السماء حين تحتضن زرقتها وتنسكبُ بهدوء في عيون البحرْ. ياسمينة تكتب ليصبح العالم اكثر انْسنة مما هو عليه..ليست لدي دواوين مطبوعة بعد.. بل هناك ما هو في طريق الطبع ..نظرا لظروف عملي .
@ ما هو رأي ياسمينة بالحكومة الاسلامية المغربية؟؟؟
الحكومات التي تعاقبت على حكم المغرب كانت اسلامية طبعا، الا ان الفرق بينها وبين الحكومة الحالية، هو ان هذه الأخيرة تنتمي لحزب اسلامي، هو حزب العدالة والتنمية، وقد جاءت هذه الحكومة كواقع فرض نفسه، بعد ان وصلتْ عدوى ما سمي بالربيع العربي الى المغرب، وهي أيضاً نتيجة تُظهر مدى تمتّع الملك محمد السادس بالحسّ الاستباقي في معالجة الأزمات قبل ان تعصف بالبلاد.
واجمالا، وبعد مراجعة بنود مدونة الاسرة، لوحظ تقدم كبير فيما يخص وضعية المرأة المغربية، مما انعكس ايجابياً، على صورة المغرب في العالم، لكن غياب المرأة في الحكومة الحالية، ليس له الا تفسير واحد، وهو تهميش العنصر النسائي، والسعي الى عدم اشراكه في التشكيلة الحكومية، وهذا في حد ذاته خرق صريح في تطبيق حقوق الإنسان، بغض النظر عن الخيبة المدوية والكبيرة، التي أصيبت بها المنظمات والحركات النسائية المغربية، فقد تناست الحكومة الجديدة، كل سنوات النضال المستميت، التي خاضتها المرأة من اجل الوصول الى مراكز القرار، وسيكون لهذا انعكاسات خطيرة، إذا ما سلّمنا بان أساس تطور أي بلد اليوم، يكون بنسبة مشاركة نصف المجتمع (أي المرأة ) في هذا التطور .الغريب حقًّا هو ان الدستور المغربي الجديد، ينص على تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجل والمرأة في كل الميادين ..وهو ما يبرز حجم التناقض الكبير بين النظري والتطبيقي. في ختام حوارنا، أقدم لك هذه القصيدة، من اشعاري، ارجو ان تنال اعجابك، وهي بعنوان: لِي في وجهكَ .. نِصفُهُ:
أتشجّرُ فيكَ وارِفة العناقِ..أَضْبَحُ في دمِكَ قَدْحَ الحروفْ،والدهّشةُ تتعرّى من حَرير شهْقَتها.يا صِدْقَ النّارِ في أكذوبة الماءِ، لستَ نَبِيّا.. ولستُ مريمَ العذراءْ. فَذَرنِي من جُؤَارِ النّايِ في عزْف الحَواشِي، إنّما الخطيئة تعْلو وتَسْفَلُ في الدّماءْ. وحدها القصيدة تَرْقعُ جلدَ أصابعي .. بسِياطِها،وحصّتِي من جثامين الشِّعر .. تَتْعقّبُني في لهاثِ المَوتْ، وأسألُكَ : هلْ يدُ الشِّعْر مَغْلولةً ؟ فتهمسُ لي مُتماكرًا : إنّما هي مبسوطة .. تُشاكسُ الموتَ المُشتهى ! ويْح "غيْرِكَ" .. إني أحتشدُ فيكَ .. شتّى، يطأَ قلبي الحافي تُربةَ البراكين في دمكَ ،
ثمّ ينْحَني في خشوع ..لِيُتمّ ركْعتهُ الأخيرة. يااا ألفُ " أعْشَقُكَ" مبعثرةٌ في صدى الأمداء..ينسَخُها رُواةٌ تُقَاتٌ على مرمر جسدي. والرّيح هبوبُ امرأةٍ عاشقة، أشدّ المطر زنّارًا على خصْري .. كرَاهِبةٍ ، والماءُ يصلّي .. بين يديَّ في خشوع ! ضوئكَ يزرع في حقلِ اللحاظِ ..شجر الأبنوسْ..وبذارُ العشقِ جنّ حصاده. لكَ كلّ الحلم .. البارعِ في الوصول .. يَتدافعُ صوبَ السُدّةِ العالية بالعِطرِ، ولي في وجْهكَ .. نِصفُه.يا عِهن الغيوم ..إني ها هنا مُغْمَضة الرّوح، أتلمّسُ عزْف أصابعكَ على خصري الأندلسي، فَليكُنْ موتي فيكَ ..قرع الاجراسِ.هاتِ ذراعيْكَ ..لأُعانقَ بهما نكهة انشطَاراتي ..وإرِم بأصابعكَ المشتعلة .. فتائلاً لزيتِ المصابيحِ .
إنّما طقوسُ العشق.. تَبدأُ من الإحتراق الأَخير، وقُبلةَ "الشِّعر" على شفتيكَ تَرْشحُ بِشهوةِ الحروفْ..ينْفَرِطُ من رضابها.. حُلُمٌ عقِيقيُّ الرّعشات، فَتهمس لي سيدَ الوجدِ : فُكّي أزرارَ الريح ..دفعةً واحدةً..سندقُّ وتِد الخيمة الأولى في العراء المقدّس ، ألتفتُ الى الطريق ..وأعتذر لها عن ضياعي المشتهى فيكَ ، أمنحُها إسمي الذي ليسَ لأحدٍ، ثمّ أمضي..لأجمعُ ملامحكَ من وجُوهِ النّساءْ !
انتهى موضوع:حوار ثقافي،
مع شاعرة مغربية، مقيمة في جينيف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.