بقلم خالد الشناوى هرج ومرج هنا وهناك .. واختلاف في الرؤى بين القوى السياسية .. وترقب للموقف وللأحداث من القوى الثورية .. وهاهي عجلة الأحداث تدور رحاها وبسرعة نحو مراصد التاريخ .. لتسجل ما يدور من أحداث أمام وخلف الكواليس في تلك المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن . إن تقلبات الحياة السياسية هي شئ طبيعي داخل المطابخ السياسية إنها تعني وببساطة .. السباق نحو البقاء ونحو المكاسب الجماعية أو الفردية لمحترفي الألاعيب السياسية .. وتبقي الشعوب هي الضحية وكبش الفداء في وسط هذا المعترك الذي لا يرحم . والكل يزعم أنه هو المعصوم لا سواه،علماً بأن المعصومون هم الأنبياء لا غيرهم وأضحوا اليومَ في ذمة الله . إننا نفتقر إلى سياسة تقبل الآخر .. كما نفتقر إلى روح الإختلاف وآدابه وقيمه وأخلاقه التي لا تجعل من الخلاف ثأراً للنفس وانتصاراً محضاً لشهوة الجدال والرأي ومن هنا تكون النهاية والهزيمة في ميدان الفكر والرأي . إنّ الحياة التي نحياها علمتنا تجاربها أنه لا يدوم فيها حال من الأحوال فدائماً أبداً دوام الحال من المحال .. وليت الذين يلعبون على حلبة السيرك السياسي يفطنون لذلك ويقدمون مصالح الوطن على مصالحهم الخاصة وإلا سيذهبون كما ذهب غيرهم إلى مزبلة التاريخ . إن الغمامة أضحت هي الوشاح المسيطر والمخيم على الأجواء من حولنا فلا مجال للرؤية النافذة ولكن يبقى الأمل وتبقي الثقة العالية في الله ربنا فلا ملجأ منه إلا إليه . ما أجمل قول الراحل الدكتور مصطفى محمود : ( من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبدا وسوف يرى الدنيا أياما يداولها الله بين الناس، الأغنياء يصبحون فقراء،والفقراء ينقلبون أغنياء،وضعفاء الأمس أقوياء اليوم،وحكام الأمس مشردو اليوم،والقضاة متهمون،والغالبون مغلبون،والفلك دوار والحياة لا تقف،والحوادث لا تكف عن الجريان،والناس يتبادلون الكراسي،ولا حزن يستمر ولا فرح يدوم ) . لابد وأن نفيق فالأمر خطير والحادث جلل .. الخوف كل الخوف والحذر كل الحذر من أن تشغلنا قضايانا الداخلية عن أمننا القومي الذي أضحى مهدداً من جميع الجهات ومن كل القوى المحيطة سواء كانت القريبة أو البعيدة . لقد قُسمت السودان إلى الشمال والجنوب وأضحت ليبيا حرباً دامية وعصبيات قبلية لا تدرك المصالح فسادت فيها شريعة الغاب، والعراق أصبحت مهلهلة وتحتاج إلى عشرات السنين لإسترداد قوتها وتوازنها في المنطقة،وقواعد الأمريكان أضحت متوغلة في الكويت وقطر .. وإسرائيل في فلسطينالمحتلة ومذابح سوريا وتحويلها إلى بحيرات من الدماء إنما هي أجندات ومخططات صهيونية في المنطقة بأسرها وهلم جراً إلى غير نهاية . إن أجندات التقسيم الصهيونية للأمة العربية في المنطقة أضحت واضحة وضوح الشمس في ضحاها ومشاهدة للقاصي والداني . إن الخوف أضحى أكيداً بل ومؤكداً على سيناء الحبيبة بعد توغل مليشيات الجماعات الإرهابية بداخلها وفقدان الأمن المصري السيطرة على الأوضاع فيها بالقدر الكافي ... ولا سيما بعد اختزال قضية الفلسطينيين في قطاع غزة كي تختفي الهوية الفلسطينية من أجندة المفاوضات فتمحى كلمة فلسطين الحائرة بين حماس وفتح ومن هنا ستكون النهاية والخطر القادم المهدد لأمن مصر القومي في بوابتها الرئيسية سيناء الحبيبة التي مازالت مطمعاً لأبناء العم سام لا سامحهم الله بل وعليهم منه ما يستحقوا. إن استمر بنا الحال على ذلك .. فإلى أين نحن ذاهبون ؟ أفيقوا يا سادة فالتاريخ لا يرحم، فلا وقت لتصفية الحسابات، ولا وقت للمزايدات فمصرنا الحبيبة أعلى وأغلى من هذا الهراء الذي نشاهده ونراه . ليت ذوي الحكمة والرأي في مصرنا الحبيبة يتحركون ويمثلون حلقة وصل بين الجهات والقوى المختلفه لتقريب المسافات وإزالة الخلافات وتنحيتها جانباً من أجل الحفاظ على مصرنا من العبث والضياع . إنّ ما أريد أن أقوله هنا : هو أننا لابد وأن نتحد وأن ننحي خلافتنا السياسية والعقائدية جانباً حفاظاً على مصرنا من الفوضى والضياع ، نعم : نرتكن جميعاً إلى نداء الضمير والشرعية فلا حصانة لأحد ولا سلطان لأحد مهما كان فوق القانون . وعلى كل حال فماذا لو أراد الله وأراد أعداء الوطن وهل فوق إرادة رب العالمين إرادة ؟؟؟؟؟!!!!! لكي الله يا مصر ،،،