بقلم رمضان الحلواني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء الدول العربية لطالما سمعنا بهذه الألقاب الضخمة من وسائل الإعلام العربية وخاصة عند بدء حضور ملوك ورؤساء الدول العربية لإحدي الدول العربية لبدء إجتماع جديد لجامعة الدول العربية (والتي غالبا ما تكون نتائجها مخيبة للآمال إن لم تكن مخزية) . وما لفت نظري أو بالأحري ما استفزني ويستفز بالطبع غالبية الشعوب العربية وخاصة الشعوب الكادحة منها ضخامة هذه الألقاب " أصحاب الجلاله والفخامة والسمو " . فصاحب الجلالة الوحيد الذي أعرفة وتعرفه الإنسانية جميعا هو الله خالق هذا الكون العظيم والذي أبدع صنعته ولذلك فلايجوز لأحد من البشر مهما كان ذو منصب أو جاه أو سلطان ان يدعي لنفسه هذه الصفة العظيمة ولا أن يترك أيضا بعض الأشخاص يخلعون عليه هذا اللقب . أما لقب أصحاب الفخامة فكيف لرئيس أو ملك دولة من دول العالم الثالث أن يكون صاحب فخامة (حقا شر البلية ما يضحك) فمعظم الدول العربية تتعدي نسبة البطالة بها ال 20% أي أنهم لايستطيعون إستغلال الطاقة البشرية المتوفرة لديهم وحتي الدول العربية التي تتصف بالثراء الفاحش تعاني من البطالة لعدم وجود خبرة لدي حكامها في الإستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وتتفق خبرات حكام الدول العربية الفقيرة منها والغنية فقط في صنع الفخامة والترف ونسوا أو تناسوا ما عليهم من واجبات تجاه شعوبهم التي يغوص معظمها في أغلال الفقر وأوطانهم التي يتربص بها المستعمر من كل حدب وندب للنيل من خيراتها . أما اللقب الأخير في موضوعنا هذا فهو أصحاب السمو وهذا اللقب حقا يستحقونه عن جدارة فجميعهم دون إستثناء أصحاب سمو . نعم أصحاب سمو فوق كل القوانين والدليل علي ذلك انه لم يقع أي حاكم عربي تحت طائلة القانون أو حتي تعرض للمسائلة نتيجة إسائته لإستخدام سلطاته سواء ضد شعبه أو سوء إدارته لبلاده مع أن الكثير منهم تتضخم ثروته بشكل يثير الهلع أو يعامل شعبه بشكل ديكتاتوري أو يورط بلاده في معاهدات وإتفاقيات تضر بمصالح بلاده أكثر مما تنفعها ويدور حولها الكثير من علامات الإستفهام . والآن يبقي سؤال يطرح نفسه .. ما الذي جعل ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية أصحابً للجلالة والفخامة والسمو وإلي متي سيظلوا كذلك ؟؟؟