غصة ( / 1 ............... أي صديقي تلكم الديار دياري نزق الذئب هناك و هنا أنيابه تشق إزاري روضة العرب صارت شقائق نعمان و تفرق فيها أشقاء الإنس والجان ما عادت ألواننا تبهج الزوار لا البحر يجلبهم لا الخضرة لا النبع الجاري لا دفء نيسان يغريهم لا بتسام اللوز على الربى لا تبرج الأزهار لا الواحات لا ساحات الثوار لا تراثنا الإنساني لا غزلان البيد لا طرائد غاباتنا الحسان لا و لا و لا كل ألواننا شحبت و شعشع لون دمنا القاني و دمع شق صمت العين صار على كل خد جاري دمعة .......... يا عين رفقا لا تتعجلي فما بالدمع يبرأ ذا المصاب و ما أطفأ القذى لوعة و ما فقد له أهلا و لا أحبابا و لا جرب دعاء المترمل في ليل يطول به أحقابا و لا درى ما تدري مصابة من الهم تشق الصدر و الثياب و ما لقي ما لاقت قلوب في حزنها من الويل عجابا تبهز في كيرها نار الفقد (*1) و تزيده ريح الذكرى التهابا استوطن السواد حجراتها كما العمى يستوطن الأهداب كديار حلت بها نائبة كانت عامرة فصارت خرابا تجوس فيها الريح عاوية تعفو الذكرى و تذري التراب و شعور نسائنا السحم و فيح الموت و حزن الغلابى غصة (2) .............. الليل بيد ممتدة و قافلة الحزن تثقلني وجه الحبيبة ما عاد يضيء طريق العودة و الوطن ضلت خطاه راحلة الوقت هدها التعب و لم يبق في جراب العمر الكثير فإلى أين أيها الوجد بي تسير ؟ و قد بلغ المدى منتهاه و بهزتني الدنيا (*2) و تشفت في السنين إلى أين ؟ يطير العصفور الأسير إذا هرمت بين أجنحته لذة الحياة تبهز = عامية تونسية = بهزت النار اشتدت التهابا (*1) بهزه = فصحى = دفعه بشدة بكلتا يديه أو ساقيه ( *2)