للواقع : محمد خليفة زيارة الداعية الإسلامى المصرى وجدى غنيم تونس، التى تمت بناء على دعوة وجهتها له جمعيات إسلامية سلفية وهى: «بشائر الخير، وأكاديمية دار الحديث، والفرقان لتعليم القرآن، والإيثار والدعوة الإسلامية» كانت هى الشرارة التى انتظر السلفيون اندلاعها، كى يظهروا وجودهم بقوة وتغلغلهم فى المجتمع التونسى. فجر الأوضاع في تونس وأكثر هو حديث الرئيس التونسى منصف المرزوقى، التى وصف فيها السلفيين ب«الجراثيم» حينما قال «التربة التونسية بهويتها عربية إسلامية معتدلة، لن تقبل هذه الجراثيم، وسترفض التطرف والتشدد»، علاوة على وصفه الداعية الإسلامى ب«الشاذ فكريا».. ورغم اعتذار المرزوقى عن تلك التصريحات بعد ساعات قليلة من إذاعتها عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، فإن احتجاجات عديدة اندلعت فى العاصمة التونسية، أول من أمس الجمعة، هتفت ضده وطالبت بتطبيق الشريعة الإسلامية فى البلاد.. هتف المتظاهرون «لا إله إلا الله والمرزوقى عدو الله»، و«لا علمانية لا علمانية تونس إسلامية»، وحاول المحتجون الوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة الشهير، إلا أن قوات الأمن منعتهم وفرقت المظاهرة باستخدام القنابل المسيلة للدموع والهراوات كما توقعوا استقبلت الأحزاب العلمانية وعدد من القوى السياسية زيارة غنيم بموجة غضب عارمة، خصوصا عقب تصريحاته حول «ختان» الإناث، وخطبه التى أكد فيها «إسلامية الدولة التونسية»، وتشبيهه العلمانيين بكفار قريش، مبشرا أنصاره بقدوم العهد الإسلامى، ودعا إلى الجهاد من أجل تحقيق تلك الدولة. وهو ما تسبب فى اشتباكات ومشادات فى كل مدينة يزورها غنيم بين مؤيديه ومريديه، وعدد من الشباب والقوى السياسية الذين يرفعون لافتات تطالبه بمغادرة تونس فورا.