بقلم محمد غالية إنتهينا من ثورتنا الأولى وأسقطنا رأس النظام (مبارك ) وتركنا أعوانه يعيثون فى الأرض فسادا وتركناهم يتحكمون بمقدرات الشعب وكأنهم لا يزالون فى مناصبهم وسيطرتهم على مقاليد الحكم ، تهاونا مع المجلس العسكرى وأصبح الحديث دوما عن أنهم من حموا الثورة وأن رصيدهم لدينا يسمح تماما مثلما قبع المخلوع على قلوبنا لثلاثين عاما ؛ لأنه كان صاحب الضربة الجوية الأولى وبطل الحرب والسلام !! لتدور الدوائر لتحمل كل دائرة معها كارثة لهذا الوطن بداية بأحداث مسرح البالون والسفارة الإسرائيلية وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء انتهاء بأحداث استاد بورسعيد ،ولنستفيق من كارثة لندخل فى أخرى والعامل المشترك بين كل تلك الكوارت بداية من جمعة الغضب وحتى أحداث بورسعيد أنه لم يحاسب أى شخص حتى تلك اللحظة ،، مما يدعوك أين كان إتجاهك وفكرك إلى أن تتيقن أن هناك مؤامرة تحاك لهذا الشعب ليصل فى النهاية إلى أن يلعن تلك الثورة ويجزم بأنها أتت بالفوضى وعدم الاّمان !. وتستمر سلسلة من المطالب الفئوية لتشكل الشكل النهائى لتلك الفوضى بين قطع طريق المواصلات والسكك حديدية وبين محاصرة مبانى ، ولتستمر أيضا حالة من حالات التحرش بالمتظاهرين والمعتصمين من الناس والشرطة والجيش وكأنهم يصفون حسابا قديمامعهم وكأننا نعيش مرحلة إنتقامية وليست مرحلة إنتقالية . يعلن المجلس العسكرى إلغاء الطوارىء ثم بعدها بيومين وزير الداخلية بمجلس الشعب يطالب بعودة هذا القانون وتبدأ بعدها سلسلة من السرقات والإقتحامات المدبرة ، تجعل المواطنيين يصرخون أين الأمان والأمن وأين الجيش ليؤمن المنشأّت ، الأمن الذى عاد اثناءالانتخابات ثم اختفى بعد الغاء الطوارىء فجأة؛يشعرك أن الاّمن أصبح كارت فى يد الطغاه يضغطون به على الشعب وقتما يشاءون ،الخطة الاّن محكمة وأنت فى مفترق الطرق إما أن تقاوم الفوضى التى خيرك مبارك بينها وبينه، فإما أن نصمد فى وجه موجات الفوضى ونتمسك بثورتنا أو نستسلم ونتركهم يعودوا على طريقتهم ، فلا توجد نصف ثورة . الثوار كانوا صفا واحدا فجأة احتدم الخلاف بين الإخوان والسلفيين والليبراليين ، وكأنهم صعب عليهم هذا التوحد فأرادوا أن يختلفوا ويصدروا للجميع مشهد التفرقة وليظهر مجلس الشعب فى مظهر الضعيف غير القادر على انتزاع سلطته من المجلس العسكرى ، هذا المجلس الذى روى طريقه بالدماء يأتى الاّن ليأخذ قرارات لا تتناسب مع عظم الحدث ، فمجلس ثورى أحق بقرارات ثورية وليس بقرارات مايعه تمسك العصا من المنتصف . ضف إلى هذا الإتهامات بالخيانة والعمالة من كافة الأطراف فأصبحنا نصفى أنفسنا بأنفسنا . الشعب وماأدراك ما الشعب ، نحن نحتاج إلى ثورة خاصة على مستوى كل شخص ، الثورة هى أخر مراحل التغيير وأقواها ولقد أتت فجأة بعيدا عما كان يحلم الجميع فكان للفجأة أثر ان الجميع استفاق لمدة ثمانية عشر يوما ثم عاد الجميع الى عادته القديمة ، الموظف عاد الى سابق عهده من رشوة و وساطة والشعب لازال على أخلاقه القديمة ، فما نعانيه اليوم من جشع وغلاء للأسعار يعود فى المقام الأول إلى أزمة أخلاقيها بناها داخلنا النظام البائد والتى لن تنتهى بين ليلة وضحاها فلابد أن نستمر ونصبر ،ولقد ساهم فى اشتداد الأزمة رجال الدين بس أن تركوا الذهديات والمواعظ وانشغلوا بالسياسة حتىإنك بالكاد تسمع خطبة عن حسن الخلق أو أدب المعاملات واّداب الإسلام السمحة ، فدخلنا فى دوامة عميقة . السياسيون والمنشغلون بالسياسة قدموا الحرية فوق أى مطلب وهذا موقف يتنافى مع مطالب الشعب ، فينبغى أن تجمع بين كل الأشياء الثورة والتكوين السياسى ومشاركة الناس مشاكلهم ، فلا سياسة دون الناس ولا نخبة دون أن نشعر بكل طوائف الشعب . حان الوقت لنترك تلك المسميات السخيفة ونركز نحو هدف واحد لنستكمل ثورتنا ولنحقق أهدافها ولنبدأ فى أن نبنى مصر .