بقلم حسام عباس بحكم تخصصي و عملي الملازم للإنترنت صباحا و مساء, صدمت في مانشيت صارخ في أحد المواقع بعنوان "صور بنت البرادعي بالمايوه", وهنا قام برنامج "مكافحة الإختراق" في عقلي بعمله على الفور, وهو ملاذي في مثل هذة الأوقات للحفاظ على البقية الباقية من عقلي المتواضع من الإشاعات المغرضة و الأخبار الساذجة و النصائح المسمومة وما إلى ذلك مما تطفوا عليه صفحات الإنترنت, "على فكرة, عندي برامج تانية في عقلي لمكافحة بقية الميديا زي القنوات الفضائية والجرائد المحلية و غيرها" المهم, قفز إلى ذهني كالعادة أنها ستكون صور "مفبركة" أو على الأقل, ليست لبنت الأستاذ الدكتور البرادعي مرشح الرئاسة لوطننا الحبيب, و بمحاولة سريعة لقطع الإستنتاجات و التخفيف على عقلي من ضغط التحليلات الأولية, دخلت و تمعنت في الصور "و الحمد لله ما كانتش في رمضان" و بعين الخبير المتمرس في الرسم و معالجة الصور على الكمبيوتر "لقيتها حقيقية و زي الفل" و هنا بقي أن أتأكد أن صاحبة الصور هي بنت الأستاذ الدكتور البرادعي, و لم يمهلني القدر كثيرا حتى لاح على الأفق في الموقع صورة لنفس الفتاة و هي بجانب البرادعي شخصيا وهي ترتدي ثوب الزفاف, في صورة تؤكد على أنها إبنة الدكتور فعلا, و هنا إنقطع الشك باليقين و تأكدت من صحة الخبر, "طيب و بعدين؟" كالعادة أخذت عنوان المقال وذهبت به إلى صديقي الذي يعرف كل شيء في العالم "جوجل" و وجدت الخبر قد إنتشر كالنار في الهشيم,بل و زيد عليه بعض التفاصيل المثيرة للإهتمام,أولها أن بنت البرادعي "ملحدة" و متزوجة من بريطاني و على غير دينها "لو فرضنا أن لها ديانة و أن ما أشيع بإلحادها هو محض إفتراء", و الدكتور البرادعي شخصيا, يقارع الخمر "والله كانت مكتوبة كدا". و بما أننا في عصر الإنترنت الجديد الذي يعتمد على "التواصل" مع زوار المواقع, و الديمُقراطية الإلكترونية, فجلست أقرأ كل التعليقات التي تركها الزوار في كل المواقع التي زرتها, و لقد تباينت بدأ من التأكيد على إن هذه الصور لحياة البرادعي الشخصية, و ليس بها ما يعيب, إلى وجوب قتل هذه الفتاة المرتدة, و إستحالة ترشيح هكذا رجل, و هنا وجدت لزاما علي أن أزور صفحة معجبي الدكتور البرادعي على الفيس بوك, لأرى رده على هذا الخبر أو رد معجبيه, وللأسف, لم أجد شيئا يمت لهذا الخبر بصلة حتى و قت كتابتي لهذا المقال. و بما أنني أحاول دائما أبدا أن يكون لي رأي شخصي, و ألا أكون "إمعة" و ألا أتخذ قرارات متسرعة من شأنها أن تؤثر في "مصير الديمُقراطية" في وطني الحبيب, فلقد أفردت من وقتي سويعات للتفكير في هذا المفرد الجديد المضاف إلى معلوماتي المتواضعة عن الأستاذ الدكتور البرادعي "مرشح الرئاسة",ووجدت أنه قد حان لي أن أقرر, هل سيكون الدكتور البرادعي في قائمة إختياراتي "بفرض وجود قائمة في المقام الأول" لمرشح الرئاسة, فشرعت أجمع كل ما قرأته ورأيته من مقابلات أو مقالات كتبت له أو عنه في عقلي,و قسمتها إلى محاور رئيسية بعضها وجدت له إجابات, و البعض الآخر تحت البحث, و هي كالآتي: هل تطابق شخصية البرادعي شخصية مرشحي الرئاسي القادم "التَخَيُلي"؟ بعد مشاهدة عدة لقاءات تليفزيونية للدكتور البرادعي, لم أقتنع به شخصيا رئيسا لجمهورية مصر العربية, مصر بتاريخها و عظمتها التي ربيت عليها, لم أعتد أن يكون رئيسها بهذا القدر من ضعف الشخصية في الحوار, و لا يمتلك "الكاريزما" و القدرة على الإقناع بهذا القدر, و أكاد أجزم أن أعداد معجبيه إعتمدت في زيادتها على فكرة التغيير فقط, و لو جاءهم من هو أقل منه في القدرات و الشخصية ويطالب بالتغيير, لدعموه بنفس الحماس, لرغبتهم في التغيير فقط, لا لرغبتهم في الإنتقاء المنطقي لرئيس جمهورية لها ثقلها التاريخي و السياسي. ما هي دوافع البرادعي للتغيير؟ و أين كان طوال السنين الماضية؟ الدكتور البرادعي هو أحد أبرز الأصوات المطالبة بالتغيير في الفترة المؤخرة, و له مطالب تحترم بإنهاء قانون الطواريء و تعديل الدستور, و لكن من المعروف لي و لغيري أن الدكتور البرادعي شخصيا لم يعش تحت ظل هذا النظام, بل أمضى جُل عمره في الولاياتالمتحدة, لدرجة وصلت إلى أن إبنته لم تجد رجالا في مصر "يملوا عينها", و كان زفافها "ما شاء الله" على الطريقة الأمريكية "جداً" بل و وصل بها الأمر لدرجة تخليها عن الدين من حياتها بل و الإلحاد, إذاً فمن أين أتى الدكتور بكل هذا الحماس و العزم على التغيير لمصلحتي كناخب من الطبقة المتوسطة في مجتمع لم يخالطه أصلا؟ وهل حدث أن و اجه الدكتور البرادعي محاولة سرقة بالإكراه أو بلطجة في إحدى مناطقنا الشعبية؟ و لو حدث, هل كان ليصر على إيقاف العمل بقانون الطواريء؟ "بلاش دي" هل حاول التظاهر من قبل في مصر, واعتُقل كاستخدام خاطيء لقانون الطواريء؟ ليس على حد علمي, ببساطة لم أجد إجابة لكل هذة التساؤلات والمتلخصة في: لماذا كل هذا الحماس يا دكتور و أنت لست منا؟ ببساطة و في النهاية مع إحترامي الكامل لشخص الدكتور البرادعي: لا للبرادعي رئيسا لمصر, و نعم للتغيير, و التغيير سيأتي من الداخل و ليس من الخارج, التغيير سيأتي من أعماق الشعب حين يغير ما في نفسه, أما إنتظار المدد الخارجي و التحالف مع "أيا كان" ليأتي البطل "زي الأفلام الأمريكاني" و ينقذ العالم, فسيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه, فنحن بلد كتب لها منذ الأزل أن تظل في رباط, و علينا جميعا أن نحاول النظر إلى ما وراء الأحداث و أن نعي أهداف الآخرين. إستشاري التسويق, و بناء الإسم التجاري