أسعار الخضروات والفاكهة والأسماك والدواجن اليوم الأحد 11 مايو    أسعار الذهب اليوم الأحد 11 مايو في بداية التعاملات    بعد اقتراح بوتين.. هل تقبل تركيا استضافة مفاوضات أوكرانيا وروسيا؟    السفير الأمريكي لدى الاحتلال: لا مستقبل لحماس في قطاع غزة    ترامب: أحرزنا تقدمًا في المحادثات مع الصين ونتجه نحو "إعادة ضبط شاملة" للعلاقات    اليوم.. انطلاق التقييمات المبدئية لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي    لأول مرة.. نانسي عجرم تلتقي جمهورها في إندونيسيا 5 نوفمبر المقبل    قمة الدوري الإسباني.. قائمة ريال مدريد لمواجهة برشلونة في الكلاسيكو    إخلاء سبيل ضحية النمر المفترس بالسيرك بطنطا في بلاغ تعرضه للسرقة    صنع الله إبراهيم يمر بأزمة صحية.. والمثقفون يطالبون برعاية عاجلة    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    بالتردد.. تعرف على مواعيد وقنوات عرض مسلسل «المدينة البعيدة» الحلقة 25    في ظل ذروة الموجة الحارة.. أهم 10 نصائح صحية للوقاية من ضربات الشمس    تعليق مثير من نجم الأهلي السابق على أزمة زيزو والزمالك    ديروط يستضيف طنطا في ختام مباريات الجولة ال 35 بدوري المحترفين    موعد مباراة برشلونة وريال مدريد في الدوري الإسباني    أسعار اللحوم في محلات الجزارة بمطروح اليوم الأحد 11 مايو 2025    «جودة الحياة» على طاولة النقاش في ملتقى شباب المحافظات الحدودية بدمياط    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    تامر أمين بعد انخفاض عددها بشكل كبير: الحمير راحت فين؟ (فيديو)    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حريق مطعم مصر الجديدة    الأرصاد تكشف موعد انخفاض الموجة الحارة    كارثة منتصف الليل كادت تلتهم "مصر الجديدة".. والحماية المدنية تنقذ الموقف في اللحظات الأخيرة    إخلاء عقار من 5 طوابق فى طوخ بعد ظهور شروخ وتصدعات    إصابة شاب صدمه قطار فى أبو تشت بقنا    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأحد 11 مايو 2025    انطلاق النسخة الثانية من دوري الشركات بمشاركة 24 فريقًا باستاد القاهرة الدولي    "التعليم": تنفيذ برامج تنمية مهارات القراءة والكتابة خلال الفترة الصيفية    إنتهاء أزمة البحارة العالقين المصريين قبالة الشارقة..الإمارات ترفض الحل لشهور: أين هيبة السيسى ؟    سامي قمصان: احتويت المشاكل في الأهلي.. وهذا اللاعب قصر بحق نفسه    أحمد فهمى يعتذر عن منشور له نشره بالخطأ    ورثة محمود عبد العزيز يصدرون بيانًا تفصيليًا بشأن النزاع القانوني مع بوسي شلبي    إعلان اتفاق "وقف إطلاق النار" بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية    نشرة التوك شو| "التضامن" تطلق ..مشروع تمكين ب 10 مليارات جنيه وملاك الإيجار القديم: سنحصل على حقوقن    وزير الصحة: 215 مليار جنيه لتطوير 1255 مشروعًا بالقطاع الصحي في 8 سنوات    محافظة سوهاج تكشف حقيقة تعيين سائق نائباً لرئيس مركز    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي وطريقة استخراجها مستعجل من المنزل    مصابون فلسطينيون في قصف للاحتلال استهدف منزلا شمال غزة    المركز الليبي للاستشعار عن بعد: هزة أرضية بقوة 4.1 درجة بمنطقة البحر المتوسط    انتهاء هدنة عيد النصر بين روسيا وأوكرانيا    5 مصابين في انقلاب ميكروباص بالمنيا بسبب السرعة الزائدة    «التعاون الخليجي» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    حكام مباريات الأحد في الجولة السادسة من المرحلة النهائية للدوري المصري    وزيرة التضامن ترد على مقولة «الحكومة مش شايفانا»: لدينا قاعدة بيانات تضم 17 مليون أسرة    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 11 مايو 2025    في أهمية صناعة الناخب ومحاولة إنتاجه من أجل استقرار واستمرار الوطن    ضع راحتك في المقدمة وابتعد عن العشوائية.. حظ برج الجدي اليوم 11 مايو    أمانة العضوية المركزية ب"مستقبل وطن" تعقد اجتماعا تنظيميا مع أمنائها في المحافظات وتكرم 8 حققت المستهدف التنظيمي    راموس يقود باريس سان جيرمان لاكتساح مونبلييه برباعية    «أتمنى تدريب بيراميدز».. تصريحات نارية من بيسيرو بعد رحيله عن الزمالك    أبرزها الإجهاد والتوتر في بيئة العمل.. أسباب زيادة أمراض القلب والذبحة الصدرية عند الشباب    تبدأ قبلها بأسابيع وتجاهلها يقلل فرص نجاتك.. علامات مبكرة ل الأزمة القلبية (انتبه لها!)    منها «الشيكولاتة ومخلل الكرنب».. 6 أطعمة سيئة مفيدة للأمعاء    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 11 مايو 2025 (آخر تحديث)    عالم أزهري: خواطر النفس أثناء الصلاة لا تبطلها.. والنبي تذكّر أمرًا دنيويًا وهو يصلي    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 10-5-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تغير أخلاقيات المصريين بعد الثورة
نشر في الواقع يوم 24 - 01 - 2012


بقلم د. عادل عامر
لقد تغير المجتمع المصري كثيرا بعد ثورة يناير المجيدة والتي دفع ثمنها غالياً جدا من دماء الشهداء و إصابة العديد من شبابها الشجاع ، وأنا بشكل شخصي أشبه مصر الآن بالشخص الذي يقف بعد جلوسه فترة طويلة بالطبع يكون واهناً جدا في الفترة بين جلوسه ووقوفه ، والمجتمع المصري فاق الآن من الغيبوبة التي كان يرقد فيها لعقود طويلة في ظل أنظمة قمعته كثيرا و جاءت على كرامته .
فقد تعرض المجتمع المصري في العقود الأخيرة لتحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية عديدة أحدثت انقلابا في منظومة القيم الاجتماعية الإيجابية التي صاغت سلوك المصريين ، وأفسحت المجال لقيم سلبية معوقة وشوهت السلوك النمطي للشخصية المصرية فقد كان المجتمع المصري كان مثل مجموعة من الفئران يحبسهم النظام في مصيدة و يرمي لهم لقمة صغيرة فيقاتلون بعضهم من أجل أن الحصول على الفتات ، و لكن الآن أصبح المجتمع يعي معنى أن يقول " لا " و أصبح مثقفاً بثقافة الرفض وتأكد المصري أن له حقوقاً وواجبات ، فضلا عن أن المصري أصبح يعي تماما أن المسئول ليس آلهاً وغير مخلد و يمكن أن يحاسبه في أي وقت ولا أحد فوق القانون خاصة بعد أن رأي المصريون كثير من المسئولين خلف القضبان ، فأصبح لديه الأمل في تحقيق العدالة ، كما أصبح المصريون يفكرون في مستقبل أولادهم وأحفادهم بعدما كانوا في السابق يفكرون فقط في قوت اليوم بيومه وهذا دليل واضح على أن المصري تغير وسيتغير للأفضل كلما حصل على الحرية ، وقد أصبحت الشخصية المصرية تتميز بالتسامح الذي أحيانا ما يصل إلى حد المثابرة ، وقد ظهرت سلبيات كثيرة أثرت على المواطن المصري فأصبح يشعر انه جزيرة منعزلة مستقلة عن الوطن ويعانى من الوحدة وبات الأصدقاء والغرباء خصوماً في بعض الأحيان . ولتحقيق رؤية طموحة مثل الرؤية المستقبلية لمصر يجب طرح إستراتيجية تعالج الخلل الراهن في منظومة القيم والتحول نحو منظومة جديدة من القيم الإيجابية الدافعة للتقدم وسط بيئة إقليمية ودولية صعبة وسريعة التغير و سوف يصاحب ذلك ارتفاع معدلات النمو والعدالة وانتشار تدريجي واسع لمنظومة من القيم الاجتماعية والأخلاقية الإيجابية القادرة على الانتقال بمصر من دولة نامية إلى دولة متقدمة متكاملة إقليميا ومندمجة عالميا.لوصول إلى هذه الرؤية يجب العمل على تنمية العنصر البشرى القادر على المحافظة على قيمه الأصيلة والإيجابية والقادرة على تحقيق الرؤية المستقبلية لمصر ، حيث تحتل تنمية الموارد البشرية المكانة الأولى بين متطلبات التقدم لاى دولة، والمدخل الأساسي لتحقيق رؤية مستقبلية وطموحة لها ويتطلب تنفيذ تلك الإستراتيجية تضافر كافة قطاعات المجتمع الحكومي والمدني ووعى جماهيري ودعم سياسي، كما يتطلب أساسا ماديا يضمن تأمين حاجات الإنسان الأساسية، ويحميه من الحاجة، ويسد عليه منابع الفساد والإفساد، ويصون كرامته بالعمل والعدل والحرية. لستُ ممّن يحبُّون استباق الأحداث، والتكهن بالقادم؛ لأنّ لكلّ شخص منّا قدرات يستطيع من خلالها قراءة الواقع والمستقبل. لستُ من أولئك الذين يظنون بأنفسهم الظنون؛ فيعتقدون أنّ رؤاهم تتحقّق بحذافيرها! لكنني شخص أحبّ كثيراً قراءة الواقع دون أجندة ما، أو تحليلات تُفسد على المعجب لذّة الحلم، وتعطي الناقم فرصة الشماتة وحبّ التطاول على أشياء قد لا يؤمن بها فيحاربها من باب أنّه لا يحبّها! في مصر على سبيل المثال فقدت الأخلاق المصريّة شيئاً من امتيازها الذي كانت تحظى به في أماكن كثيرة كنتَ تذهب إليها قبل الثورة! لن أطيل الحديث في الإنسان المصري قبل الثورة وبعد الثورة؛ لأنّ هذا استباقٌ غير مقبول لثورة لم تنتهِ بعد! ولأنّ الإنسان المصري يمثِّل في داخلنا وثقافتنا رموزاً باهرة الروعة والجمال، لكنّني أتجاوز هذا الحلم إلى شيء بدا غير مستساغ بالنسبة لي، فحين أحاول قراءة فَهْم بعض الناس هناك للثورة باعتبارها حريّة مطلقة أنت فيها تملك كلّ شيء (الرأي والحقيقة والحقّ)، أجد أنهم ينسون أنّ حقوقَ الآخرين واجبٌ الالتفات إليها باعتبارها حقوقاً مشروعة! بين السّماء والأرض على سبيل المثال لا الحصر نسي بعض المضيفين في مصر للطيران أنّ في الحريّة حقوقاً وواجبات كما في الثورة! فقد تغيّرت علينا كثيراً أخلاق المضيفين المصريين في الفضاء ونحن نطير على متن الطيران المصري لساعات طويلة، اخترناه اطمئناناً، نتيجة تجارب سابقة كان النجاح حليفنا، والتوفيق سبيلنا إلى إقدام آخر لا إحجام عنه! الغريب أنّ هذه الثقة التي أطلقناها في مصر للطيران تحوّلت من فرحة إلى صدمة لا تقلّ عن تلك الصدمات الأخرى التي نقرؤها يوماً بعد آخر! تحوّل المضيفون من خدمةِ المضيفِ الراكبَ إلى تجاهل صارخ، ونظرات غريبة لا تخلو من تعالٍ، وهمسات لا تخلو من كِبْر لم نعهده في مصر التي نحبّها! فقدت مصر بين السماء والأرض بعد الثورة الكثير من لباقتها ولياقتها، فلا تكاد تطير إلاّ وتغيب عنك الابتسامة المصرية والحفاوة والضيافة، وهذا إيحاء غير مباشر بأنّ الثورة لم تكن فتحاً بقدر ما كانت تحوّلاً سلبياً غير مقبول! ليست المشكلة هنا في الثورة باعتبارها خياراً شعبياً، لكنّ المشكلة تكمن في فَهْم بعض النّاس في مصر للثورة.. ليست الثورة خلاصاً من رجل أو نظام فقط، بل هي تحوّل حقيقي إلى الإنسان بوصفه الملاذ الذي به تتحقّق الأحلام والتطلعات! إلى الآن لم تحدث عمليّة التحوّل تلك التي بشّرنا بها كثيرون، وإن كان الوقت سابقاً لمثل هذه الأماني والأحلام.. لكنني أجزم بأنّ الصعوبة الكبرى تكمن في مراعاة الإنسان مفهوم الثورة! الوعي بالواقع أهمّ ما يُبحث عنه اليوم في مصر وغيرها؛ لأنّ الرحلة بعيدة وتحتاج إلى شيء من العقل! بين السّماء والأرض يمكن لمصر أن تعطي الانطباع الأمثل لها بعد الثورة إن فعلت ما يجب في الإنسان ولا شيء غيره! كغيرها من الثورات والأحداث الجلل التي يمر بها العالم، التصق بثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 بعض من الأمور التي سيذكرها التاريخ، في تفصيله لوقائعها ويومياتها. ولعل أشهر هذه الأمور وأكثرها إثارة، ما يتعلق بردود الأفعال التي صاحبت الثورة منذ بدأت بتظاهرات سلمية، مرورا بالتصعيد الأمني في التعامل مع المتظاهرين، ثم انسحاب الشرطة، واقتحام السجون وحرق مراكز الشرطة وإطلاق البلطجية يعيثون في شوارع مصر فسادا، وحتى نهاية الثورة بخلع مبارك ونظام حكمه الفاسد. وردود الأفعال التي نعنيها لا تتعلق بالمواقف التي سبق وأن ذكرناها عن المؤيدين والرافضين للثورة وشبابها، أنما نعني به التحولات غير المنطقية التي حدثت من البعض بعد أن حققت الثورة أهدافها ونجحت في تغيير وجه مصر الذي أصابه العجز طوال الثلاثون عاما الماضية. وجاء تحول الصحف القومية (الأخبار، الأهرام، الجمهورية) وتعديل سياسة التحرير بها 180 درجة بعد سقوط النظام، مثيرا للاستغراب، والاشمئزاز معا. فالصحف الثلاث ضربت طوال الثلاثون عاما عدد من الأرقام القياسية في النفاق والتملق، وتغيير الحقائق، حدا لا يوصف، ولنا في واقعة تغيير وضعية مبارك بين رؤساء الدول (على صدر جريدة الأهرام)، في الصورة التي أثارت جدلا حادا خير مثال، كما كانت (الأهرام) أول من غير جلده معنونة أول أعدادها بعد التنحي ب "الشعب أسقط النظام".وهو نفس ما ينطبق على التلفزيون المصري بغض النظر عن التحول الذي يشهده هذه الأيام ومنذ إسقاط نظام مبارك، والبدء في استضافة عدد من الشخصيات التي كان من المحرم مجرد ذكر أسمها، مثل الدكتور علاء الأسواني، والدكتور محمد سعد الكتاتني، وحسين عبد الغني "مدير مكتب الجزيرة السابق" على سبيل المثال لا الحصر. فالتغطية التي استمرت ثمانية عشر يوما تروج الأكاذيب وتغير الواقع (مع الاعتذار للفنان أحمد حلمي) وتنقل الرعب الكاذب للمواطنين وربات البيوت، عبر مداخلات (مفبركة)، من شخصيات عامة وفنانين ومفكرين ورياضيين، دفعت مذيعتان من قناة النيل للأخبار للاستقالة، احتجاجا على تزوير الحقائق، والافتقار للحد الأدنى للأخلاقيات المهنية، وصرحت إحداهما "سها النقاش" التي عملت لمدة عشرين عاما بالتليفزيون المصري، أنها كانت تُطمئن الناس في نشرة الأخبار، وتقلل من قيمة ما يحدث، وفي فترة الاستراحة تسارع إلى قناة الجزيرة لرؤية الأخبار الحقيقية!. وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على واقعة إبعاد الإعلامي محمود سعد عن برنامج "مصر النهاردة"، بعد أن رفض مهاجمة شباب الثورة، واتهامهم بما ليس فيهم، بناء على تعليمات وزير الإعلام السابق أنس الفقي. وكما فعلت الصحف والتلفزيون، سار على نفس الدرب عدد من أشهر الشخصيات الإعلامية، والفنية. ويأتي الإعلامي عمرو أديب على راس القائمة، بعد أن أشاد بحكمة الرئيس المخلوع عقب خطابه الثاني، الذي كُتب بحرفية شديدة ودق بقوة على عواطف المصريين، ثم هاجم النظام بالكامل بكل جرأة وبمنتهى العنف (اللفظي) بعد سقوطه. وفي المرتبة الثانية يأتي المطرب تامر حسني الذي حاول تعديل موقفه من مهاجمة الثورة وشبابها بالتأكيد على مشروعية مطالبهم ومحاولة اقناعهم بأنه لم يكن يستوعب ما يجري وأنه تعرض للتضليل والخداع، وهو ما لم يقبله الشباب في ميدان التحرير فطردوه، وحاول بعضهم إيذاؤه. والأمر نفسه ينطبق على الممثل الكوميدي طلعت زكريا، الذي وجه الشكر لشباب الثورة، بعد سقوط النظام، برغم أنه وقبل يومين من إعلان إسقاط مبارك، ظهر على فضائية مودرن كورة مع الإعلامي أحمد شوبير متهما المعتصمين في ميدان التحرير بممارسة الجنس وتعاطي المخدرات. وهو الموقف ذاته الذي يمر به الآن المطرب محمد فؤاد، حيث يطالبه الشباب بتنفيذ وعيده بالانتحار بعد أن سقط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وكان فؤاد أكد في مداخلة مع إحدى القنوات الفضائية أنه يحب مبارك وسينتحر إذا ترك الحكم، بل و أن المظاهرات التي قام بها الثوار السبب في اعمال السلب والنهب التي انتشرت في مصر، ما أستفز مشاعر الشباب بشدة، على الرغم من أن فؤاد سجل أغنيتين اعتذارا عن موقفه أهداهما لشهداء الثورة الأولى (استرها يارب) والثانية (بشبه عليك). وعلى قدر ما حاول هؤلاء تغيير دماءهم وجلودهم تماشيا مع الوضع الجديد، التزم آخرون الصمت التام دون محاولة تبرير لما قاموا به تجاه ثورة الخامس والعشرين من يناير، ومنهم حسن يوسف الذي كان أول من روج لفكرة الكنتاكي والدولارات والخمسون جنيه، وسماح أنور التي طالبت بحرق المعتصمين في الميدان، وإبراهيم حسن الذي طالب الجيش بمنع إمدادات الماء والطعام وإغراق المعتصمين بالمياه. صرح د.صديق عفيفى رئيس المجلس العربى للتربية الأخلاقية وجامعة النهضة أن المجلس والجامعة سوف يعقدان مؤتمرا يوم الاربعاء 23 نوفمبر الحالى تحت عنوان " أخلاقيات الإنتخابات والعمل السياسى " وأضاف أن المؤتمر سوف ينعقد تحت رعاية وحضور الدكتور على السلمى نائب رئيس الوزراء ، واضاف ان المؤتمر يهدف إلى مناقشة متطلبات النزاهة والشفافية لإنجاح التحول الديمقراطى فى مصر وتقييم أخلاق الترشيح للإنتخابات والدعاية الإنتخابية وتوصيف دور جهة الإدارة فى تنفيذ الإنتخابات النزيهة وكذلك توصيف دور النائب فى البرلمان وأشار إلى أن محاور المؤتمر تناقش تداعيات ثورة 25 يناير لإتمام التحول الديمقراطى وأخلاق التحالفات الإنتخابية وكذلك أخلاق الدعاية الإنتخابية وكيف نضمن نزاهة الإنتخابات وسلوك نائب البرلمان مع الجهاز التنفيذى وأخلاق المناقشة داخل البرلمان وكذلك العلاقة بين النائب والناخب وكذلك النائب بين الإلتزام الحزبى واستقلال الرأى وأخلاقيات حرية التعبير وكذلك أخلاقيات الرقابة البرلمانية وسلوك النائب قبل وبعد الإنتخابات والإنتهازية بعد ثورة 25 يناير. أن شعب مصر العظيم انطلق فى المسيرة الصحيحة للديمقراطية والعدالة والحرية بعد .... ثورة 25 يناير...ثورة شباب مصر والتى ساندها الشعب بكل طوائفه المختلفة. أن شعب مصر انطلق نحو طموحات الحرية والعدالة ليؤسس لها بعد عناء طويل سيما وأن هذا الشعب صاحب حضارة سبعة آلاف سنة علمت الدنيا من شرقها إلى غربها. لقد قام المصريون داخل الوطن الغالى بهذه الثورة المباركة وقدموا الغالى والنفيس وقدموا أرواحهم الطاهرة ودمائهم الذكية العطرة فتحية احترام وتقدير والمجد والخلود لشهداء هذه الثورة وكل الحروب والثورات التي خاضها هذا الشعب العظيم عبر آلاف السنين ليؤسس لمصر الحضارة...مصر الديمقراطية...مصر العدالة والحرية..."مصر التي علمت العالم" وهاهم زعماء العالم يشيدون بثورة مصر ويطلبون تعليم أولادهم كيف تظاهر المصريون بثورتهم للحصول على حريتهم لكن المشهد الحالي لا يتناسب أبدا مع أخلاق الثورة ولا يعبر أبدا عن تغيير حقيقي فى أخلاقيات العمل السياسي في مصر.هل يعنى ذلك أن السياسة والانتخابات تستوجب حتما عدم نظافة التعامل مع
المنافسين أو حتى الزملاء؟ وأن زملاء أو حلفاء الأمس قد تحولوا فجأة إلى خصوم والغريب أن هذا التحول لا يصاحبه غالبا أي تحول في العقائد السياسية أو في المواقف الانتخابية وإنما هو تحول فى المواقف بسبب الانتهازية السياسية . أتحدث عن أخلاق السياسة وأخلاق الانتخابات وقائمة الأخلاق طويلة ولكنى سأبدأ بأبسطها وأسهلها ألا وهى فضيلة الحوار البناء وأدب الحوار مهما اختلف الفرقاء. هل هناك أبسط من ذلك؟ حتى هذه الفضيلة نفتقدها بشدة وبشكل فاضح وأنا لم أتحدث عن الصدق أو الأمانة أو الانتماء أو غيرها فقط أريد أن نتحاور بشكل متحضر نتحاور لنصل إلى الحقيقة أو نقترب منها وليس لتسجيل المواقف الكاذبة أو غير المخلصة وليس للمزايدة ودغدغة المشاعر....مشاعر البسطاء قبل العقلاء ونحن نعلم كيف نؤثر بسرعة على البسطاء وشدد على أن الخلافات المطروحة على الساحة حاليا كلها خلافات متوقعة ومشروعة بل إن الخلاف بحد ذاته هو أحد ثمرات الديمقراطية الحقة ليس لذاته وإنما للوصول إلى أفضل الآراء ولكن أسلوب الحوار الحادث حاليا غير مقبول إطلاقا رغم أن كل القوى السياسية العاقلة ترغب فى الاستماع إلى صوت الشعب وأن يكون هذا الصوت دائما فوق كل صوت .:تحضرنى كلمة سعد زغلول حين قال"الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة" وهذا المبدأ لا نختلف عليه وبالتالي إذا التزمنا الحوار وأدب الاختلاف سنصل إلى بر الأمان أما التطاول و التهديد لا تفيد إلا أعداء الوطن وأعداء الديمقراطية أن ساعة العمل حانت لكل مصري فى الداخل والخارج


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.