بقلم زكريا رمزى زكى من يستطيع ان ينقذنا مما نحن فيه الان , ينتشلنا من حالة اللاوعى التى نحياها , حالة التخبط التى نعيشها , هل نحن فى حالة الغيبوبة أم أننا متنا اكلينيكياً ، أم أننا فى حالة إغماءة سريعاً ما نفوق منها ، القدوة تنهار أمامنا ، الرموز تتهاوى ، الأشجار المستقيمة تنحنى وتتقزم . تبدل المعقول باللامعقول والطيب بالشرير والحق بالباطل صار من يحمل الحق كأنه يمسك بالجمر بين يديه , تغير الحق عن شكله حتى أصبحنا نجهله لا نعرفه . نسير فى شوارع معوجة طرق غير مستوية نتهاوى ننحدر الى أين ؟ لا أحد يعرف الكل يواكب المسيرة ينافق يتطلع الى ما ليس له يأخذه بكل وسيلة ( الغاية تبرر الوسيلة ) نتصادم حين نختلف وننافق حين نتفق . لقد تعاظمت المياه حتى غطت قمم الجبال العالية . ولكن من يستطيع أن يكون لنا ملجأ ومنقذ ؟ إنه الضمير الخالص من كل شىء من كل غاية من كل مناورات النفس والجسد . تعالوا نحكم ضمائرنا فى مجمل أعمالنا . تعالوا نتخذ من الضمير حكماً لنا ، منقذاً لنا مما نحن فيه . فالضمير هو الميزان الحساس الذى يزن كل الأفعال بدون مواربة . هل يمكن أن نجعل ضمائرنا هى التى تحكم أعمالنا . فكل أمم العالم وان كانوا عن الدين مبتعدين ( بعض منهم ) فهم على طريق العمل والتقدم كأبدع ما يكون بالضمير وحب الوطن الحقيقى وليس بالشعارات البراقة التى لا تستطيع أن تصنع إستيكة . لن ينصلح حالنا إلا اذا ضبطنا إيقاع ضمائرنا وواكبناها مع عشقنا لوطننا لنخرج مكنون الحضارة الدفين الى الوجود نريد أن نبعث به نحيه فهل من مجيب