تروي وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس في مقاطع من مذكراتها نشرت أمس الخميس بمناسبة مقتل العقيد معمر القذافي، أنها كانت موضع "إعجاب غريب" من جانب الزعيم الليبي الراحل. وفي كتابها "لا شرف أكبر" (نو هاير اونور) الذي سيصدر في الأول من نوفمبر المقبل في الولاياتالمتحدة، تتحدث رايس وزيرة الخارجية الأمريكية بإدارة الرئيس السابق جورج بوش عن الاستقبال الذي خصصه لها العقيد في مقر إقامته في طرابلس في سبتمبر 2000 وكتبت رايس إن "القذافي عبر عن إعجاب غريب بي وسأل زواره (لماذا لا تزورني الأميرة الإفريقية؟)". وأوضحت أنه تم إبلاغها قبل اللقاء بأن السلوك "الغريب" لقائد الثورة الليبية يمكن أن يصدمها، لكن جاء ما يبرر مخاوفها بسرعة. وكتبت "فجأة توقف عن الحديث وأخذ يميل برأسه إلى الأمام والوراء ثم قال بصوت جهوري + قولي للرئيس بوش أن يكف عن الحديث عن حل بدولتى إسرائيل وفلسطين. يجب إقامة دولة واحدة هي إسراطين ، وما قلته بعد ذلك لم يرق له ففي لحظة غضب وطرد مترجمين اثنين. وقلت لنفسي كل شيء على ما يرام.. هذا هو القذافي". وبعد ذلك دعا القذافي رايس إلى العشاء في مطبخه الخاص وقدم ألبوم صور لها مع قادة العالم، وذلك على وقع معزوفة موسيقية هي مقطوعة تحمل اسم "وردة سوداء في البيت الابيض"، وضعها من أجلها ملحن ليبي. وتقول "كوندي" في مذكراتها كما لو أنها تحاول طمأنة قرائها "إنه أمر غريب لكنه ليس سيئا". وكانت الولاياتالمتحدة ساعدت حينذاك طرابلس فى العودة إلى الأسرة الدولية بعد موافقة ليبيا على التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي تملكها. وكتبت رايس "خرجت من هذه الزيارة بعدما أدركت إلى أي حد يعيش القذافي في عالمه الخاص ، وتساءلت هل يدرك فعلا ما يحدث حوله وكنت سعيدة جدا لأننا جردناه من أسلحة الدمار الشامل ، وهناك ما كان ليتردد في ملجئه المحصن من استخدامها في نهاية المطاف".