بقلم عمرو مصطفى غياب القياده عن الثوره افقدها بوصلتها التى يمكن ان توجهها نحو تحقيق اهدافها و أمال الشعب الذى ملأ ميادين وشوارع مصر ليخلع أحد أسوأ الحكام و أكثرهم احباطا و تيئيسا لشعبه. فى حقيقة الأمر أن كل الأمال التى حلمنا بها و الطموحات التى توسمناها قبل وبعد الثورة تذهب سدى و أدراج الرياح شيئا فشيئا و رويدا رويدا و يوم بعد يوم و ذلك بتلاحق الأحداث الموجهه خلال الهجمات المضادة التى تقودها الفلول فى الداخل و الخارج حتى تظهر الثورة على انها مشروع فاشل و أن ما هى الا مقامره بحياة و أمان ومستقبل الشعوب . فلنا في أحداث ماسبيرو مثال حى على ذلك , حيث أنها ليست للأسف نهاية المطاف و لكنها أحد الهجمات المضادة العنيفة للفلول التى بدأت تستجمع قوتها و تسعى لانزال الهزيمة بفكرة الثورة ثم العوده الى الخلف و لو على جثث المصريين و هكذا ستتوالى بعدها الضربات الواحدة تلو الاخرى, لذا فعلى جميع قوى الثورة أن تتحد حيث أن من يتصارعون على الغنيمه اليوم لن يجدوا ما سيواروا به سوءاتهم اذا انتصرت هذه الفلول غدا. أريد أن أؤكد أن هذا الشعور ليس نتيجة الأحداث نفسها و ان كان لها بعض التأثير و لاشك , لكنه نتيجه لغياب و عدم و جود القياده أو الرؤيه القياديه التى تستطيع أن تواجه مخططات الفلول حتى و ان كانوا موجودين فى نظام ما بعد الثورة , مما يعطى الأمل و يعزز الثقه فى نصرة الثورة و لو بعد حين , حيث أن الثورة لم تتخلص بعد من النظام الذى قامت لتسقطه. فمن المؤكد أن الثورة ستخسر كمبادئ و كقيم و سيخسر دعاة الحريه و الديمقراطيه, لو أن الأغلبيه أو الكتله الصامته التى التفت حول الشباب و الحركات السياسيه أو النواه المسيسه و التى أعطت الثوره زخمها و قيمتها , انفضت عن الثورة أو ارتدت عن مبادئها أو تنكرت لشعاراتها نتيجه للأحداث الجاريه , لاحساسها بفقدان الأمن و الأمان و غياب لقمة العيش و فرصة العمل , من ثم ستفقد النواه المسيسه ما يبقيها على قيد الحياه على الساحه السياسيه و الشعبيه و سينتهى معها مشروع الثورة الى غير رجعة بكل اسف و سيعود عصر الظلام من جديد و فى هذه المره ستعود الفلول و لكن على أسنة الرماح. من هذا المنطلق أرجو أن نوجه سياساتنا على نحو مغاير أو معاكس لما سارت عليه الأحداث فى الشهور الماضيه و أن ذلك ليس من باب التغيير للتغيير و لكنه من باب اعلاء قيمة الثوره كمشروع و مبادئ تدعو الى الوحده و التسامح و الوعى و البناء. لذا لماذا لا تبادر قوى ثوريه بفتح باب المصارحه و المصالحه مع جهاز الشرطه و نشاركه الرؤيه و المسئوليه و نفتح بابا من الثقه المتبادله و ذلك بالتنسيق و الترتيب لزيارات مستمره الى الاقسام و السجون يتم خلالها التأكد على اقرار حقوق الانسان فى معاملة المساجين و حقوق و واجبات رجال الشرطه. الدعوة الى مليونيات الاستقرار و العمل و الانتاج انتظارا لاجراء الانتخابات التشريعيه و الرئاسيه و يقام بها صلوات المسلمين و قداس المسيحيين جنبا الى جنب فى اعاده لمشهد التحرير. زيارة المدارس و الجامعات و تحفيز الطلبه و التلاميذ على تحصيل العلم و زيارة المصانع و تشجيع العمال على العمل مع وعد الجميع بأن قضاياهم هى الشغل الشاغل للنواه المسيسه من الاحزاب و الجماعات و الحركات و الائتلافات. حضور مباريات كرة القدم بلافتات و روابط جديده تدعو و تؤكد على التحضر و الحفاظ على المنشات العامه و الخاصه و ممتلكات المواطنين . تنظيم و تشجيع المواطنين على السياحه الداخليه تنشيطا و تمهيدا لعودة السياحه الأجنبيه. تنسيق و عمل ندوات بين المرشحين الرئاسيين و برامجهم و أفكارهم كطرح للأمل و للغد القادم الباسم و كذلك بين الأحزاب أ, من يمثل التيارات الفكريه بين الشباب . فلنروج للغد وللأمل كبضاعة أو منتج الثوره كالتاجر الماهر أو الشاطر و ندعم ابتسامه الفقراء و امالهم فى غد الحريه. الأفكار كثيره و فى ذلك فليتنافس المتنافسون, و أن ذلك جنبا الى جنب فى كل القضايا الأخرى الهامه فى المرحله الانتقاليه و القضايا المؤسسه لما بعدهذه المرحله و ان كنت أرى أن نضغط بها من خلال و سائل الاعلام و شبكات التواصل الالكترونى و البعد عن المواجهات التصادميه قدر الامكان حتى نجنب الوطن نكبات كبرى و نفوت الفرصه على الفلول من ركل الثورة و العوده بنا الى الخلف. تغيير اسلوب التعبير و تكتيكاته هام جدا لأن الكتله المستهدفه و هى جزء كبير من شعب مصر قد بدأت تشعر بالملل و القلق لأن الفقر يدق الأبواب و البطاله بوم ينعق فوق الرؤوس و فقدان الامن و شيوع الخوف يدفع البشر لأن يفقدوا الايمان بكثير مما امنوا به خاصة انه شعب عاش مع الظلم و تعايش معه عقود طويله.