بقلم مصطفى ابو زيد بعد نظره تحليليه ومتابعه للمشهد السياسى فى مصر منذ نجاح الشعب المصرى فى اسقاط النظام السابق وتغييره وبعد مرور مايقرب من عشره اشهر نجد ان مصر تحتاج العديد من الثورات حتى يتم تغيير العديد من الثقافات والمفاهيم المترسخه فى عقول ووجدان المصريين تحتاج اولا ثوره فى الاستماع الى الرأى الاخر والاخذ بمبدأ الافناع فنجد المثقفين والسياسين من النخبه عندما يتم استضافتهم فى احدى البرامج الحواريه على القنوات الفضائيه لاتشعر انها حلقه نقاشيه الهدف الاساسى منها اضهار الحقائق وتوضيح المفاهيم وتوعيه من يشاهدهم فأنها فى بعض الاحيان الى حلقه عنتريه تصل الى حد الاحتدام فيما بينهم كل منهم يريد ان يفرض رأيه على الاخر بأسلوب الصوت العالى فأذا كان بعض النخبه السياسيه والاجتماعيه تفعل ذلك على شاشات وسائل الاعلام فكيف يفعل الباقى ممن اقل فى المستوى العلمى والثقافى والسياسى ايتقاتلون فيما بينهم لفرض رأيهم على الاخر من منطلق القوه فلماذا لايجلسون ويتبحاثون فى الامر ويجعلوا بينهم الاقناع هى الوسيله التى يتفقون عليها ونحتاج ايضا الى عدم اخذ الصالح بمساؤى الطالح أو بمعنى اخر لانحاسب المحسن على افعال المسيئ ولكن نأخذ بالاسباب والبراهين والادله اليقينيه التى تدع مجالا للشك أنا اتفق قلبا وقالبا على ان الحزب الوطنى كان المحتكر الاول والاخير للنفوذ والسيطره السياسيه فى مصر مما ادى الى افساد الحياه السياسيه برمتها وان به اعضاء قد فعلوا الكثير من نهب وسرقه اموال الشعب ولكن لايجب ان نقول ان كل الاعضاء فاسدين لانريد ان نرمى الاشخاص بالباطل دون اسانيد تدعم هذه الاتهامات فهذا الحزب المنحل كان به اساتذه جامعات كل عالم خبير فى مجاله وكان به بعض رجال الاعمال الشرفاء الذين يساهمون فى دعم الاقتصادى المصرى وتوفير فرص عمل للشباب عن طريق اقامه المشروعات الاستثماريه أنا اتفق تماما مع الاتجاه فى تطبيق قانون الغدر والاقصاء عن ممارسه الحياه السياسيه والحزبيه ولكن على من اخطئوا فعلا فى حق هذا الوطن وليس على كل من كان يحمل بطاقه العضويه الحزب المنحل فأننا بذلك نعمل على اقصاء الالاف من الجامعات والمؤسسات الاعلاميه والصحفيه والمصالح والهيئات وكل قطاعات الدوله وبالتالى سنجد البلاد خاليه من ذوى الخبره والكفاءه والثقافه ام سنضطر الى الاستيراد من الخارج واحلالهم محل الذين تم اقصاءهم فلابد من اعمال العقل والمنطق والقانون العادل المستنير وترسيخ مبدأ التيقن قبل اصدار الاحكام والاتهامات جزافا دون ادله أو براهين تدعمها ونحتاج ثالثا الى ثوره لاحياء القيم والاخلاق التى اندثرت قى ظل الفتره الماضيه التى تدعو احترام الذات والغير وعدم اساءه الظن دون دليل والتمسك بالسمات النبيله والمتأصله فى مجتمعنا والتى فطرنا الله عليها وعدم الافصاح عن وجهات نظر او معلومات عن جهل دون ان يكون لك بها علم فاذا قامت كل هذه الثورات فى مصر من حريه الرأى وعدم قذف الناس بالباطل وارساء كل المعانى النبيله والاخلاق الحميده وعدم الافتاء فى امور ليس لك بها من علم والخوف على البلاد جراء فعل من الممكن ان يكون غير مقصود فأنى اثق تمام الثقه فى ان مصر ستتربع على عرشها المفقود وسط الدول العربيه والعالم اجمع