بقلم احمد خيري مظلوم هذا الحب في زمن " تيك أوي " .. نلخص حجمه الضخم في نظره انبهار ناحية فتاة حسناء أو رجل وسيم .. نضغطه حتي يصير قزما أمام افتتان رجل بأنوثة طاغية أو امرأة بمال رجلا كهل .. نختصر معانيه السامية لمجرد الزواج ببيت صغير خالي من الأمان .. نصوب ناحيته السهام والطلقات والشتائم حينما تزول نشوته بعد الزواج .. ونتناساه حينما يدخل المحبين في مشاكل أسرية .. والنتيجة لكل ذلك .. ما أثبتته احدي الدراسات الاجتماعية .. والتي قد تمثل نتائجها للبعض نكته مصرية .. أو دراسة مجنونة لو جاءت في زمن غير زماننا .. قالت أن زواج الحب معرض للفشل بنسبة75%.. في حين تصل نسبة النجاح في الزواج التقليدي إلي95% .. النتيجة ليست صادمة .. أو محيره .. فالقيم المادية طغت .. والهيكل الاجتماعي تهاوى وسقط .. وخضع اتخاذ قرار زواج الحب إلى ضغطة زر موبايل أو رسالة انترنت أو كلمة متسرعة خالية من المسئولية .. والتالي فأن غالبية قرارات الزواج العاطفية متعجلة .. في حين الزواج التقليدي يحتكم لعوامل كثيرة قائمة علي التوافق بين العروسين والأسرتين.. كل ذلك ليس عيبا في الحب .. لدرجة نعته بأنه شيطان يعبث بقلوب العشاق .. فالواقع يؤكد على أنه العمود الفقري الذي يحمل الجسد .. والدماء التي تتدفق بالشرايين فتمنح الحياة .. والهواء الندي الذي يمنحنا البهجة ومقاومة الصدأ .. الكارثة تقع حينما يهمل العشاق والمحبين بعد زواجهم الحب .. يتناسون أنه كائن حي ..أو فتاة عفية شامخة شاهقة .. من حقها أن ترتوي .. وأن تأكل أحلي الطعام .. وأن تشعر بالأمان .. وأن تحس بيد حانية .. وصدر تأوي إليه مستكينة هادئة وقت الأزمات.. حينما يستوعب .. ويقدر المحبين كل ذلك .. ويمد كل منهما يديه ليطعم حبهما بالغذاء الضروري في شكل تضحيات متبادلة .. وتقدير واحترام .. وأمان .. لابد للحب أن ينمو .. ويستمر.. ويترعرع وتتشعب علاقاته وتختلط .. وتتماسك .. بين الصداقة والحب والعشق .. ولكن من الطبيعي أن يتعرض للموت .. وللذبول .. حينما يفتقد المحبين لمسة حنان ولو عابرة .. وأمان يقويهما في مجابهة المصاعب .. وقتها يشعر كل منهما بخيبة أمل.. باحباط بلا حدود من حياة سعيدة لم تتحقق. وهنا تصبح مشاعرهما طيورا مستباحة في سماوات مفتوحة..