بقلم احمد الهادي قضية مكتملة الاركان ، واضحة تمام الوضوح تشبه الشمس في وضوحها ، اطرافها معروفين وان لم نكن نعرفهم باسمائهم فنحننعرفهم بقلوبنا لان فسادهم وصل للدرجة التي عندها نستطيع الاحساس بالفساد ولو لمنكن نراه لاننا داخل هذه الدائرة لا نخرج منها . فانها قضيةالفساد الذي اغتصب الوطن ، قضية الفساد الذي اغتصب ارضنا مبيحاً المحظورات له ومحرما المحللات لنا ،انه فساد عصابة منالقراصنة الذين لم يخشوا الله ابدا . الوضع شبيهبالقرية التي بها شخص فاسد ولم يكن يقدر عليه احد حتي ظن نفسه فرعون ، في بداية فساده قام باغتصاب فتاة وبعدها لم يظهر الا بثلاثة ايام علي استحياء وبعد اسبوع بدأ في البحث عن ضحيته الثانية وعندما وجدها وفعل فعلتهبها اختفي يومان وبعدها خرج باحثا عن الضحية الثالثة وهكذا حتي اصبح ما يلبث با نيجهر بضحية الا وتكون الضحية القادمة مجهزة وهيأة له فورا الي ان استفاق اهل هذه القرية و بدلا من انيقتصوا منه قدموه للمحاكمة ، ولكن لمنقدموه ؟ انهم قدموهلمن كانوا يعلموا كل افعاله ويتستروا عليها فهل من المعقول ان يحصل هذا الانسانعلي عقابه الذي يستحفه ؟ . هذا هوحالنا الان يا سادة ، المُغتصب في قفص الاتهامولا يهمه أي شئ يدور حوله ، فلا ندري هلهي ثقة ام هو جنون ما قبل الموت. ومحاميينالمُغتصب من اقوي الموجودين في مهنتهم ، ونحن لا نجد سوي الباحثونعن الشهرة علي حسابنا فاني استغرب حقا ، فانك اذا نظرت الي جميع وسائل الاعلام ستجد الكثير من المحاميين الكبار وهميتحدثون عن الثورة وعن الشهداء وحقهم ، فاين هم الان هل ينتظرون مقابل مادي كبيرلمو لن يجدوه ام ضغط عليهم البعض . وبعيدا عنهذا كله فاني شعرت بسعادة شديدة يوم محاكمة الدكتاتور واعوانه ، عندما وجدت كثيرامن البسطاء الذين بكوا عليه من قبل ، وجدتهمقد شعروا بانه عندما نري المجرم ان لا ننظر له بعين الشفقة فلنتذكر فساده ، وكانجميعهم يقول "لن يضحكوا علينا ثانية " فالمناظر لم تخدهم ولم يتذكروا سوي شهدائهم ، حينها شعرت حقا ان مصر تتغير . ومع انني لست مقتنع بمايحدث الان لان هؤلاء لا يجب ان يتعاملوا بالقانون لان قانوننا عقيم ويغلبه الاعيب سحرة ، فهؤلاء لا يطبق عليهم سوي قانون الملك الواحد ((وَأَصْبَحَالَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُون وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُالرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُعَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا ... وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُالْكَافِرُونَ))