كشف رئيس الموساد الإسرائيلي مائير داغان عن أن الجيش المصري قام بقطع الاتصال بالكامل عن قصر الرئيس المصري المخلوع مبارك زمن الثورة الشعبية المنادية بإسقاطه وخيره ما بين التنحي أو الاعتقال، ثم خرج هو عائلته في دقائق من القصر الجمهوري. ووفقا لتصريحات داغان التي نشرتها صحف إسرائيلية بعد يوم من بدء محاكمة مبارك؛ فإن "مبارك كان على اتصال لحظة بلحظة بعدد من الضباط الإسرائيليين منذ اندلاع الثورة وحتى تدخل الجيش"، وذكر مائير في تقرير له عن أحداث ثورة 25 يناير وسبب فشل الموساد في توقعه "أن الجيش قام بقطع الاتصال بالكامل عن القصر الجمهوري حيث خير مبارك بين ترك الحكم أو الاعتقال الفوري، فاختار التنحي وخرجت عائلته في دقائق من القصر الجمهوري، وقام الجيش بجمعهم في بهو القصر ثم خرجوا بالملابس التي يرتدونها". وعلى العكس تماما من صحافة القاهرة وتصريحات سياسييها، خرجت الصحف الإسرائيلية وتصريحات السياسيين حزينة ومصدومة إزاء محاكمة مبارك، الذي اعتبرته –رغم ديكتاتوريته- أبرز أصدقاء إسرائيل، معتبرة أن "أن مصير مبارك سيكون الموت الحتمي سواء حكم عليه بالإدانة أو البراءة". ورغم حزنها عليه، قللت الصحف الإسرائيلية قللت من أهمية مبارك، وقالت إن الأوضاع في مصر لن تتغير، بمعنى أن المشنقة لن تحل الأوضاع الاقتصادية المتردية بمصر، ولن تجعل السياحة في مصر تنشط من جديد، ولن تعوض خسائر البورصة أو تحل المشاكل السياسية بمصر حول هل الدستور أولا أم الانتخابات. وقالت صحيفة معاريف: "إن حلم مبارك في أن يعود إلى القاهرة بعد ستة أشهر من طرده من قصره لم يكن على هذا النحو، فتحت حراسة مشددة وبشكل تلفّه السرّية، نقل مبارك من شرم الشيخ إلى قفص الاتهام"، مشيرة إلى "أن المحاكمة حدث تاريخي يعصف بمصر كلها"، وقال المحلل عوديت غرانوت: "إن مبارك ألقي فريسة للجماهير من خلال هذه المحاكمة"، لافتاً إلى "أن مصير مبارك سيكون الموت الحتمي سواء أدين أو برّئ". وفي صحيفة هآرتس كتب آفي يسسخروف يقول: "إن المحاكمة محاولة أخرى من الحكومة المصرية والمجلس العسكري لتهدئة الشعب"، مشيرًا إلى "أن تخوف الحكم الحالي في مصر هو أنه من دون تقديم جواب لمطالب الجماهير التي تقصد ميدان التحرير فإن الغضب قد يوجه إليه". واعترف الإعلامي الإسرائيلي "إيتان هابر" بأن مبارك كان "طاغية"، ولكنه كان رئيسًا شديد الولاء لإسرائيل وللولايات المتحدةالأمريكية، كما أنه كان متعاونا مع إسرائيل وحافظ على معاهدة السلام، وفتح قصره بترحاب وكرم لقادة إسرائيل، ويصدر لنا الغاز المصري الجيد ب "ثمن بخس"، حتى أنه شارك في جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي المغتال إسحاق رابين".