بقلم : سحر النواجي تذكرت قصتي عندما قرأت خبر "مسلمان يدفعان حياتهما لإنقاذ أسرة مسيحية " .. وتحركت ذكريات صافية مثل الحليب .. بداخلي .. إنها ستة عشر عاماً قضيتها مع أختي مريم .. كانت رفيقة صباي أحببتها وكأنها أختي الشقيقة ومازلت .. وعندما هاجرت .. كتبت لها رسالة بدموع العين .. اختاة أرجوكي لا تنسيني .. فأنا لن أنساك يوما .. فكل جنبات حياتي انت فيها .. فقد ولدنا بنفس العام .. ودخلنا الروضة سوياً .. وكبرنا وطولت جدايلنا معاً .. أكلنا وشربنا وكذلك غفونا وأخذنا النعاس ليلاً على نفس السرير .. و ذات يوم تنبهت لصورة على حائط منزل مريم وكنت مع أمي هناك .. وسألت لمن هذه الصورة يا أمي فقالت إنه نبي الله عيسى علية السلام .. فسألتها ولماذا لا نملك مثلها .. فتعلثمت أمي وقالت سأحكي لك قصته بعدين .. وبالفعل عندما عدنا لشقتنا المقابلة تماما لشقة مريم .. حكت لي أمي قصة سيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام .. وقالت لي أمي هذا هو الفارق الوحيد بيننا وبينهم .. وأتذكر كلمتها بالحرف بصي يا ابنتي الدين لله والوطن للجميع .. ولم أفهم .. فقالت يعني نحن خلقنا في الحياة مسلمين وهم خلقوا مسيحيون .. واننا مصريون في النهاية فاوطننا واحد .. وانسانيتنا واحدة.. ومشاعرنا واحدة .. وحبنا كذلك واحد لهذا الوطن ومن اجله لابد ان نضحي وأهم شيء أن عدونا واحد ولابد من الانتصار عليه .. ومازلت على تواصل مع مريم أنظم أجازتي السنوية في نفس موعد قدومها لمصر .. حتى نستعيد ايام طفولتنا وصبانا وأحلامنا ما تحقق منها وما لم نستطع تحقيقه .. لذا أرجوكم دعونا نعيش في حب للوطن للجار للزميل .. ودعوا الدين لله .. بحبك يامريم .. بنحبك يامصر ..