روتها لكم : سعيده محمد ليل نهار لا نسمع إلا الشكوى والولولة من الشباب ، خصوصا ممن لا يملكون إرادة تحقيق الأحلام علي ارض الواقع ، وهذا لا ينفي صعوبة الحياة .. وحتى لا يكون كلامنا جمل إنشائية ، هناك فئات من الشباب تجاهد وتبتكر ولا تعرف المستحيل ، يتقدمون بارادة فولازية وسط ضروب الظلام .. في احدي ندوات ساقية الصاوي جاءت تجربة "وائل صبري" لتمثل بقعة نور لغيره من الشباب المجتهد ، حكي قصته امام الشباب لكي يستفيدوا من تجربته.. تخرج من كلية الهندسة في تخصص المعمار ، ورغم ذلك اشتغل في مجال آخر ، ولم يكف عن محاولة تحقيق أفكاره والوصول بها للاسواق الخارجية ، حيث تمكن من ابتكار جهاز pc cassette يشبه جهاز ب"cd room" ولكنه يخص شرائط الكاسيت ومن خلاله يمكن نسخ الشرائط الصوتية على أجهزة الكمبيوتر. غير مهنته علي غير العادة ترك مجال المعمار وبدأت تجربته مع عالم الاختراعات عام 1994 بمجال البرمجيات، حيث عمل بها اثناء دراسته ومن خلال ذلك بدأت تتولد لديه العديد من الأفكار التي تبلورت عام 1997، حينما وجد أن كل برامج الحاسب الآلي المطروحة لا تدعم اللغة العربية، وخاصة برنامج الرسم الأوتوكاد الخاص بعمل التصميمات الهندسية. اندفع بحماس وقرر أن يصمم برنامجا معربا من الأوتوكاد وأسماه "ع"، ومن بعده استطاع إضافة الألوان للرسوم الهندسية من خلال تعديله لبرنامج "coral drow" وعمل على تسويقه. شجعه نجاحه علي إنشاء شركة برمجيات بسيطة تعتمد علي فكره اكثر من المال ، وبدأ يفتش عن المشكلات التي تبحث عن حل تقني، حينها أتته فكرة تحويل المادة الصوتية أو المرئية الموجودة على أشرطة الكاسيت إلى ملفات رقمية "ديجيتال" يمكن تشغيلها على أجهزة الكمبيوتر. رهن جهدة ومستقبله للانتهاء من ذلك المشروع لاذي استغرق من عمرة 6 سنوات منذ عام 1997 حتى عام 2003 بلا كلل أو ملل أو خوف من المستقبل حتي انتهي من اختراعه وقام بتسجيله، وكان أمله في الوصول إلى ممول لانتاج المشروع ، وظل يراسل رجال الاعمال المصريين والعرب فترة دون يأس ، حتي حصل على تمويل من أحد رجال الأعمال السعوديين بمبلغ 500 ألف دولار. ويرى "وائل" أن فكرة الاختراع جاءت من خلال دراسته المتعمقة لحاجات الآخرين، فالعالم وثق نحو 100 عام من شرائط الفيديو بنقلها إلى الأسطوانات المدمجة والأقراص الصلبة، ولكن لم يفكر أحد في إنتاج جهاز يتم من خلاله نسخ شرائط الكاسيت إلى الأقراص الصلبة والمرنة بسهولة وجودة عالية، ولهذا نجحت الفكرة وتم تطبيقها على أرض الواقع ومن خلالها تم تعويض تلك الفجوة. عقبة التمويل حول العقبات التي واجهته قال وائل صبري لم يكن حصولي على التمويل الضخم من المستثمر السعودي أمرا سهلا، فبعد مراسلات كثيرة وشهور من الانتظار جلست معه في أحد الفنادق واقتنع بالفكرة ، ولكنه طلب أخذ الجهاز لفحصه قبل أن يوافق على التمويل، فترددت للحظات خوفًا من سرقة الفكرة، فأحس المستثمر بما يختلج نفسي من مخاوف، فقال لي كلمة واحدة: "إذا لم تكن واثقًا في فلا داعي لإكمال المشروع. ولم يكن أمامي وقتها سوى الموافقة لعدم وجود بديل، وحينما عرض المستثمر الجهاز على مجموعة من الخبراء نال استحسانهم ووافق على التمويل. ورغم نجاحه في إنتاج الجهاز على المستوى التجاري، فإن تسويقه واجه مشكلة كبيرة، حيث رفضت الشركة المسئولة عن التسويق دفع تكاليف الدعاية خوفا من عدم نجاح الجهاز، فقرر المستثمر تحمل التكلفة بنفسه حيث وقع على نفسه "شيكات بنكية" يسد ثمنها بعد بيع الجهاز. وما إن نشر الإعلان التجاري في الصحف المصرية حتى كانت المفاجأة حين نفدت جميع الأجهزة في أسبوع واحد فقط، وتهاوت عليه طلبات الشراء بدرجة لم يستطع معها تلبية احتياجات السوق. وهنا أنهى وائل حديثه عن تجربته، مهديا إياها لشباب المخترعين العرب ليقول لهم من خلالها كلمة واحدة: "مادامت هناك الإرادة والعزيمة والإصرار فلا يوجد شيء اسمه مستحيل.