كمن تعاقدت مع الفرحة فاشترت بساتينها داخلها لتضم فيها ذكريات أسلمتها لواقع لا وجود له ..تبوات مقعدها من الرضا ..حاولت نزع فتيل الأرق الذي صادر حياتها .. خرجت من دائرة الحراس الذين لا يكفون عن حسابها ...شعرت بملائكة تحيط و آيات تتنزل.. أحست كان طاقة قدر تفتحت وهالة نور أطلت.. انتزعت بطاقة حياة وأيقظت أوردة تهرأت وضمدت جراحا مضت..شطبت ذاكرة هوانها بعدما قدمت قرابين صبرها ..أحرقت اوراق اعتماد خضوعها وأخذت تفتش عن ذاتها..لم تكن تأبه بمحطات القطار ولا بهؤلاء المغادرين و لا القادمين..فقط تذكرت انها رحلة لالتقاط الأنفاس واختلاء الذهن من حالة الدوار وربما يتغير كل شئ.. من نافذة القطار يتشامخ النخيل..تتمايل الأشجار..يتدفق النيل في سكينته المعتادة..يتسابق الطير نحو اللامنتهي..كل شئ يغري بالحركة..يسامر النفس..يغازل الروح..يطبب السكون إلا ذلك النداء الخشن الذي يطالب الركاب بابراز التذاكر ...هولا يكف عن المرور!!!