بقلم محمد غالية بعد التدوينة الشهيرة التى هزت موقع الفيس بوك بالكامل ( الفقراء أولا .. ياولاد الكلب ) ،والتى أثرت فى ، إلى حد الهدوء والكف عن الكتابة فى اى مقالات سياسية والبحث عن حقوق الفقراء وما نستطيع تقديمة فى الفترة الراهنة من مساعدات ، للشعور بهذا الكم من الناس ممن يعيشون تحت خط الفقر ، ولا يجدون لقمة العيش وربما بحثوا فى القمامة عما يتقوتون به ، إلأ أنى شاهدت تقرير عُرض ببرنامج العاشرة مساءا تناول أحداث الثورة طوال الثمانية عشر يوما ، ركز فيه التقرير على احداث الثورة بجميع أيامها ومراحلها ، ومدى التأثير على الشارع والمواطنين وكذلك رد الفعل على المتظاهرين ، والحقيقة أننى لم أشعر بنفسى سوا وعينى تبدأ بالبكاء ، على مصير شهداء ومصابين ضحوا بأنفسهم من أجل أناس ، يأتون بعد ذلك ليقفوا على جثث الشهداء بأحذيتهم من أجل مصالحهم الشخصية ، متجاهلين دمائهم الطاهرة التى لازالت تنفذ ، قانعين بمصالحهم الشخصية ومكاسبهم التى يحققونها ، متناسيين اصحاب الثورة الحقيقيين ، ممن دفعوا دمائهم و نور أعينهم من اجل أن يستردوا كرامتهم ، ثم يأتوا من ورائهم اناس لا يقدرون ثورتهم ولا قيمة دمائهم ليقتسموا الكعكة فوق جثثهم ، متجاهلين كل معانى الرجولة والوطنية والحب والاخوة ، فلا شىء يتحدث سوى المصلحة الشخصية ، كل الجدال القائم حول تقسيم الكعكة ولاشىء غير ذلك ، محاكمات وقضايا قتل للمتظاهرين أطلق فيها الجناة ولم نجد صوتا يتحرك ، والعادلى لازال دون محاكمة ، والرئيس المخلوع ، أين محاسبة كل المسئولين من اقل عسكرى وحتى المخلوع ، أين العدل فى بلد ثورنا فيها من أجل العدل والكرامة والحرية ، شىء طبيعى أن يحدث هذا لأنه بكل بساطة لاشىء يعلو فوق الإنتخابات ولا شىء يعلو فوق معضلة الإنتخابات اولا أو الدستور اولا ، نحن فقط اكتفينا بالخلاف والصراع والتكذيب والتوخين ، وبإظهار أراء التأييد لكل مرشح نقنع به أو نختارة . كم أشعر بالمرارة لتقصيرنا فى حق هؤلاء الشهداء ، فلقد صنعوا ثورة ليتسلق المرتزقة على أكتافها ، واناعلى يقين أنهم لو عادوالتمنوا الموت اّلاف المرة من أجل كرامتهم .فنحن لم نقدم للشهداء حتى الاّن سوا مجموعة من الأغانى التى نسمعها ونرددها احياءا لذكرى الثورة !!! إن الإنشغال السافر عن دماء هؤلاء خيانة لهم ، خيانة لمن أتوا لنا بالحرية ، فليذهب كل شىء إلى الجحيم ، فلا شى سيعلو على هذه الدماء الطاهرة ، ولا أحد سيلطخها بدنس المصلحة ، فدماءهم فى رقابنا جميعا ، سيأتون يوما ما ليتعلقوا بنا ويقولوا تركنا لكم ثورة وأنتم أضعتموها فى وسط خلافاتكم ومصالحكم . لذا فحق الشهداء أولا و قبل كل شىء .( مش هنسكت ).