جاءت مكالمة المشير للدكتور يحيي الجمل لتحسم موقف استقالته وتنهي الأزمة الصامتة بين الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، والدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء ، والتي كانت ناتجة عن مواقف للجمل نتج عنها خلاف بين كبار. ولكن جاءت مكالمة المشير طنطاوي خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس الأول الأربعاء، لتحسم قصة خلاف استمر قرابة الثلاثة شهور ، فقد كان شرف قد وافق علي استقالة الجمل بعد ضغط شديد، وأرسل الموافقة قبل أيام إلي المجلس العسكري للبت فيها، ولكن جاء الرد قوياً وحاسماً لا يقبل احتمالاً آخر، حيث أكد المشير »طنطاوي« ل »الجمل« أن الفترة الحالية حساسة وأن المجلس والحكومة يحتاجان إلي جهوده في مثل هذه الظروف. وعلي الفور تراجع »الجمل« عن الاستقالة، وشكر المشير وعاد إلي اجتماع مجلس الوزراء ، وبدا الارتياح علي وجهي كل من »شرف« و»الجمل« بعد توتر لمسه الجميع خلال اللحظات الأولي لاجتماع مجلس الوزراء. وظهر الخلاف في الرأي قبل الاجتماع الأول للحوار الوطني بمجلس الوزراء قبل شهرين ونصف الشهر حيث فوجئ شرف بحملة عنيفة ضده وضد الجمل بسبب عدم جدوي الحوار وعدم الرضاء عن الحضور والموضوعات المطروحة، والتوقيت والمكان. وكانت للجمل تصريحات سابقة علي المؤتمر في الإعلام نتج عنها إحراج لشرف ولحكومته، وزاد الخلاف بعد تصريحات ورأي للجمل تسببت في رفع دعاوي تضامنية ضده بسبب أمور تمس العقيدة الإسلامية. التزم د. »شرف« الهدوء المعتاد عنه في المواقف المحرجة، ولمس »الجمل« حالة عدم الارتياح له في مقر الحكومة فقرر نقل مؤتمر الوفاق الوطني إلي خارج مجلس الشعب وأكد أن الاجتماعات بعيدة عن سلطة الحكومة وأن الحكومة غير ممثلة فيها، وأكد نفس المعني د. شرف. ويبدو أن ذكاء »الجمل« دفعه إلي اختبار المجلس العسكري والحكومة، ليعرف موقفه النهائي، ويحدد مصيره هل يستمر داخل أسرة مجلس الوزراء، أم يخرج منه بقرار الاستقالة.