.. جرس المنبه يعلن السابعة صباحاً ... استيقظت كانت تمضى ليلتها عند والدتها ...يجب ان تسرع حتى تصل الى عملها.ارتدت ملابسها بعد ان أنهت صلاتها ..واحتست كوب النسكافيه .انطلقت تقطع الطريق الى المترو . مرت على مدرستها الثانوية ......أبرقت أمام عينيها سنوات كثيرة ...حين رأته لأول مره عندما مرت على منزلهم لتصطحب أخته الصغرى الى مجموعات التقوية فى المدرسة التقت عيناهما لأول مره .أحبته .وطابت لعيونها رجولته البادية علي ملامحه وحلمت معه ببيت دافئ يمتلأ بالحنان الذي طالما افتقدته في منزل زوج أمها .أحبها وتقدم لخطبتها قبل ان يكتمل تفتح ورودها او ينبثق عبير أنوثتها. وتصبح أنثى.. مرت السنوات لترزق منه بطفلين هم ندي عمرها ورحيق نورها ..أفنت عمرها عليهم... بعد طلاقها منه لسبب لا تعلمه إلي الآن.. أذرفت دمعه على ما مضى من عمرها .. حين تذكرت ابنها الذي ودعته الى منزل والده بعد ان أكتمل سنه القانوني . ...مضت في طريقها إلى العمل بعد ان مسحت دمعتها وانتهى اليوم وعادت الى أمها محاوله ان تداري حزنها .فى السابعة دق جرس الهاتف تهادي صوت وليدها ناعما هامسا يطرب قلبها ...حبيبي : عملت إيه فى الامتحان أجابها : الحمد لله يا ماما ... تخفى عنه ألمها لفراقه ..حتى يستطيع التركيز في دراسته وشجعته ودعت له بالنجاح .نزف قلبها دمعه أخرجتها عينيها على خدها ومسحتها فى صمت.قبل ان يكتوي خدها بها. .... ... فمنذ ولادته لم يفارقها ولا انفصل عن حضنها الا تلك السنة .تذكرت قبلتها له قبل ذهابه للمدرسة ..تلك القبلة التى كانت تمنحها الأمل وتوهبها الحياة كان لا يغادر المنزل دونها. كأنها فطور الصباح.. كانت تصاحبه دعوتها بالنجاح وتدعو لنفسها بالصبر علي فراقه ... هدأت ذكرياتها وهي تقرأ بجوار امها .. دق جرس الهاتف ...لمعت عيناها ودق قلبها سريعاً .. .... وحشتينى ...... أنت اكتر ...... بحبك ...... انا اكتر .اطمئن عليها وعلى امها ... .كانت تلثم الهاتف بشوق علها تصل الى قلبه قبل وجنتيه وذرفت دمعه أخرى ولكن تلك المرة دمعه فرح وسعادة وتنهدت وقالت الحمد لله معي قمران ورزقني الله بشمس تشع الدفء على قلبي .تنير حياتي. ذلك الحب الجديد الذي اطل عليا لتكمل معه مسيره العمر ... واستسلمت للنوم لعلها تصادفه فى الحلم .