يمسك يديها برقه بالغه تتعالي دقات قلبه .يهتف بحبها .تشاغله عينيها إن أغمضت أو أطرقت أو التفتت.....يبتسم مبتهجا إذا نادته باسمه يحس انه أول مره يسمع هذا اللحن من فم أمراه.ظل يتابع حركات فمها الباسم كأنه يري الشمس تشرق .. اعتقد طويلا انه يسبح خارج كون النساء وعلمهم ..لم يكن يدهشه انه ازداد ترهلا .لم يك يأبه إلي لون بشرته وهو يتحول للون الداكن .كان يهتم بأشياء ثلاث.... دواء الضغط صباحا ......حقنه الأنسولين قبل الغذاء ....نظارته الطبية وعدساتها الزجاجية ....لم يري من رفيقته التي رحلت عنه من أسبوع ....إلا حرمانه من وجبات الغذاء المصنوعة علي عجل وطبق غريب يتناوله علي السفره.. معلقه أرز وقطعه لحم صغيره وشوربه من الخضار المسلوق .كانت تلقيهم أمامه كأنه تنهره علي بقاءه حيا لهذ العمر...... .لما التهم جسدها فيروس سي .كانت تحقد عليه ونطقت مره بفمها (ماكنش جالك أنت المرض ده).لم يك يبخل عليها.. دار بها علي كل مستشفيات التامين ...داوم علي الذهاب معها لميعاد الحقن كل أسبوع حتى أصيبت بالفشل الكلوي ...أصبحت تغسل مرتين أسبوعيا.. كان يجلس علي باب المستشفي في انتظارها حتى تنتهي من الجلسة يوم ان فارقت الحياة استلمها من الجلسة..... دون إخطار الطبيب وخرج بها للمنزل اخبر أهلها وتجمع الأصدقاء وشيعت لمثواها الأخير .جلس عند المقبرة يدعو لها وعاد للمنزل وحيدا... يفتح النوافذ والأبواب تباعا ليغير هواء البيت. اخرج مافي الثلاجة علي ترابيزه المطبخ ..جمع ملابسها بعناية .... القي بكل المحتويات في سله المهملات..... أحس أن تغييرا أتاه بعد وفاتها .عندما زار مكان عملها لاستخراج أوراق مكافئتها... صادفته علي باب المصلحة .كانت مبتسمة بشكل يلفت نظره لم يتوقع أن تكون أمراه بهذا القدر من المرح ..... ظل يمشي خلفها وهي تطوي المكاتب وتجمع التوقيعات حتي أعطته أوراق المرحومة كاملة ....انتهت الإجراءات كانت بين الأوراق رقم غريب لم يك رقم التامين ولا رقم بطاقتها تبين من فحص الرقم انه رقم تليفون .اخرج تليفونه من جرابه القطيفة وأطلق العنان لخياله انساب صوتها من خلال سماعه الهاتف هادئا ممتعا....... أخيرا..قالتها وسكتت ...اطرق صامتا.... أحس أن ابتسامات الدنيا خرجت من التليفون تدعوه للضحك والفرح....غالب دهشته وقال لها ....ممكن؟... .أجابت بل انه الممكن الوحيد .كان يجلس معها علي شاطئ النيل يحكي ويسرد وهي لم تفارقها ضحكتها .امسك بيدها... قبل أصابعها وهتف عاليا احبك احبك احبك......تأبطت ذراعه وخرجا..