استغرقت وقتا طويلا في تأمل ما ألت اليه العلاقه بينهما.. شئ ما تكسر.. رغبة ما تبددت.. حديث ما اختفي... صارت رمادية المشاعر تكتنفهما.. سوقية المفردات.. ضبابية الوصال... روتينية الافعال وردودها.. حالة من سخط لا يقطعها إلا اختفاء احدهما عن الاخر.. لم يكن الامر كذلك في بداياته.. تذكرت كيف كانا علي موعد مع البحر.. كيف انصت القمر الي همساتهما.. كيف كانت الساعات تمضي وكانها دقائق.. كيف كانت الكلمات تنسجها حريرية الارواح وتلقائية مخارجها.. كيف كانت النظرات تغسل همومهما .. تستدرجهما الي سدرة الوجد فينتفض الشوق كعصفور راقصته الفرحة.. كيف استفاقت علي ذلك الكابوس الذي الم بها منذ ظهرت في حياته صديقتها تلك التي غيرت طقوسه.. ابدلت برامجه.. شدت انتباهه.. شغلت يومه... اصبح مختلفا.. لم يعد منذ ان عرفها ذلك الذي قاسمها الامنيات ولا الذي شاطرته لوعة الاحتفاء كلما اقبلت علي ملامحه الفرحة... فكرت.. دبرت.. تطرقت الي عديد من الامور التي ربما تعيده شطرها.. قررت دعوته الي عشاء في مطعم يحبه احتفالا بعيد ميلاده.. كانت في اوج جمالها.. باسمة الثغر.. متحرر شعرها.. معطرة كابهي ما تكون.. الوان فستانها متناسقة علي غير العادة.. رسمت هالة من الهدؤ علي محياها.. كان صوتها شبيه بتلك الموسيقي التي تستشعرها دون ان تخترق الاذان.. اخذت تجاذبه أطراف الحديث.. أهدت إليه ولاعة فضية... أخرجت ثلاثة شموع... طلبت من عامل المطعم ان يطفئ الانوار لدقيقة واحدة... فعل ما ارادت.. اطفأ الانوار اضاءت الشموع.. عادت الاضواء... نظر اليها ممتنا.. لم يجدها.. صديقتها تجلس أمامه...