بقلم محمود خليفة تداولت الصحف خبر بعيد عن الحقيقة هو قيام الكويت الشقيق باطلاق اسم الرئيس السابق مبارك علي احد شوارعها ، ولكن الحقيقة أن المقصود من أسم مبارك هو الشيخ مبارك الصباح .. لذا اردنا ان نقدم المعلومات الصحيحة .. الشيخ مبارك الصباح رحمه الله كان يتميز بالفروسية والشجاعة وكان معروفاً عنه أنه يميل للوحدة العربية وكان يردد نحن عرب ويجب أن نبقى عرباً وأن نعمل مافي وسعنا للاحتفاظ بعروبتنا ونقاوم كل باغ عليها، وكان لديه طموح في مد سلطان الكويت الى كل الجزيرة العربية وقد تعرض الشيخ مبارك الصباح رحمه الله مع الشيخ خزعل والسيد طالب النقيب الى هجوم من الصحف العربية واتهمتهم بأنهم يخططون بالسر لاضعاف نفوذ الدولة العثمانية في العراق، وأن الشيخ مبارك الصباح يقوم بتهريب الأسلحة من الكويت الى العشائر العراقية فاتخذ الشيخ مبارك قراراً بأن يدافع عن نفسه بنفس الطريقة باستخدام الصحف، واستخدم الصحافة في نشر الحقائق والرد على الصحف التي تعاديه، وذلك ذكاء منه، وكان له نظرة سياسية ثاقبة لأنه أيقن أن الدولة العثمانية تتهاوى وأن هناك صراعات في المنطقة سوف تجري وسوف تظهر منظومات سياسية جديدة في المنطقة، لذلك كان تفكيره أن تكون للكويت حماية من دولة عظمى لمواجهة الأخطار الخارجية لذلك اتجه الى بريطانيا،وكان يعتقد بأن العرب هم الأحق بتولي الخلافة الاسلامية من الدولة العثمانية وكان له مقولة دائماً يرددها: » اننا جميعاً نعرف أن لكل زمان دولة ورجال، وأن دولة ورجال هذا الزمن هم الأتراك فبقاء الخلافة في أيديهم في الوقت الحاضر يعز راية الاسلام ويؤيد كلمة المسلمين «، وكان له أيضاً مقولة قوية في الصميم عندما قال : » اذا ما تولى شؤون ادارة الدولة رجال مخلصون فاننا نمد يد الولاء لمصافحتهم على السراء والضراء وحينئذ يبنون من امراء العرب سياجاً لا يخترق وقوساً لا تلين وأن كان بعظهم الآن خارجاً عليها فلسوء سياسة عمالها «، والتاريخ ذكر أن الدولة العثمانية منحت الشيخ مبارك رحمه الله الوسام العثماني الأول باحتفال كبير لخدماته الجليلة، وعندما أشيع أن الشيخ مبارك سيناصر الحكومة البريطانية عندما تهاجم قواتها البصرة تم حجز أملاكه من قبل الدولة العثمانية لمواقفه السياسية رغم انه كان يزود جيوش الدولة العثمانية التمور حتى وصلتالكمية الى ثلاثة آلاف ( من) وبدأت خطوات الاتفاقية لطلب حماية الحكومة البريطانية العام 1887م حيث بدأت الدولة العثمانية تشدد على الشيخ مبارك وتضيق عليه الخناق عن طريق قيامها بارسال موظف من قبلها، فخشي الشيخ مبارك من هذا الأمر وطلب من المعتمد السياسي البريطاني في الخليج أن يزوره أو يرسل من ينوبه ليفاوضه في أمر الحماية وبالفعل تم تقديم هذا الأمر رسمياً عن طريق المعتمد المفوض الذي أرسله المعتمد السياسي البريطاني وفي العام 1897م أيضاً بشهر يوليو استشارت الحكومة البريطانية سفيرها في اسطنبول بشأن أعلان حمايتها على الكويت ولكنه حذر من هذا الأمر نتيجة وجود اعترافات بسيادة الدولة العثمانية على الخليج قد تؤثر على العلاقة مع الدولة العثمانية، لكن الذي شجع بريطانيا الى توقيع الحماية هو الخوف من دخول الدولة الروسية عن طريق تاجر روسي يدعى كونت كاينسينت، وكان يفاوض الدولة العثمانية للحصول على امتياز الخط الحديدي من البحر الأبيض طرابلس الى الخليج فخاف البريطانيون من السيطرة الروسية وأن تسيطر على منطقة الخليج وخاصة الكويت لذلك استأنفت المراسلات بين الحكومة والهند البريطانية وبين الحكومة المركزية في لندن حول ضرورة اعادة دراسة ما عرضه الشيخ مبارك يشير الى الموافقة على الحماية. وكان نص الرسالة: ومن كرنل ميد باليوزوقونسل جنرال الدولة البهية القيصرية الانكليزية في خليج فارس الى حميد السجايا والمناقب وعمدة الأصحاب الأحشم الأفخم الشيخ مبارك بن صباح حاكم الكويت دام بقاه. بعد السلام والسؤال عن عزيز خاطركم الشريف نعرف جنابكم بالنسبة الى المقاولة المنعقدة باليمن والسعادة فيما بين جناب الشيخ مبارك بن صباح من قبل نفسك واخلافك ونحن من طرف الدولة البهية القيصرية الحسنة من جانب دولة جلالة الملكة البريطانية العظمى بالنسبة اليكم والى ورثتكم واخلافكم ما دام جنابكم وورثتكم واخلافكم بالدقة والصداقة تراعون شروط المعاهدة المذكورة، ثلاث نسخ القرارات سترسل الى الهند لأجل التصديق من طرف جناب عالي الجاه المفخم لورد كرزن آفكدلستاندايس راي جلالة الملكة القيصرية كورنر جنرال الهندستان. وفي رجوعها نسخة واحدة مصدقة ترسل الى جنابكم وحينئذ يصير الأقدام منا لارسال خمسة عشر ألف روبية سكة اليك من خزانة الدولة من أبوشهر، والشرط في أعمال هذا القرار هو أن يكون مطلقاً محفوظاً بالتستر ولا يشتهر بغير قبولية من الدولة البهية القيصرية الانكليزية. هذا ودمتم سالمين، حرر في 10 رمضان المبارك سنة 1316ه، مطابق 23 جنيوري 1899م . التوقيع : الكرنل أم . جي . ميد . المعتمد السياسي في الخليج الفارسي. ( انتهى الاقتباس ) وكان مصدر هذه الأحداث من كتاب تاريخ الكويت السياسي لحسين الخزعل. وفي النهاية هذا هو مبارك الصباح القائد الذي بنى الكويت، والشيخ عبدالله السالم رحمه الله أسس الدولة الحديثة لذلك من ينكر دور أسرة الصباح الخيرة عليه أن يغادر هذا البلد وأن يرجع الى البلد التي أتى منها حتى يقارن مابين حكمة شيوخ الكويت وزعماء الفساد في دولهم، أتمنى أن تكون الرسالة وصلت بهدوء وأن الكويت لجميع الكويتيين. والله يصلح الحال اذا كان في حال.