من فضلك اجلي كل الحالات الي بره دلوقتي وسيبيني خمس دقايق قالها الطبيب وهو يتنهد بسأم وحزن دفين فابتسمت له الممرضة باشفاق واستسلام وهي تؤدي عملها بينما امسك هو الهاتف ليحاول ان يتحدث مع زوجته ويأمرها بان تستعد لحوار طويل حول قرار انفصالهما والتحدث بشأن اجراءات الطلاق ولكن الهاتف كان مشغول كالعادة فتمتم بحنق وغيظ وهو يتنهد اكيد زمانك عمالة دلوقتي تنمي مع الوالدة عليا ربنا يرحمني منك بقى قال ذلك وهو يكاد يبكي على ماوصل اليه حالهما بعد قصة حب عنيفة دامت لسبع سنوات وهما يحاولان ان يحققا حلمهما بالارتباط وبالعش السعيد كانت صورتها وهي فتاة رقيقة بريئة تنشد الحب منه في لقاءاتهما المختلسة في عذوبة ورقة تكاد تدميه وهو يراها قد تحولت لمخلوقة شرسة بغيضة تستنزف من وقته وحياته كل شيء جميل كاد يبكي بحرارة وهو يتذكر اصابعها اللدنة وهي تغفو بين كفيه لحظة ان تعاهدا على السراء والضراء يوم ان اعلن حبهما في فخر وحب وانتصار ليلة كتب كتابهما وها هي الاصابع قد تفرقت والايادي اصبحت بعيدة والارواح ابعد شعر باليأس من أن ترد عليه فضغط على الزر ليرى حالة جديدة من حالاته قد تنسيه الامه فاكثر ما كان يخفف الامه هو انغماسه في عمله ورؤيته الفرحة على اعين مريضاته بعد الشفاء او لحظة خروج الاجنة التي كان يراهم ي كل مراحلهم حينما يخرجوا للنور وتتعالى التهاني ويرى البسمة على شفاة من اذاقهم القلق اسواء لحظاته وقبل ان تذداد الامه والتفكير في حالته وجد مريضته شاحبة قلقة على غير العادة وقد التصقت يداها بيد زوجها بصورة ذكرته الى حد كبير بصور ماضيه كانت الدموع متحجرة في عيناها وهي تشكو الام شديدة وتشعر باعراض غريبة ربت عليها زوجها بحنو شديد وهو يهمس له بابتسامة قلقة حاول ان يمنحها الاطمئنان ليبدو طبيعيا معلش سامحها يا دكتور ماهو على يد حضرتك سبع سنين واحنا مستنيينه معلش على الفور تذكر كلمته يوم زفافه عندما تاخر الماذون فكاد القلق والياس ان يحطمه هو وهي وحينما عاتبه والدها على هذا القلق قالها له بنفس الاسلوب ونفس المشاعر من النتظار والقلق تنهد وهو يرى هذا الرجل يلف ذراعيه حول زوجته وقد ذكره هذا بشيء هام جدا انه لم يحاول ان يفعل هذا مع زوجته منذ مدة طويلة وقد اقتصرت علاقتهما على ابداء الاوامر والطلبات او الحديث بشأن الاولاد امسك جهاز السونار بالية وهو يتمنى ان يمنحهما الاطمئنان ويهداء من روعهما ولكن المفاجاءة ان الجنين كان في حالة سيئة للغاية لا تنبىء سوى بمصير طفل مشوه قد يرى الظلام اكثر من النور ويريه لكل من حوله تابع العمل وقد تحولت اليته لتعاطف شديد مع الحالة وهو يريد اي ثغرة ضوء ولكن الامل كان يكاد يكون منعدما وهو يرى الجنين يواجه اخطار عديدة كانت المريضة تتابع علامات وجهه بانفعال وقلق وقد نبأتها نظرته القلقة ويداه المرتعشة عن حالة طفلها فسالته بصوت محشرج وهي تكاد تعلم الاجابة الجنين تعبان مش كده يا دكتور ؟ تنحنح وهو يضع الجهاز مكانه وعيناه معلقتان بزوجها المسكين الذي انذوى في ركن من الحجرة يتمتم بايات الله الكريم انا اسف جدا يا مدام بس عاوزك تهدي كده معايا وتسمعي الي حاقوله بكت بهيستيريا وهي تقول حرام عليك ما تقولش ان مات حرام حرام اجابها بشيء من الحدة لتسكت من انهيارها انا ما قلتش انه مات بس للاسف احنا لازم ننزله الطفل لو جيه حاييجي مشوه يا مدام ارتمت على المقعد تبكي بينما جاهد زوجها ان يمسح دموعه وهو يربت على كتفها يادكتور حاول تدور على اي طريقة صرخت بانهيار اشد وهي تقول مش ممكن حتى لو ليه عمر انه ينزل ما اموتوش انا بايديه مش ممكن الي حاربت عشانه سبع سنين اموته بايدي لا مش ممكن يادكتور شعر الطبيب حينها انه انتقل من حالة الطبيب لشخص عادي لا يفقه اي شيء في علم الطب شخص يتعاطف مع الحالة بشدة لدرجة جعلته يضغط على الزر ويأمر الممرضة ان تؤجل كل الحالات ريثما يجد حلا لتلك الحالة العصيبة وطلب لها كوب من الماء البارد وهو يتذكر بالفعل انه حاول معهما كثيرا لينجحا في تلك المعجزة وييتحقق حملها بعد ان كان شبه مستحيل كانت محاولة كسائر محاولات الحياة التي يعافر من اجلها المرء بكل طاقاته وامكانياته ليحقق شيء ما فقال لها بهدوء وداخله يرتعد انا اسف لكن مافيش قدامي غير كده هو ده الحل صدقيني لو في امل واحد في المليون كنت حاولت معاكم تتعوض المرة الجاية بئذن الله قالت بحدة وانهيار يعني ايه ما فيش امل ؟طول ما ربنا سبحانه وتعالى موجود الامل موجود انا اسفة يادكتور انا مش حاعمل العملية ولو مات من نفسه يبقى ده قدره مش انا الي موته بايديه نظر اليها زوجها بحزن ونظراته تؤيد كل حروفها ويداه عادت لتتشابك مع يداها وانصرفا وتركاه حائر من تلك الحالة وذلك السونار وذلك التوقيت الذي اتت اليه في تلك الحالة شعر بقصة حبه تتراى امام عيناه وكانها امامه على شاشة السونار بصورتها الداخلية بعيوبه بعيوبها بمزاياه ومزاياها التي تغافل عنها منذ امد بعيد شعر بكلماتهما واصرارهما في ان يناضلا ليرى الطفل المشوه النور بل ليصبح معافا الف سياط يدمره ويحيي ما به من مشاعر متضاربة شعر بشوق جارف ليمسك بيداها ويعانقهما كما كان يفعل نظر الى السونار فراه لازال يعمل وان كانت الصورة خالية اغلقه وهو يحاول ان يينجز معهمته بسرعة اسرع الى الهاتف و هو يدعو الله ان تكون المكالمة قد انتهت اتاه صوت زوجته حزينا متئلما بصورة اوجعته منح نبراته كل الحنين الذي قد يجعله يواصل انطلقت شفتاه بحنين افتقده هو في نفسه ممكن تحضري نفسك عشان انا عازمك انهاردة على العشا في كلام كتير محتاجين نتفاهم فيه بره لوحدنا وقبل ان ترد عليه وضع الهاتف وهو لا ينتظر اجابة كانت الرغبة في نجاح مساعيه اقوى من ان ينتظر رد او اجابة تنهد باحساس مختلف تلك المرة هو مزيج من الامل والراحة والمتعة والحماس لشيء ما وعادت يداه لتضغط على الزر لاستقبال حالة جديدة تمت