يعتبر العالم السويدي "ألفريد نوبل" صاحب أشهر جائزة في التاريخ، والذي أراد أن يقدم إنجازًا يفخر به مجتمعه، حيث تفوق في الدراسة خاصة في الكيمياء، وأجرى العديد من التجارب والأبحاث العلمية، إيمانًا بتقديم دورًا فعال بالمجتمع. اخترع "الديناميت" الذي ظن أنه غمر البشرية سعادة وإفادة ، ولكن سرعان ما أصبح الظن وهمًا طاردته عواقبه، حتى وصل إلى حل يكفر به عن ما اعتبره بال "الخطيئة". بعد ان تصور بأنه بهذا الاختراع ساهم بالفعل في إسعاد البشرية وعندما تبين له خطأ مقصده، باستخدام الدول "الديناميت" في الحروب والشر، قرر في أواخر حياته أن يهب ثروته لكل من يُسهم في إسعاد البشر وتحقيق سلام لهم ويقدمها عبر جائزة تعرف ب"جائزة نوبل". ولد "ألفريد نوبل" في 21 أكتوبر عام 1833 في مدينة ستوكهولم، عاصمة السويد، أتاح والده فرصة تعلم جيدة له ولإخوته الثلاثة، حيث وفر لهم المدرسين الأكفاء في علوم الطبيعة والكيمياء واللغات والآداب. برع "نوبل" في دراسة الكيمياء، ثم انتقل إلى باريس عام 1850، وبعدها إلى الولاياتالمتحدة لاستكمال الدراسة في نفس المجال، وحصل على أول براءة اختراع له عن "عداد غاز" عام 1857، وما أن بلغ "ألفريد" السابعة عشرة من عمره حتى أتقن خمس لغات؛ السويدية، والروسية، والفرنسية، والإنجليزية، والألمانية. وعلى الرغم من عدم زواج "نوبل"، لوحظ في كتاب سيرته وجود ثلاث نساء في حياته، كانت فتاة روسية تدعى "ألكسندرا" الحب الأول لنوبل والتي رفضت طلبه للزواج، وفي عام 1876 أصبحت الكونتيسة "بيرثا كينسكي" ذات الأصول النمساوية سكرتيرة نوبل. ولكن بعد فترة قصيرة تركته لتتزوج عشيقها السابق، وعلى الرغم من الفترة القصيرة التي قضتها برفقة نوبل إلا أنهما كانا على اتصال دائم حتى وفاته في عام 1896، ويُعتقد أنها كانت ذات تأثير كبير في قراره لتضمين جائزة نوبل للسلام من بين الجوائز التي قُدمت في وصيته. كان والده يعمل في صناعة أدوات الآلات، والمتفجرات وقام ببناء مصنع - بالقرب من مدينة ستوكهولم - لتصنيع مادة "النيتروكليسرين" شديدة الانفجار، وقام بتصنيع نحو 140 كيلو جراماً من هذه المادة، ولكن المصنع انفجر عام 1864م، تسبب الانفجار في مقتل أخيه الأصغر "إميل"، وأربعة من الكيميائيين والعمال. عمل "ألفريد" على ضبط الاستعمال الآمن لتلك المادة فتوصل إلى اختراع الديناميت في عام 1866م بهدف تفجير المناجم وتسهيل استخراج ما في باطنها، وحصل على براءة اختراعه في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة، وكان يستخدم على نطاق عالمي واسع في مجال التعدين وبناء شبكات النقل، فتهافتت على شرائه شركات البناء، والمناجم، والقوات المسلحة، وانتشر استخدام الديناميت في جميع أنحاء العالم. أنشأ "ألفريد" عشرات المصانع والمعامل في عشرين دولة، وجنى من وراء ذلك ثروة كبيرة جداً حتى أصبح من أغنى أغنياء العالم، فخلال حياته أصدر 350 براءة اختراع دوليًا، وأنشأ نحو 90 مصنعًا للأسلحة، على الرغم من اعتقاده في السلمية. انتُخب "نوبل" عضوًا في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في 1884، وحصل على الدكتوراة الفخرية من جامعة "أوبسالا" عام 1893. تصور "نوبل" بأنه بهذا الاختراع ساهم بالفعل في إسعاد البشرية وعندما تبين له خطأ مقصده، باستخدام الدول "الديناميت" في الحروب والشرور، قرر في أواخر حياته أن يهب بعض ثروته لكل من يُسهم في إسعاد البشر وتحقيق سلام لهم ويقدمها عبر جائزة تعرف ب "جائزة نوبل". رحل "نوبل" وحيدًا في يوم العاشر من ديسمبر لعام 1896 في مدينة "سان ريمو" الإيطالية، بعدما عانى من ذبحٍة صدريٍة سببت له نزيفًا دماغيًا، مخلفًا وراءه إرثًا قُدِّرَ بحوالي 30 مليون كورونا سويدية، ووصية باستثمار الجانب الأكبر من ثروته في مشروعات ربحية يتم من خلال فوائدها منح خمس جوائز سنوية لأكثر من يقدم إفادًة للبشرية في مجالات حددها ،هي الكيمياء، والفيزياء، والطب، والأدب، والسلام العالمي.