لازالت تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب عن المسلمين تلقي بظلالها على المشهد العالمي، ولازالت أيضًا أصداءها تتردد في الأجواء وتوالت ردود الأفعال العالمية المنددة بخطابه الذي دعا فيه إلى منع دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال ترامبي في خطابه أمس تعليقا على حادث إطلاق النار في ولاية كاليفورنيا: "من الواضح أن الكراهية تجاوزت حدود الفهم، ولذا يجب أن نعرف من أن تأتي الكراهية ولماذا"، داعيًا إلى حظر دخول المسلمين إلى أمريكا؛ حتى يتمكن المشرعين من فهم ما يحدث. ولم يكتف دونالد بهذا التصريح فقط، ولكنه واصل اليوم إثارته للجدل، بتغريدة له عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال فيها: "تواجه بلدنا خطرًا كبيرًا من الإرهاب الإسلامي المتطرف؛ لذلك يجب علينا أن نكون أسرع وأذكى على موجهتهم قبل فوات الأوان"، مضيفًا: "بعض من الحمقى يرفضون الاعتراف بالخطر القادم إلى أمريكا من الوافدين من بلاد أخرى كالمسلمين". ودفعت هذه التصريحات العديد من الشخصيات السياسية والعامة إلى الرد عليه، وتوجيه النقد اللاذع له، كان أولهم الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، الذي وصف كلمات ترامب بالقاتلة والمعززة للعنف، خلال تغريدة له على "تويتر" قال فيها: "تصريحات ترامب قاتلة من شأنها أن تلحق الضرر وتعزز العنف، يجب أن يدينه الجميع ويعاقب بالقانون". ولم يترك الإعلامي باسم يوسف هذه الفرصة دون أن يعبر عن رأيه بشأنها بسخريته المعتادة، حيث تندر من تصريحات دونالد عن طريق سلسلة من التغريدات عبر "تويتر"، شن فيها هجومًا حادًا على ترامب قائلًا: "كل هذه الهراءات متوقعة من أحمق مثل دونالد ترامب، وما يدعو للقلق هو أن أعدادًا كبيرة تؤيد هراءاته، ولم أكن أعلم أن دونالد ترامب ضليع في النازية". "يحيا المسلمون، ترامب النازي"... "هاشتاجان" تصدرا قائمة الأكثر تداولًا على "تويتر" اليوم، صب فيه النشطاء غضبهم على دونالد من خلال تغريدات مناهضة لتصريحاته التي بدأها منذ أمس واستمر فيها حتى اليوم، واصفين إياه بالداعي الأكبر للعنصرية والنازية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما ندد المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الأمير زيد بن رعد، بتصريحات ترامب اليوم، واصفًا إياها خلال خطاب له، بأنها غير مسئولة على نحو جسيم؛ لأنها قد تتسبب في الأذى للمهاجرين، ويتلاعب بها المتطرفون الذين يسعون لدق إسفين بين الحكومات الغربية والمواطنين المسلمين. وأضاف بن رعد أن تصريحات دونالد تتعارض مع التقاليد الأمريكية للحرية الدينية والسياسية، وأن الولاياتالمتحدة جمهورية تقوم على كرامة وحقوق الفرد، وخطر التعميم يؤدي إلى إيذاء الأبرياء". كما دعت صحيفة "واشنطن بوست" الحزب الجمهوري إلى رفض ترشح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم، أن دونالد أكثر المرشحين للحصول على الرئاسة الأمريكية فقرًا لفهم معايير الدستورية والديمقراطية والاجتماعية. وأكد عمدة مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية، الديمقراطي مايكل نوترن، إنه لو كان يملك السلطة اللازمة والتي تبيح له منع دخول المواطنين لبلاده، لكان ترامب أولى الرجال الذين سيمنعهم مايكل من دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية، قائلًا في بيان له: "ليس لدينا مكان لأي نوع من الغباء هنا، ستكون يا دونالد أنت أول الممنوعين من دخول البلاد". وشجب رئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين، تصريحات دونالد، قائلًا: "إن مثل هذه الآراء لا تمثل مبادئ الحزب والأهم من ذلك أنها لا تعكس وجهة النظر الحقيقية للبلاد، لأن حرية المعتقد مبدأ دستوري أصيل، وهناك الكثير من المسلمين الذين خدموا البلاد وعملوا في الكونجرس، وغالبيتهم كانوا مسالمين". وكانت آخر الضربات التي تلقاها ترامب بسبب تصريحاته المثيرة، هي إعلان مجموعة متاجر "لايف ستايل" التابعة لمجموعة "لاندمارك"، وهي أحد الشركات العملاقة في دبي المتخصصة في مبيعات التجزئة، أنها قررت وقف بيع المنتجات التي تحمل العلامة التجارية لدونالد ترامب بعد التصريحات التي أدلى بها وواصلها اليوم.