العين الحمرا لوزير الداخلية! بقلم : محمد أمين منذ 22 دقيقة 25 ثانية لم نعرف ما قاله الوزير منصور عيسوي، في شهادته علي مدي ثلاث ساعات، في قضية قتل الثوار.. لكني أستطيع أن أقول إن حوار وزير الداخلية ل «المصري اليوم» أمس، قد يعطي البراءة، أو يخفف العقوبة.. صحيح نحن نتفق مع كثير مما قاله الوزير، في حواره، للزميلين مجدي الجلاد ويسري البدري.. خاصة فيما يتعلق بالتمييز بين الثوار والبلطجية.. كما نتفق في موقفه من اقتحام مبني وزارة الداخلية وأقسام الشرطة.. فلا يمكن أن يقبل أحد التهاون، في إسقاط هيبة الدولة.. ولا يمكن أن يقبل أحد، إسقاط رمز الشرطة، ومعاملته معاملة علم إسرائيل.. هذا شيء غير مقبول وغير معقول بالمرة.. ومع هذا فإن ما جاء في الحوار، يصب في رصيد الضباط المتهمين الآن.. فهم أيضاً أطلقوا الرصاص علي من اقتحم الأقسام.. وهم أيضاً دافعوا عن أنفسهم.. وكثير منهم يحاكم الآن، لأنه استعمل حقه في الدفاع عن النفس، أو عن الوحدة التي يحميها.. الفارق بين الأمرين كبير.. فالذين استهدفوا الثوار شيء، والذين استهدفوا البلطجية شيء آخر.. الشهداء شيء والبلطجية شيء آخر.. وهذه مسألة لابد أن نؤكدها في كل مناسبة، حتي لا يفاجأ أحد في المستقبل القريب! السؤال: لماذا خرج وزير الداخلية عن هدوئه، ليهدد بإطلاق الرصاص في المليان، وليس للتهويش؟.. الاجابة لأن الأمور زادت علي حدها.. وكان لابد أن يخرج أحد، ليؤكد أن الثورة كان هدفها إسقاط النظام، وليس إسقاط الدولة.. هيبة الدولة تبدأ من احترام عسكري الشرطة.. كما قال صديقي الدكتور محمود عمارة أمس، في مقاله بالمصري اليوم.. وكما نقول هنا، وكما يقول غيرنا.. ربما يتساءل البعض، ولكن الشرطة لم تحترمنا في الماضي، وكانت تعذب وتلفق القضايا.. مفهوم، لكن الماضي انتهي بثورة 25 يناير.. نحن اليوم نبدأ عهداً جديداً.. ونبني مصر الجديدة..القائمة علي الاحترام المتبادل.. وأظن أن منصور عيسوي، يعرف تماماً الفارق بين الثوار والبلطجية.. فهو الذي فتح أبواب الوزارة للمواطنين.. وأصبح وزيراً للشعب، وليس وزيراً علي الشعب.. فقد جاء ليكسر الحاجز النفسي تجاه الشرطة، ويبني جسوراً من الثقة مع المواطنين.. فلماذا يهدد الآن بالضرب في المليان؟.. ولماذا قلب 180 درجة؟.. ولماذا بدأ يظهر العين الحمرا؟! مرة أخري: هل التهديد بالضرب في المليان، انقلاب علي الثورة، أم حماية لها؟.. وهل استخدام الرصاص ردة أم حق تأخر؟.. الحوار يحتاج إلي نقاش طويل.. ويحتاج إلي وقفة، فقد تحدث الوزير عن إدارة القنص، فأنكر وجودها، أو نفاه.. لكنه أكد وجود 1366 ضابطاً، حصلوا علي «فرقة قنص».. وتحدث عن استيعاب ميدان التحرير، وأنه لا يمكن أن يستوعب نصف مليون مواطن.. ما يعني أنه ينكر «المليونيات».. وهنا أختلف مع الوزير، لأقول إن الحكاية ليست بالعدد ولا بالتحرير.. فقد كانت الملايين في كل ميادين مصر.. وكانت ثورة شملت الملايين.. وهنا أختلف مع الوزير في جزئية مهمة.. لأن النظام السابق تحدث عن عشرة آلاف في التحرير.. وخرجت «الجمهورية» بمانشيت يتحدث عن ألف.. وقال آخرون لو كانوا مليوناً أو حتي عشرة، فهناك في البيوت 70 مليوناً.. ولهذا أختلف مع الوزير، وأتصور أنه لا يقصد هذا المعني بالمرة.. فلا أحد يزايد علي وطنية الوزير.. لكننا نحتاج منه إلي جهد كبير، ليعيد الأمن مرة أخري إلي نفوسنا قبل بيوتنا.. ونحتاج منه إلي الضرب بيد من حديد علي البلطجية.. فوزارة الداخلية تعرفهم، ولديها سجلاتهم.. فلماذا تسكت عنهم حتي الآن؟.. وهل يعيد قانون الطوارئ الأمن المفقود، أم أنه قد يكون سلاحاً في مواجهة الثوار والسياسيين؟.. هناك مخاوف أن يكون «العيسوي» قد دخل الوزارة منصوراً، ثم يخرج منها حبيب العادلي؟!