جامعة قبطية للدكتور شكر الله بقلم : علاء عريبى منذ 15 دقيقة 28 ثانية عرضنا بالأمس لوجهة نظر د.حلمي قاعد الأستاذ بجامعة طنطا التي دافع فيها عن أسلمة الجامعة وسيطرة الإسلاميين علي المراكز القيادية بها، بحكم أنهم الأغلبية، اليوم نعرض لصورة أخرى للجامعة يقدمها د.إميل شكر الله الأستاذ بجامعة المنوفية، وهى الجامعة القبطية، :» أستاذ علاء .. لقد باتت الحاجة ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى لإنشاء جامعة قبطية تتبني سياسات واضحة ومعلنة ولها خطط إستراتيجية تنموية واضحة من أجل تقدم ورخاء مصر. يتم فيها فصل الدين عن العلم فصلاً تاماً صادقاً لا غش فيه. جامعة لا نرى فيها المظاهر الدينية السلفية والرجعية التي شوهت عقول الطلاب فلا هم أصبحوا علماء ولا هم أصبحوا من ملاك الفضيلة. لقد حان الوقت لكي يتكاتف العلماء ورجال الأعمال المصريين لإنشاء الجامعة القبطية التي تعالج الأخطاء التي ارتكبت بقصد أو بجهل في حق الجامعات المصرية الحكومية. الجامعة القبطية لن تكون جامعة دينية بل جامعة وطنية، تضم أقسام جديدة للحصول على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في تخصصات القبطيات مثل التاريخ القبطي، الفلسفة القبطية، اللغات المصرية القديمة، اللغة القبطية، الآثار القبطية، الفنون القبطية، الأدب القبطي. بالإضافة إلى التخصصات الحديثة مثل علوم النانو تكنولوجي، وعلم الجينات، والهندسة الوراثية، وعلوم الفضاء، وعلوم الطاقة بكل أشكالها وأنواعها، وعلوم المواد، وغيرها.. مع الاهتمام الفائق بالعلوم الأساسية مثل الرياضيات والفيزياء. وسوف تفتح أبواب البحث العلمي في هذه المجالات أمام جميع الطلاب المصريين والأجانب، وسوف تضع الجامعة القبطية اللوائح والقوانين التي تكفل احترام عقول الطلاب قادة مصر المستقبل، وتزرع فيهم قيم حب الوطن والانتماء ومحبة الآخر، وعدم الحقد والكراهية وغيرها من القيم الإيجابية والتي نحتاجها اليوم كثيراً. وسوف تقدم للطلاب أرقي مستويات ممارسة الأنشطة الثقافية والفنية بعيداً عن مخططات جماعات الإسلام السياسي التي تفسد عقول الطلاب بخزعبلات وغيبيات لا علاقة لها بقواعد وأسس التفكير العلمي وتتناقض تماماً مع النظريات العلمية ومتضادة في معظم الأحوال مع أساليب البحث العلمي، وعلم المنطق، ناهيك عن شحن الطلاب بمشاعر الكراهية للوطن والآخر.. الكراهية لكل شيء بما فيها الحياة. إن الجامعة القبطية ستكون جاذبة حيث يشعر فيها جميع الطلاب بالمساواة والأمن والآمان، فجميعهم متساوون في الحقوق والواجبات، والمعيار الوحيد للأفضلية هو الكفاءة والتفوق العلمي، فلن يسمح فيها باستبعاد الطلاب الأوائل إذا كانوا من الأقباط أو من طوائف أو أعراق أخرى. فالحقوق مصانة للجميع وغير منتقصة بسبب الجنس أو الدين أو العرق. في الجامعة القبطية لا يشعر الطلاب بالتمييز فلا فروض ولا قيود على الطالبات لارتداء الحجاب، ولا تحديد لأماكن جلوس الطالبات داخل القاعات كما تفعل جماعات الإسلام السياسي داخل الجامعات الحكومية. وفي فضاء الجامعة القبطية لا تشعر غير المحجبات بالأذى وعدم الطمأنينة وفقدان السلام الداخلي الناتج من نظرات الاستعلاء وكلمات التجريح والتخويف التي تطلقها الجماعات الأصولية داخل الحرم الجامعي، والجامعة القبطية ترحب بوجود التعددية الثقافية والدينية وتحافظ عليها، وتحترم مواعيد الأعياد والمناسبات الدينية لطلابها وتحترم معتقداتهم. ولا توجد فيها أية أسباب لانعزال أية فئة من الطلاب وتقوقعها في فضاءات جزئية مغلقة، لأن الجميع سيندمجون في فضاء مصري واحد يرسخ مفهوم المواطنة ويعزز قيم الانتماء للوطن والعيش المشترك. والحرية المشروطة بحرية الآخرين ستكون متاحة للجميع.. الليبراليون، العلمانيون، البهائيون، اللادينيون، البوذيون،... فالجامعة تبقى جامعة مهمتها الأولى تقديم العلم والعلم فقط. ولكي تستطيع هذه الجامعة أن تكون مصدراً للإبداع العلمي والاكتشافات الحديثة يجب أن يكون التعيين فيها بمسابقات عالمية، بحيث يتقدم للعمل فيها أفضل الكوادر العلمية العالمية من المصريين في الخارج والداخل ومن كافة العلماء من كل الأجناس في كل بقاع الأرض». [email protected]