كوتة للمسلمين بجامعة د.قاعود بقلم - علاء عريبى منذ 8 ساعة 14 دقيقة د.حلمى محمد قاعود الأستاذ بجامعة طنطا من الشخصيات التى احترمها وأثق كثيرا فى مصداقيتها، قرأ مقالى (وهو شرف لى) المعنون ب “كوتة للمسيحيين في القيادات الجامعية”، وكان له تحفظاته، فكتب مشكورا مقالا يرد فيه، ونشره في موقع جريدة المصريون تحت عنوان “كوتة للمسلمين في القيادات الجامعية، والحقيقة لا أعرف لماذا لم يرسله لى، فالوفد بيته ونافذة لكل المصريين، قرأت المقال وسعدت بوجهة نظره، واسمحوا لى أن أنشر اليوم بعض ما جاء بها، وفى الغد أعرض لوجهة نظر أخرى كتبها د.إميل شكر الله الأستاذ بجامعة المنوفية، بعنوان “جامعة للأقباط”، ثم اسمحوا لى أن اعلق فيما بعد على د.قاعود الرجل الجميل الذي أعتز بعقليته وصدقه وطهارة يده، وكذلك على د.شكر الله الذي لا يقل نقاء عن د.قاعود، والاختلاف لا يفسد للود قضية: “ كتب الأستاذ علاء عريبي ( فى الوفد 7 /9/2011 م ) ، مقالا بعنوان كوتة للمسيحيين في القيادات الجامعية، يبدي فيه مخاوفه من عدم وصول الأساتذة النصارى إلى مناصب جامعية في ظل نظام الانتخابات الذي يطالب به جموع الأساتذة، لأن المسلمين الذين يقولون بعدم ولاية الكافر لن ينتخبوه، المقال في عمومه هجاء معتاد من نفر من الكتاب والمثقفين الذين يرون في الإسلام جريمة خطيرة يجب القضاء على مقترفيها حتى تهدأ الأحوال في مصر، يظن الكاتب أن نظام انتخابات القيادات الجامعية هو أول مسمار في نعش مفهوم الدولة المدنية، وبداية نهاية المصريين المسيحيين داخل الجامعات، وأنه أول خطوة لأسلمة المؤسسات الحكومية، كما أنه يعد كذلك المرحلة الأولى لتدشين مفهوم الإخوة في الدين قبل الإخوة في الوطن، وأعتقد أن الأيام القادمة سوف نشاهد خلالها كيفية قيام هذا النظام بتحول الجامعات إلى مؤسسات عنصرية. وواضح أن رؤية الكاتب تركز أساسا على إقصاء الإسلام من الحياة والواقع، بوصفه مشكلة، بل جريمة كما قلت من قبل، تقترفها طائفة متعصبة في المجتمع أي المسلمون، أو المتأسلمون كما يصفهم الكاتب، أي أدعياء الإسلام، أي الكفار، وهو وصف منقول عن شيوعي حكومي من أنصار النظام البوليسي الفاشي البائد، ويرأس حزبا قيادته شيوعية حكومية، ويعد فرعا من فروع الحزب الوطني المنحل . الكاتب يتجاهل أن المسلمين في مصر ليسوا طائفة، وليسوا أقلية بل هم كل الشعب المصري باستثناء الشيوعيين واللادينيين والمتمردين الطائفيين، فالإسلام دين الأغلبية بوصفه عقيدة وشريعة، ودين الأقلية بوصفه حضارة وثقافة، فالمجتمع المصري كله مجتمع مسلم بالإيمان والفكر باستثناء فلول الاستعمار والصهيونية الذين سماهم الشهيد سيد قطب الإنجليز السمر. إن الدولة المدنية ( العلمانية ) التي يشير إليها كتاب السلطة البائدة ومثقفو الحظيرة قد ماتت منذ زمان، وشيعها الشعب المصري المسلم إلى مثواها الأخير منذ عام 1967م عام الهزيمة الأشهر والأكبر في تاريخ مصر، ولذا فهي ليست محتاجة إلى مسمار في نعشها كما يشير الأستاذ عريبي ! ثم يتنبأ الكاتب بأن الانتخابات بداية النهاية للمسيحيين في الجامعات، وهذا كلام خطير يشحن النفوس ضد المسلمين، وضد أفضل آلية لاختيار القيادات الجامعية في الظروف الراهنة وهي الانتخاب، ويبدو أن الكاتب متأثر ببعض الدعايات الفجة التي يروجها المتمردون الطائفيون حيث يرددون كثيرا من الأكاذيب والضلالات لابتزاز النظام ( سابقا ولا حقا ) وتحقيق امتيازات لا يستحقونها، ولعلى أذكره بأن الجامعة المصرية في الثلاثينيات والأربعينيات، حتى الستينيات كانت تحت هيمنة مسيحية على العديد من الكليات ، مثل الطب والصيدلة والعلوم والهندسة والتجارة ومعاهد الصيارفة، في هيئات التدريس بل في الطلاب الذين كانوا يشكلون أغلبية بحكم قدرات أسرهم المالية التي كانت تفوق قدرات معظم أسر الشعب المصري آنئذ ، ومع ذلك لم يغضب المسلمون. أستغرب جدا من الكاتب أن يتحدث عن أسلمة الجامعات ، وكأن الجامعات كافرة يجب إدخالها إلى الإسلام، من الطبيعي أن تكون الجامعات مجالا للأغلبية الساحقة والأقلية العددية، وجميعهم كما قلت سلفا مسلمون بالعقيدة أو الحضارة .. لماذا هذا الرعب وذلك الفزع من الإسلام ؟ ولماذا وضع العربة أمام الحصان ، وافتعال معارك لا وجود لأسبابها ؟”.