اعلن سيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي انقاذ الطيار الثاني لطائرة سوخوي-24 الروسية التي اسقطتها تركيا خلال عملية خاصة مشتركة بين القوات السورية والروسية. فى الوقت الذى اعلنت روسيا ان بلادها ستنشر انظمة دفاع اس-400 مضادة للصواريخ في قاعدة حميميم الجوية في سوريا. وقال شويجو للوكالات الروسية ان العملية كانت ناجحة واعيد الطيار الى قاعدتنا حميميم في سوريا وأتوجه بالشكر الى كل عناصرنا الذين قاموا بمجازفات كبرى طوال الليل لإنقاذ الطيار. وقد قتل الطيار الثاني. واضاف الوزير الروسي ان عملية الانقاذ التي تمت بالتعاون بين القوات الخاصة الروسية والسورية استغرقت 12 ساعة .وكانت هيئة الاركان الروسية اعلنت مقتل الطيار الثاني اثناء هبوطه بالمظلة ،مضيفة ان جنديا يشارك في عمليات الانقاذ قتل بعدما تعرضت مروحية مي-8 لنيران. وأوضح وزير الدفاع الروسي ان روسيا ستنشر انظمة دفاع اس-400 مضادة للصواريخ في قاعدة حميميم الجوية في سوريا.وسيتم نشر هذه البطاريات المضادة للصواريخ من الجيل الجديد استكمالا للتدابير التي اعلنت عنها هيئة اركان القوات الروسية ومنها ارسال الطراد موسكفا التابع للأسطول الروسي والمجهز بمضادات أرضية وتخصيص مطارات لمواكبة طلعات القاذفات الروسية من الآن وصاعدا. واكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر انظمة المضادات قائلا: »آمل في ان يكون نشرها وكذلك الاجراءات الاخرى المتخذة كافية لضمان امن طائرات الجيش الروسي «. واكد بوتين ايضا ان الطيار الثاني تم انقاذه ، مضيفا انه سيتم تكريمه مع كل المشاركين في عمليات الانقاذ بمراسم الشرف. كما اوصى الرئيس الروسى مواطنيه بعدم زيارة تركيا، احدى القبلات السياحية للروس، غداة اسقاط الجيش التركي مقاتلة روسية قرب الحدود السورية. وقال بوتين في تصريحات نقلها التليفزيون: »ما العمل بعد وقائع مفجعة كهذه، تدمير طائرتنا ومقتل طيار؟ انه اجراء ضروري ووزارة الخارجية احسنت بتحذير مواطنينا من مخاطر زيارة تركيا». واضاف «بعد ما حصل لا يمكننا استبعاد حوادث اخرى واذا وقعت، سيكون علينا الرد. ان مواطنينا الذين يتواجدون في تركيا قد يجدون انفسهم في خطر». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نصح الروس بعدم السفر الى تركيا بسبب التهديد الارهابي. وفى انقرة، اكد رجب طيب اردوجان رئيس الوزراء التركي ان تركيا تريد تجنب اي «تصعيد» مع موسكو بعدما اسقط طيرانها مقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي بحسب قولها، على الحدود السورية.وقال اردوجان امام منتدى دول اسلامية في اسطنبول :»ليس لدينا على الاطلاق اية نية في التسبب بتصعيد بعد هذه القضية» مضيفا :»نحن نقوم فقط بالدفاع عن امننا وحق شعبنا».واكد اردوجان ان تركيا لم تؤيد ابدا التوتر والازمات وانما تؤيد على الدوام السلام والحوار.لكنه اضاف :»يجب الا يتوقع احد منا ان نلزم الصمت حين ينتهك امن حدودنا وسيادتنا».وقال اردوجان ان مواطنين تركيين اصيبا بجروح من جراء حطام الطائرة التي سقطت على الجانب التركي من الحدود.ورفض الرئيس التركي ما تؤكده تركيا بان الطائرة كانت في مهمة لمكافحة الارهاب ضد تنظيم «داعش « في شمال سوريا قائلا ان المنطقة مأهولة بالاقلية التركمانية في سوريا. وفى باريس ، اعلن الكسندر اورلوف السفير الروسي في باريس ان بلاده على استعداد لتشكيل «هيئة اركان مشتركة» ضد تنظيم «داعش « تضم فرنساوالولاياتالمتحدة وحتى تركيا بالرغم من تصاعد التوتر بين انقرةوموسكو.وقال اورلوف متحدثا لاذاعة اوروبا 1 الفرنسية :»اننا مستعدون للتخطيط معا لضربات على مواقع داعش ولتشكيل هيئة اركان مشتركة من اجل ذلك مع فرنسا وامريكا وكل الدول الراغبة في المشاركة في هذا الائتلاف». واضاف ان كان الاتراك يرغبون في ذلك ايضا، فاننا نرحب بهم. ومن جهة اخرى ، أرجع الرئيس الأمريكي ، حادث إسقاط الطائرة الروسية على الحدود الروسية التركية إلى استهداف الروس المعارضة السورية المعتدلة على الأرض. وقال : «أعتقد أن هذا الأمر يشير إلى مشكلة مستمرة بشأن العمليات الروسية، ذلك أن الروس يعملون على مقربة من الحدود التركية، وهم يستهدفون المعارضة المعتدلة التي تدعمها تركيا والكثير من البلدان الأخرى. إذا كانت روسيا تستهدف داعش فإن احتمالات الأخطاء والتصعيد تقل نتيجة لذلك». أعرب الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد محادثات اجراها مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في البيت الابيض، عن تحفظات شديدة حيال امكانية التعاون مع روسيا ما يحد من امكانية تشكيل «ائتلاف» كبير يضم موسكو. وقال أوباما، إن تنظيم داعش يشكل تهديدا خطيرا لكل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعلينا تدميره وتدمير عزيمة أيديولوجيته، مضيفاً أن الجماعات الإرهابية يمكنها أن تضربنا ولكن لن تهزمنا. وقال أوباما «سننتصر على داعش». وحذر اوباما بوضوح بأن التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون في غاية الصعوبة طالما انه ليس هناك تغيير استراتيجي في موقفه حيال الملف السوري. وقال انه ان كانت اولوية روسيا مهاجمة المعارضة المعتدلة التي يمكن ان تكون جزءا من حكومة سورية مقبلة، فإن روسيا لن تحظى بدعم ائتلافنا .