دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم إلى توحيد مؤشرات تسعير الغاز بهدف الابتعاد تدريجياً عن تقلبات أسواق النفط العالمية وترتيب أولويات استخدام الغاز الطبيعي باتجاه الاستخدامات ذات القيمة المضافة وفي مقدمتها البتروكيمياويات والأسمدة، معربا عن استعداد العراق لاستضافة القمة المقبلة للدول المصدرة للغاز. واقترح معصوم، في كلمة العراق أمام قمة منتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي في طهران اليوم الإثنين، تقييم بدائل الغاز الطبيعي في استخدامات الطاقة النووية والطاقات المتجددة وكذلك الغاز الطبيعي الصخري، وتهيئة منظومة تصدير متطورة ومتفرعة إقليمياً من خلال أنابيب متعددة الأطوال والقياس بين الدول الإقليمية المنتجة والمستهلكة، تربط شبكات دول الخليج وبحر قزوين والبحر الأسود والمتوسط معاً، ومنها إلى دول العالم الأخرى على أساس المصالح المشتركة والمرونة في التحكم. ولفت إلى أن العراق يمكنه أن يكون منطقة محوريةً لهذه الشبكة لما يتمتع به من موقع جغرافي مناسب بين الدول المنتجة والمستهلكة.. وقال: إن القمة تمثل إحدى ثمرات التعاون والتنسيق بين دولها بما يحقق للجميع التقدم والانتصار على عوامل الفقر والضعف والتبعية. وأضاف أن الغاز من أهم مصادر الطاقة التقليدية ويمثل مستقبل هذه الطاقة كما أنه صديق اكثر للبيئة ويدخل في استخدامات لا تعد ولا تحصر، سواء في توليد الطاقة أو في الصناعات البتروكيمياوية أو الزراعية وسواها. وأشار إلى أن العراق يمتلك احتياطات من الغاز تبلغ 131 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، فيما يبلغ الاحتياطي الإجمالي للغاز المصاحب نحو 98 ترليون قدم مكعب، ويبلغ الاحتياطي الإجمالي للغاز الحر حوالي 33 ترليون قدم مكعب ويمثل نسبة 25% من احتياطات البلاد من الغاز.. مشيرا إلى أن العراق يحتل المرتبة الحادية عشرة وسيرتفع مع استكمال عمليات الاستكشاف التي تعطلت لعقود طويلة بسبب الحروب. وتابع "لدى العراق مشروعان مع إيران عبر محافظة ديالى وقد انجز تقريباً، والثاني عبر محافظة البصرة تم الاتفاق عليه مؤخراً، والمباحثات بشأنه متواصلة مع الكويت والأردن للتعاون في مجال الغاز" .. منوها إلى أن العراق يستثمر وضعه الاقتصادي والجغرافي الاستراتيجي من أجل استقطاب الدول المنتجة والمستوردة للغاز الطبيعي". وأوضح أن العراق مؤهل لأن يكون منفذاً وممراً لدول كثيرة إذا تمت الاستفادة من كل الدراسات المقترحة في هذا المجال ما يفضي إلى تدعيم التعاون الإقليمي الذي أصبح ضرورة وحاجة لكل بلد وكذلك لربط المصالح المشتركة وتحقيق الاستقرار والتقدم الاجتماعي والتنمية البشرية والاقتصادية لبلداننا ومنطقتنا والعالم أجمع. على صعيد متصل، بحث معصوم على هامش القمة مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال،بحضور وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي، سبل تبادل الخبرات بين البلدين والاستفادة من خبرات الجزائر لا سيما في المجال الاقتصادي. واتفق الجانبان على ضرورة توسيع أفق التعاون في مجال النفط وتطوير العمل المشترك في إطار منظمة "أوبك" من ناحية التنسيق والتضامن.. بينما أكد سلال دعم بلاده الكامل للعراق في حربه ضد الإرهاب الذي يمثل خطراً كبيراً وتهديداً واضحاً لكل دول العالم.