شهدت جمهورية مالي أمس، عملية إرهابية جديدة، بعدما اقتحم مسلحون مجهولون فندق "راديسون بلو"، وسط العاصمة "باماكو"، واحتجزوا 170 رهينة، منهم صينيان، و6 أتراك، وفرنسيان، و20 هنديًا، و30 موظفًا من عمال الفندق، وهو ما تبعه حصار الشرطة المالية لموقع الفندق، وتبادل إطلاق النار مع المقتحمين لتحرير الرهائن؛ ما أسفر عن مقتل 8 مواطنين. وتحتوي جمهورية مالي على خليط من التنظيمات الإرهابية المتطرفة، حيث تسيطر هذه التنظيمات على ثلثي الجمهورية منذ بداية عام 2012. "الوفد" ترصد في هذا التقرير أبرز التنظيمات الإرهابية وأكثرها قوة في جمهورية مالي. "جماعة التوحيد والجهاد".. برز دورها في العمليات الإرهابية منذ عام 2011، الذي شهد أول ظهور لها استغلت فيه حالة التوتر الأمني التي شهدتها البلاد إبان الانقلاب العسكري الذي وقع في 22 مارس 2012، وتمكنت من احتلال شمال مالي. يعد تنظيم "التوحيد والجهاد" واحدًا من أخطر التنظيمات الإرهابية وأكثرها رعبًا في مالي وإفريقيا، لكونه مسلح وممول بشكل جيد، فضلًا عن قيامه بتكثيف عملياته الإرهابية منذ ظهوره؛ وتمركزه في الهضبة الصحراوية الشاسعة الممتدة في منطقة "تساليت"، وفرض سيطرته بلا منازع على عدد من القرى في تلك المنطقة. وقديمًا كان لجماعة التوحيد علاقة بتنظيم القاعدة، ألا أنها انفصلت عنه، وانتشرت في بلاد المغرب الإسلامي؛ تحت دعوة نشر فكر الجهاد في غرب إفريقيا بدلًا من الاكتفاء فقط بمنطقة المغرب أو منطقة الساحل. وتتشكل الجماعة الجهادية من عصابات لتهريب المخدرات وتهريب الأسلحة، كما كان لها سجل كبير في العمليات الإرهابية، فقد هددت السلطات الجزائرية بالقيام بهجمات انتقامية إذا لم يتم الإفراج عن جهاديين اعتقلتهم في أغسطس 2012. كما أعلنت في وقت سابق عن مسؤوليتها بشأن اختطاف ثلاثة رهائن أوربيين عام 2012، وسبعة دبلوماسيين جزائريين في مدينة كاو في ابريل 2012، وفي كل عملية تطلب الجماعة أموال طائلة من الجهات السيادية المسئولة؛ من أجل الإفراج عن الرهائن. "كتيبة الملثمين المرابطين".. تعتبر كتيبة الملثمين إحدى أبرز الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في منطقة الصحراء الكبرى، لكنها انفصلت عنه بعد ذلك، ويقودها المختار بالمختار الملقب بالأعور، وهو أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في الصحراء. وتنشط كتيبة الملثمين في محافظة غاوه بالشرق الشمالي لجمهورية مالي، ولا يُعرف العدد الحقيقي لأفرادها بالتحديد، ولكن تشير بعض التقارير إلى أنها أكثر المجموعات التابعة للقاعدة عددًا، وأكثرها تسليحًا. "جماعة أنصار الدين"... انبثقت جماعة أنصار الدين، من حركة "تحرير أزواد" التي تقوم على الطوارق المتمردين في مالي عام 2011، وهي واحدة من أقوى التنظيمات المسلحة التي سيطرت على شمال مالي، وتعرف نفسها بأنها حركة شعبية جهادية سلفية. تأسست على يد الزعيم الطوارقي، إياد غالي، الذي أخذ من جبال "أغارغار" مقرًا لها، وبدأ في تجميع المقاتلين الطوارق تحت مسمى "حركة أنصار الدين". وتعد الحركة من أكبر التنظيمات المسلحة، من حيث العدد، فهي تضم من 5000 إلى 10000 رجل؛ وذلك لأن جماعة أنصار الدين تنظيم له جذور في تاريخ أهالي أزواد التحرري، منذ الاستعمار الفرنسي، إلى استقلال مالي، عام 1960. ورغم التقارب بينها وبين تنظيم القاعدة، ألا أن "أنصار الدين" تحاول التميز في منهجها عن القاعدة، وظهر ذلك جليًا عندما سعت إلى تحرير رهائن احتجزهم تنظيم القاعدة في آواخر العام الماضي، وعبرت عن استعدادها للحوار السياسي مع الحكومة في باماكو. "أنصار الشريعة".. ليست من التنظيمات الإرهابية ذات القوة والفاعلية على أراضي مالي، حيث يقيم أعضاء تنظيم أنصار الشريعة في مدينة غاو، وهي أكبر مدن الشمال المالي، وينحدر أغلب قادة التنظيم من قبيلة "البرابيش" المنتشرة في منطقة "تمبكتو". وأسسها عمار ولد حماها، الذي سبق وطاف على كل الجماعات الإسلامية في مالي قبل أن يشكل كتيبته بعد انشقاقه مباشرة من جماعة التوحيد والجهاد. "القاعدة".. يعد تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" إحد الجماعات الإرهابية التي نشأت عام 2007 عقب انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية إليه، وقام التنظيم في ذلك الوقت ببناء قواعد خلفية له في مناطق الصحراء الكبرى، ومن بينها شمال مالي منذ سنوات، وينطلق منها لشن عملياته. وكان التنظيم وراء اختطاف الرهينة الفرنسية "بيار كامات" عام 2009 في مالي، الذي أفرج عنه عام 2010، كما أن تنظيم القاعدة أعلن في نهاية 2011 مسؤوليته عن خطف 5 أجانب منهم فرنسيان و3 من دول أوروبية.