أكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن "عبد الحميد أباعود" لعب بالتأكيد دورًا رئيسيًا في هجمات باريس، مشيرًا إلى أن التحقيقات ستظهر مدى تورطه وستسمح بتحديد مسار هذا الجهادي البلچيكي المغربي المنحدر من منطقة "مولينبيك" ببلجيكا. وأضاف أن أجهزة استخبارات دولة أجنبية خارج أوروبا كشفت يوم 16 نوفمبر (أي عقب الهجمات) علمها وجود "أباعود" في اليونان. ولفت وزير الداخلية الفرنسي إلى أن "أباً عود" قد صدرت بحقه مذكرة توقيف أوروبية ودولية وكذلك عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا، مؤكدًا أن الاستخبارات الفرنسية قد تأكدت في الأشهر الأخيرة من تورطه في مخططات لشن هجمات ضد فرنسا فضلًا عن الدور الذي يلعبه داخل تنظيم داعش. وأضاف أنه تم التأكد من تواطؤه في مخطط ضرب كنائس بمنطقة "فلجيويف" بباريس في أبريل الماضي، بالإضافة إلى صلته بجهادي عائد من تركيا في يونيو 2015. وتابع أن التحريات ما زالت جارية للتأكد إذا كان متورطًا في مخطط ضرب قطار "تاليس" أمستردام-باريس في 21 أغسطس الماضي. وقال إن الإدارة العامة للأمن الداخلي أوقفت في أغسطس مرشح للجهاد اعترف خلال استجوابه بأنه تم تدريبه وتكليفه من قبل "أبا عود" لشن هجمات في فرنسا أو بلد أوروبي آخر. وأوضح أن "أبا عود" متورط في أربعة من ستة هجمات تم إحباطها من الأجهزة الفرنسية منذ الربيع 2015، وهي اعتداءات يتطابق فيها الأسلوب المتبع وهو التخطيط من الخارج لعمليات يقوم بها جهاديون أوروبيون تم تدريبهم على استخدام السلاح قبل إعادتهم لأوروبا لشن اعتداءات. وعلى جانب آخر، أشار كازنوف إلى أنه نظرًا لأهمية التعاون في مكافحة الإرهاب فقد دعا إلى عقد اجتماع عاجل غدًا الجمعة ببروكسل لمجلس وزراء الداخلية والعدل بالاتحاد الأوروبي لبحث كافة المسائل الأمنية في إطار أوروبي، بحضور وزيرة العدل كريستيان توبيرا. وشدد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف على ضرورة أن تعيد أوروبا تنظيم نفسها لمواجهة التهديدات الإرهابية. وقال إن هناك حاجة عاجلة لأن يتبنى الاتحاد الأوروبي قبل نهاية العام الجاري اتفاقًا لإنشاء سجل موحد للمسافرين جوًا داخل الاتحاد وتشديد الرقابة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ومواجهة الاتجار بالسلاح.