نساء كسرن القاعدة وغيّرن المتعارف عليه في تقاليد العالم، بعد توليهن مناصب قيادية كانت مُحرمة على جنسهن، ولكنهن استطاعن صعود درجات سلم النجاح سريعًا، وامتلكن مهارات أهلتهن إلى تلك المهام الصعبة، حتى حفروا أسمائهن في تاريخ القيادة النسائية حول العالم. "أول امرأة ترأس برلمانًا عربيًا": "أمل القبيسي" كانت آخر سيدة تكتب سطرًا جديدًا في تاريخ المرأة مع المناصب الهامة، حيث فازت الإماراتية اليوم، برئاسة المجلس الوطني الاتحادي -البرلمان- بالتزكية في الإمارات، واعتبرت بذلك أول سيدة في الوطن العربي تتولى رئاسة البرلمان. وكان ماجد الشامسي، رئيس الجلسة الإجرائية الأولى للمجلس الوطني الاتحادي، أعلن فور القبيسي رئيسًا للمجلس اليوم، وقام بتسليمها المنصب الرئاسي. حصلت "القبيسي" على الدكتوراه من المملكة المتحدة عام 2000، وسجلت أول فوز نسائي في الانتخابات المحلية التي أجريت للمرة الأولى في الإمارات، واحتلت المرتبة الثالثة بين الفائزين الأربعة عام 2012. ولم يكن المنصب الأولى الذي تحصل عليه "القبيسي"، فكانت عضو المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات، وقتما كانت عضوة في هيئة التدريس بكلية الهندسة جامعة الإمارات قسم الهندسة المعمارية لمدة 6 سنوات. علاوة على ذلك فإن القبيسي عضو في العديد من المنظمات العالمية المعروفة في مجال الهندسة، والحفاظ على التراث والآثار والمباني التاريخية، مثل مركز التراث العالمي، والمجلس الدولي للآثار والمواقع الأثرية. واهتمت القبيسي بالتراث الإماراتي والهوية المحلية، فقدمت العديد من الدراسات والبحوث العلمية خلال هذا المجال، كما ركزت على إبراز التراث المعماري الإماراتي. واشتركت في العديد من الأعمال التطوعية في هذا المجال، من خلال الاهتمام بالمواقع الأثرية والمباني التاريخية المهددة بالخطر والحرص على ترميمها، والاهتمام بها بالتعاون مع الحكومة الإماراتية. "أول امرأة ترأس مجلس الوزراء": تمتعت بإرادة حديدية وأعصاب فولاذية، فكانت تعمل 16 ساعة متواصلة خلال اليوم، وظل شعارها طوال مسيرة حياتها هو التقشف والبساطة، وسجل التاريخ اسمها كأول امرأة تصبح رئيسة للوزراء عندما أنتخبت رئيسة للوزارة في سريلانكا 1960. هي " سيريمافو بندرانيكا" التي ولدت عام 1916 من عائلة أرستقراطية عريقة تنتمي إلى طبقة "الجويوجاما" ذات التاريخ العريق في تولي المناصب الوزارية. أتمت "سيريمافو" تعليمها سريعًا، وتزوجت من سولومون بندرانيكا عام 1940، وكان يتولى وقتها منصب وزير الصحة والحكم المحلي، إلا أن عائلتها رفضت هذا الزواج لعدم تكافؤ المستوى الاجتماعي للعائلتين، وفارق العمر بينهما الذي يصل إلى 16 عامًا. وجهت بندرانيكا جهودها للعمل الاجتماعي حتى أصبحت عضوًا في أكبر تنظيم نسائي في سيلان وأصبحت رئيسة له، فعملت على رفع مستوى المرأة الريفية والعاملة في سيلان. واغتيل زوجها عام 1959 بتحريض من خصومه السياسيين، فكان ذلك الحادث الأليم دفعة قوية لها لتولي رئاسة حزب الحرية السريلانكي بعد ثلاثة شهور فقط من وفاته. ثم تحولت بندرانيكا بكل طاقاتها إلى العمل السياسي فخاضت معركة الانتخابات العامة عام 1960 وحققت انتصارًا ساحقًا، وأحرز حزبها أكبر أغلبية برلمانية مذ إنشائه، وهكذا تولت منصب رئيس الوزراء كأول امرأة في التاريخ تشغل هذا المنصب. "أول امرأة تتولى رئاسة جمهورية": إحدى الوجوه النسائية التي برزت في مجال السياسة العالمية سريعًا، لُقبت ب"صاحبة المعجزات السياسية والأرقام القياسية"، هي "فيغديس فونبوغاتير"، أول امرأة تتولى منصب رئيس الجمهورية في العالم. وتولت "فونبوغاتير"، رئاسة جمهورية إيسلندا منذ عام عام 1980، حتى عام 1996، وكانت أول رئيس جمهورية في أوروبا، والمرأة الأولى في العالم التي تنتخب مباشرة من الشعب، وصاحبة الرقم القياسي، من حيث طول الفترة الرئاسية، وسط النساء اللائي جلسن على كراسي الرئاسة في العالم. "مارجريت تاتشر": واحدة من أعظم نساء العالم، التي لقبت باسم "المرأة الحديدية"، بسبب قوتها وصلابة إرداتها، هي مارجريت تاتشر، أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في تاريخ بريطانيا العريقة، وهي أكثر الشخصيات شعبية بين رؤساء الحكومة البريطانيين. وهي أيضًا أول رئيسة للوزراء يتم انتخابها ثلاث مرات متتالية، وكان فوزها في كل مرة ساحقًا، كما أنها صاحبة أطول مدة على كرسي الحكم، إذ استمرت أحد عشر عامًا متصلة، ولذلك أطلق على حقبة الثمانينات عقد "التاتشرية" نسبة إليها. ولدت تاتشر عام 1925، ودخلت المسار السياسي سريعًا، ولكنه بدأ بمحاولتين فاشلتين، ثم بعدهما نجحت في الانتخابات البرلمانية لتصبح عضوًا في مجلس العموم البريطاني، وهناك أخذت مواهبها السياسية تتفتح، حتى باتت هذه الجلسات مجالًا لتظهر فيها "مارجريت" براعتها الخطابية وأسلوبها المؤثر وصوتها الرزين وشخصيتها الأسرة. وفي حكومة "إدوارد هيث"، تولت منصب وزيرة التعليم، وبعدها ترشحت في انتخابات زعامة حزب المحافظين البريطاني، وحققت انتصارًا ساحقًا على خصومها وترأست الحزب، الذي أهالها بعد مشوار سياسي كبير إلى أن تصبح أول رئيسة للوزراء في تاريخ بريطانيا.