أثارت اعترافات السيدة «فاكلان» والدة الثلاثة شبان من عائلة عبدالسلام المتهمين فى تفجيرات باريس الجمعة الماضية اهتمام وسائل الإعلام العالمية، حيث أكدت الأم أن ابنها «إبراهيم» الذى قام بتفجير نفسه أمام مطعم «كومبتوار فولتير كافيه كان يعاني من الضغط النفسى والعصبى والذى ربما نتج عنه رغبته في التخلص من حياته بهذه الطريقة. جاءت تصريحات الأم من خلال تحقيق تم إجراؤه معها فى بلجيكا حيث مقر إقامتهم الأصلى، وكان إبراهيم الانتحارى أمضى بعض الوقت فى سوريا فى فترة سابقة استمرت مدة طويلة دون تحديدها، إلا أن الشرطة البلجيكية اعتقلت أحد إخوة إبراهيم الانتحارى ويدعى محمد، وجارى البحث عن الأخ الثالث صلاح الذى بات مطلوبا على المستوى الدولى فى قضايا تتعلق بالأمن. وأكد «محمد» أن عائلته أو والديه لم يكونوا يعلموا أن إخوته فى باريس، وقال انهم «مصدومون» مما سمعوه ورأوه عما اقترفت أيدى إخوته من جرائم، وأضاف «محمد» أنه علم بتورط اخوته فى الهجمات من التليفزيون، وأشار إلي أنه لم يسبق وأن تسبب فى أى نوع من المشكلات التى يحاسب عليها القانون، مؤكدا ان صحيفته الجنائية بيضاء وخالية من أية اتهامات، وأبدى محمد رغبته فى العيش فى سلام، وقال إنه يفكر ويتألم للضحايا وأسرهم التى تعاني من فراقهم أو إصابتهم جراء الهجمات. وفى إطار التحقيقات مع أقارب المتهمين، قال ابن عم الإخوة الإرهابيين إنه شاهد إبراهيم منذ ثلاثة أيام، ولم يبدو عليه أية علامات أو تصريحات تدور حول العنف أو الغضب بسبب ما أو نيته فى القيام بالعملية الانتحارية، وأضاف الشاهد أن إبراهيم كانت ظهرت عليه بعض علامات وأفكار التشدد الدينى منذ عودته من سوريا قبل القيام بالعملية الانتحارية. وكان «إبراهيم» يعمل ويمتلك أحد المطاعم فى بلجيكا، إلا أن الشرطة قامت بإغلاقه الأسبوع الماضى كما ذكرت صحيفة «لو باريزيان» بسبب روائح الطعام النفاذة، والتى أبدى السكان المجاورون استياءهم منها. وفى لقاء أجرته إحدى وسائل الإعلام ونقلته صحيفة «التليجراف» لأحد جيران الأسرة المتورطة فى هجمات باريس، قالت إحدى السيدات الباكستنيات التى تبلغ من العمر 48 سنة وتمتلك محل ملابس مجاور لمسكن الأسرة، إنها لم تشاهد أية علامات للتشدد الفكرى أو معاداة الغير من الإخوة الثلاثة المتورطين فى الهجمات الإرهابية، وأضافت السيدة أنهم كانوا يلقون عليها السلام والتحية دائما عند دخولهم وخروجهم من منزلهم، وتضيف السيدة أن أسرة المتهمين التى تنحدر من أصل مغربى هى كبيرة، حيث ان هناك أخا رابعا صغير السن وأخت فى الترتيب الخامس تبلغ من العمر 20 عاما. وأدلت السيدة ببعض المعلومات عن المنتحر إبراهيم حيث قالت ان متزوج هو وشقيقه محمد ولديهما العديد من الأطفال الصغار، وذكرت أن كل أفراد الأسرة يقيمون مع بعضهم البعض، إلا أن إبراهيم انتقل منذ ثلاثة أو أربعة شهور للعيش بمفرده فى إحدى الشقق فى حى «مولينبييك» القريب من العاصمة البلجيكية بروكسل.