تناولت صحف أمريكية هجمات تنظيم الدولة "داعش" على باريس بالنقد والتحليل، ووصف كتاب ومحللون غربيون هجمات باريس بأنها مرعبة وصادمة وأنها هزّت العالم أجمع، ودعا بعضها الإدارة الأمريكية إلى ضرورة تغيير استراتيجيتها في مواجهة تنظيم الدولة "داعش". فقد وصفت صحيفة (واشنطن تايمز) هجمات باريس بأنها الأعنف التي تضرب فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، وأشارت إلى تصريحات للرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل أيام، والتي أوضح فيها أنه تم احتواء تنظيم الدولة والسيطرة عليه، وذلك في أعقاب استهداف طائرة أمريكية "للجهادي جون". لكن الصحيفة علقت على تصريحات أوباما بالقول في افتتاحيتها إن هجمات باريس تثبت أنه لم يتم احتواء تنظيم الدولة بعد، داعية الولاياتالمتحدة إلى ضرورة تبني إستراتيجية جديدة في مواجهة ذلك التنظيم. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة (نيويورك تايمز) في افتتاحيتها إن أجواء الرعب سيطرت على باريس، وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وصف الحادثة بأنها تمثل هجوما على الحريات والقيم الفرنسية، وأنه توعد بالرد والانتقام. ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب روجر كوهين قال فيه إنه "إذا أردتم إنقاذ باريس، فعليكم إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة". وأضاف أن الهجمات على باريس تعد حربا فعلية وإنها تتطلب قيام حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالتدخل، وذلك لأن الحرب على فرنسا تعني الحرب على أوروبا جميعها. كما نشرت الصحيفة مقالا للكاتبة باميلا دراكرمان تحدثت فيه عن ردة الفعل لدى الفرنسيين في أعقاب سماعهم أنباء الهجمات المرعبة التي استهدفت باريس. وفي تحليل مطوّل بالصحيفة كتبه بيتر باكر وإيريك شميت، أشار الكاتبان إلى ضرورة تبني الإدارة الأمريكية إستراتيجية أكثر صلابة ضد تنظيم الدولة. وقالا إن "جنود دولة الخلافة" بدؤوا يقاتلون خارج نطاق حدودها في سوريا والعراق، وأشارا إلى أن تنظيم الدولة استهدف الأيام الأخيرة كلا من روسيا ولبنان وفرنسا. وفي تحليل آخر لمايكل شير بالصحيفة، قال الكاتب إن هجمات باريس ستفرض نفسها على أجندة قمة مجموعة العشرين التي انطلقت اليوم في تركيا، وأوضح أن الرئيس أوباما سيناقش كيفية مواجهة التطرف مع قادة العالم. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) في افتتاحيتها إن الرعب قد حل في باريس، ونسبت إلى شهود عيان حديثهم عن ردود أفعالهم على الهجمات وعلى ما شاهدوه من رعب أثناء تعرض الفرنسيين للهجمات الدامية. من جانب آخر، نشرت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) مقالا للكاتبة يوني هونج قالت فيه إنه لم يعد مستغربا تعرض فرنسا لهجمات المتطرفين، وأشارت إلى أن البعض يشبه الهجمات على باريس بهجمات سبتمبر التي استهدفت الولاياتالمتحدة عام 2001. ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب سكوت مارتيل قال فيه إن هجمات باريس تثبت أن تنظيم الدولة بدأ يوسع من نطاق جنونه، وأنه بدأ يشن هجماته على المستوى الدولي. وأشار إلى أن تنظيم الدولة وصف الهجمات على باريس بكونها بداية الإعصار.