طالبت موسكو وزارة الخارجية الأمريكية بالتدخل في قضية الطيار الروسي المحتجز لدى واشنطن قسطنطين ياروشينكو من أجل إجراء الفحص الطبي له والشروع في علاجه بشكل متكامل. وكتب مفوض الخارجية الروسية لحقوق الإنسان قسطنطين دولغوف في حسابه على موقع "تويتر"، أن الخارجية الروسية اتصلت بالسفارة الأمريكية في موسكو على خلفية معلومات عن تدهور خطير لحالة ياروشينكو الصحية، ورفض إدارة سجن "فورت ديكس" الذي يحتجز فيه، السماح بإجراء فحص طبي للمواطن الروسي بمشاركة طبيب السفارة الروسية، إذ وصفت الخارجية الروسية تصرف سلطات السجن حيال ياروشينكو بأنه أمر غير مقبول. وأضاف دولغوف: "إننا سنواصل إصرارنا بحزم من أجل إجراء فحص طبي وتنظيم علاج متكامل ل ياروشينكو". بدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لم تتلق بعد جوابا من وزارة الخارجية الأمريكية على الدعوة إلى التدخل في قضية ياروشينكو. تجدر الإشارة إلى أن ياروشينكو أصبح أول مواطن روسي احتجز بطلب السلطات الأمريكية خارج أراضي الولاياتالمتحدة وأدين من قبل القضاء الأمريكي. وأدى إصرار واشنطن على هذه الممارسة التي تعتبرها موسكو غير شرعية، إلى اندلاع أزمة دبلوماسية بين البلدين، إذ يصف الجانب الروسي احتجاز مواطنه في الخارج من قبل عملاء أمريكيين أو سلطات دول أخرى بطلب واشنطن ب"عمليات اختطاف". وفيما يخص ياروشينكو البالغ من العمر 47 عاما، فكان يعمل في القارة الأفريقية منذ عام 1998، حيث كان ينفذ رحلات تجارية لنقل ركاب وأمتعة على متن طائرات "أن-32". وفي مايو عام 2010 وصل إلى ليبيريا لبحث إمكانية عقد جديد لنقل شحنات، لكن السلطات الليبيرية اعتقلته بعد 10 أيام بطلب واشنطن ورحلته إلى الأراضي الأمريكية، حيث أدين في عام 2011 بتهمة التآمر لتهريب شحنة كبيرة من المخدرات إلى الولاياتالمتحدة، ويقضي منذ ذلك الحين عقوبة السجن لمدة 20 عاما في الولاياتالمتحدة. وتصر موسكو على أن قضية تهريب المخدرات التي أدين ياروشينكو في إطارها لا تعتمد على أدلة كافية، وتعرب عن قلقها من تدهور الحالة الصحية للطيار، في ظل منعه من الخدمات الطبية الأساسية من قبل سلطات السجن الأمريكي.