في اقصى شمال مدينة القاهرة وتحديدًا بحي المطرية بالقرب من مسلة سنوسرت يوجد "محكى بئر وشجرة مريم" والتي تعد من اهم الآثار القبطية المعروفة فى القاهرة . كانت مصر أول من أستضافت العائلة المقدسة عند هروبها من ظلم هيرودس ملك اليهود ( الرومانى ) في ذلك الوقت ، ولما شعرت العائلة بمطاردة رجال هيرودس لهم أختبأوا تحت هذه الشجرة ، فأنحنت عليهم بأغصانها وأخفتهم تمامًا . وهناك قصة غريبة يرددها الأهالي، وهي خاصة بحارة تسمى "حارة عيد" وتدور حول مرور السيدة العذراء بهذه الحارة، وأنها طلبت منهم بعض الخبز فرفضوا فما كان منها إلا أن دعت عليهم ألا يختمر لهم خبز أبدًا ومنذ ذلك اليوم لم يختمر عجين أو خبز في هذا المكان . بمجرد دخولك للمكان تجد بئرًا منذ العصر الرومانى يعلوه بعض الاحجار، التي كانت تتدفق من خلالها المياه واستخدمتها السيدة مريم والعائلة المقدسة . اما عن شجرة مريم فهي شجرة عتيقة يرجع تاريخها الى القرن الأول الميلادي، وظلت هذه الشجرة في مكانها طوال ألفي عام، والشجرة الأصلية أدركها الوهن والضعف وسقطت عام1656 م، فقام جماعة من كهنة الأباء الفرنسيسكان بأخذ فرع من فروع هذه الشجرة وقاموا بزرعها بالكنيسة المجاورة لمنطقة الشجرة والمسماه بكنيسة العائلة المقدسة فنمت الشجرة وتفرعت. ومنذ فترة قريبة تم أخذ فرع من هذه الشجرة، وتم زراعته ملاصقة للشجرة الأصلية وهى عامرة الأن بالأوراق وثمار الجميز. واثناء الحملة الفرنسية على مصر عرج الجنود الفرنسيون في طريقهم لزيارة شجرة العذراء وكتب الكثير منهم أسماءهم على فروعها بأسنة سيوفهم .