معالم تحت التراب كالاموات في قبورهم.. طراز يصرخ بلا مبالي يقتله الاهمال وشعار الازمة هو "لا مبالاة المسئولين"،ويبقي مسجد الظاهر بيبرس عنوانا لفقدان المعالم الاثرية وانهيارالحضارة المصرية ، فالمسجد من المباني ذات الطراز المعماري الذي تميز برونقه وجماله وعظمته لكنه لم يبقي منه سوى بعض الحوائط و الجدران المنفصله فقد محى الزمن تفاصيل معالمه. فالكارثه هنا لا تنحسر في اتربه واهمال فقط، بل وصلت الي صورة ابشع، بل وصل الامر الي تحول القصر في نظر المارة الي دورة مياه يقضون فيها حاجاتهم اثناء عبورهم من طريقه، بعد انطماس كل معالمه التاريخية . يعود تاريخ المسجد الي قرنين من الزمان، فعندما عزم الظاهر بيبرس على بناء الجامع- حسبما ذكر المؤرخ المقريزي- شكَّل لجنة مكونة من الأتابك فارس الدين أقطاي، والصاحب فخر الدين بن محمد ومعهما جماعة من المهندسين بالتوجه لحي الحسينية لاختيار موقع للجامع، ووقع اختيار اللجنة الميدان الذي دأب على أن يلعب فيه الكرة (الصولجان أو القبق)، ذلك الميدان الذي انتشرت العمارة حوله ويعرف حاليًا بحي الظاهر. وقد أتاح الموقع المساحة اللازمة لبناء مسجد بمساحة كبيرة تخدم ساكني هذا الحي من أحياء القاهرة، وتم تخطيط الجامع وفق تخطيط طراز المساجد التقليدية على غرار مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حيث يتكون الجامع من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة، وواجهات الجامع مبنية بالحجر المشهر، وهي التي تستخدم فيها الأحجار ذات اللونين الأحمر والأصفر أو الأبيض، ويبلغ ارتفاع الواجهات حوالي 11م ويتخللها دعائم بارزة لتدعيم الجدران، ويشتمل الجامع على ثلاثة مداخل تذكارية بارزة أحدها الرئيسي بالواجهة الشمالية الغربية يوجد فوقه بقايا بناء المئذنة والتي كانت قائمة حتى مجيء الحملة الفرنسية إلى مصر، والآخران جانبيان بالواجهة الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية. ورصدت "بوابة الوفد"خلال جولة بالمسجد عدة معالم جديدة قد ظهرت عليه ، حيث أنه لم يتبقي شئ من تراثه سوي الحوائط الخارجية التي تملأها الشروخ والاعشاب وأيضا الطيور التي تعد دليلا علي هجرة المكان وهدوءه كما تواجدت اكثر من شركة الترميم تاركة معداتها دون عمل ولا توجد أي دلالات علي استئناف العمل مره أخري. وبمجرد أن تطأ قدمك أرض المسجد تتفاجئ بأكوام القمامة التي تحيط المسجد من الخارج والداخل،بالاضافه إلي المياة الجوفيه التي تصنع برك مياه، وما يزيد الطين بله لانتهاك حرمة المسجد أطفال تقضي حاجتها بجانب الاسوار وبالداخل ، تحول المسجد إلي ساحه فارغه بها بعض الاعمده الهائله للسقوط وبعد أن كان للمسجد هيبته وعظمته تحول لخيمه بها بعض سجاجيد الصلاه . وذكر مصدر بالنقابه المستقلة للعاملين بالاثار رفض ذكر اسمه، أن مشروع الترميم تم طرحه بطريقه المناقصه ، مشيرا أن الترميم بالمسجد شارك في ترميمه عدة شركات من خارج وزارة الاثار مع العلم ان وزاره الاثار بها قسم للترميم . وأوضح المصدر، في تصريحاته ل"بوابة الوفد" أن شركات المقاولات تقوم بمخالفتين أساسيتين أولهما ،مخالفة فنيه تتمثل في تعطيل الاماكن الآثرية، عن مشاركتها ضمن جدول شركات السياحة وذلك بسبب طول الفترة التي تستغرقها الشركة للترميم ،فضلاً عن استخدام مواد مخالفة للترميم كأحجار الطوب الاحمر، مبينا أن قاعدة الترميم تنص علي " لابد أن يكون ترميم الآثر من نفس المادة المصنوع منها " ولكنه تتناسى تلك القاعدة اثناء تنفيذ الترميم، الامر الذي دعي الي توقف ترميم المسجد كما رفضت هيئة وزارة الآثار خلال المراجعات استلام المشروع . أما المخالفة الاخرى فتكمن في المخالفة المالية حين يسمح للشركة الحصول على نسبة أعلى من المسموح لها في العقد وهى 25%، لتصل النسبة التي يحصلوا عليها ل400%. وأكد المصدر أن المسئول الوحيد عن تسليم المسجد هى وزارة الاثار، موضحا أنه تم صدور قرار سنة 2011 رقم 116 بمراجعة مخالفات شركات المقاولات ينص علي أن" وزارة الاثار تقوم بتشكيل لجنه لمراجعه المخالفات التي قامت بها شركات المقاولات "ولكن لم يتم تنفيذ القرار خوفاً من تلك الشركات و علاقتها مع المسؤلين من الوزارة . فيما قال أحمد قدري, خبير اثار أن المدة المحدده لترميم المسجد كانت 3 سنوات فقط ولكن تعرض المسجد لعدة مشاكل في إعاده الترميم أدت إلي مد العقد لبعض الوقت، الامر الذي تسبب في طول المدة ،وتأخير تسليمة في الوقت المحدد،موضحا أن أبرز المشاكل التي حدثت أثناء الترميم تمثل في مخالفة قانون الترميم ،حيث تم إستخدام طوب مخالف للطوب الذي بني منة المسجد . وأشار قدري، أنه تم تجديد العقد الاساسي مرة أخري حيث تم الاتفاق من قبل اللجنة الدائمة علي نوع الطوبة الصالحة للبناء، أما بالنسبة لمشكلة الدعامات الخاصة بالمسجد التي قد تم فكها أكثر من مرة بسبب خطأ في الترميم تم الانتهاء منها ولن يتبقي إلاجزء بسيط . وأكمل قدري،بالنسبة لمشكلة المياة الجوفية فقد تم الانتهاء من 60% من شبكة تخفيض حيث تم الحفر بعمق 3 أمتار ولكنها لم تنتهي حتي الآن، لافتًا أنه خلال عام سوف يتم الانتهاء من ترميم المسجد .